في شهر رمضان الكريم تظل عوايد أهلنا في مناطق ومدن بلادنا الحبيبة لها طقوسها وعاداتها الرمضانية السمحة والتي تختلف من مدينة لأخرى وتتفق جميعها على لهفة المحب لاستقبال أعظم الأيام .. شهر أنزل فيه القران الكريم ..وفيه ليلة القدر خير من ألف شهر ..
ذاكرة أجيال ..
بعد الفطور .. العالة
جاهزة والشاهي واتي
نفخاتٌ روحانيةٌ تهلُ مع هلال شهر رمضان يستقبله الليبيون بعادات وأعراف متوارثة احتفاءً بخير الشهور .. صحيفة )فبراير( خصصتْ مساحة عبر صفحاتها للتعرَّف على بعض عوايد هلنا في رمضان ..
الحاجة فاطمة شاركتنا طقوسها الرمضانية وهي تستذكر بعض العوايد المتوارثة من أهلها وأهل زوجها قائلة :
قبل كل شيء لازم يكون الحطب جاهزًا لإعداد خبزة التنَّور. العيال وبوهم ما يأكلوا «الشربية» إلا بخبيزة التنَّور، والحاجات الثانية شور البنيات سلمهن كل وحدة تمسك احويجة، وحدة المبطن والثانية الكيما، والبيتزا، كلا نابيدي والشايب خاطي الشريبة العربية، وخبيزة التنَّور ما ندوروا شي ..
وتابعتْ الحاجة حديثها عن عوايدها الرمضانية وايش نقولكِ يا بنيتي زمانات كنا نوتوا في الدشيشة، والروينة في الحوش يجتمعن الجارات وكل وحدة تأخذ حويجة اديرها نحمصوا اللوز والجلجلان، وحبة البركة، والقمح، والكمون الحلو والكمون العريض، وايش ما يسمي فمك، ونرحوهن ونوتوهن للشهر الكريم قبله بشهر توا غابت الطعمة، وقعدت كل حاجة جاهزة في السوق ومافيهش الطعمة لوله …
والحمدلله اللي اصحيحين وبلادنا بلاد خير، وإن شاءالله ربي يهني البلاد والعباد ويعم علينا الامن والامان بجاه هالأيام المباركة ..
سعاد الطرابلسي صحافية شاركتنا ببعض عوايد أهل بنغازي فقد أكدتْ أن لكل منطقة في الشرق طقوسها الرمضانية التي تختلف عن غيرها، ولكن بنغازي كما تقول الطرابلسي لها عوايد تنفرد بها وتختلف عن بقية مدن المنطقة الشرقية خاصة في بعض الأكلات الرمضانية أهل بنغازي يحبوا الشربة العربية، ومعها البيتزا والمبطن، ويعتبرن افضل الأصناف الرمضانية البوريك والمبطن والشربة واللي يميز أهل بنغازي حبهم لـ)لزلابية، والسنفز ولقمة القاضي( ..
وفي الحديث ذاته اخبرتنا أم محمد وهي من مدينة المرج أنها اعتادت كل سنة في شهر رمضان أن تجهز بعض الباقوليات، وأنواعًا من الفاكهة وبعض المعحبنات مثل «البيتزا والبوريك»، وتضعها في الثلاجة استعدادًا لشهر الصيام.
واخبرتنا أن السفرة الرمضانية تكون أكثر ثراءً وتنوعًا بين الأطباق والأصناف، وأهل الشرق بصفة عامة يحبوا المبطن والشربة وخبزة التنور والبراك والرز بالخلطة وهي من أكثر الأصناف طلبًا طيلة الشهر، ونحاول نجهزوها لإرضاء الأبناء والزوج خاصة أنهم طيلة اليوم يكونوا في أعمالهم ويروحوا منهكين لذلك تجدني احرص على طهي كل ما يحبونه خاصة الأطفال لتشجيعهم على الصيام وتحمل العطش والجوع لساعات طوال..
بعد الفطور عادةً تكون العالة جاهزة والشاهي الأخضر والاحمر واتي وكل حد منهم يختار الشاهي اللي يحبه وبعدها يسقدوا لصلاة التراويح، ونحن نساء الحي من عاداتنا أن نلتقي كل ليلة في بيت إحدى الجارات وكل وحدة تحضر معاها نوعًا حلو أو مالح واظن أن هذه الطقوس يجتمع فيها كل الليبيين
هلا شهر الخير
تحتفل الشعوبُ الإسلامية بشهر رمضان فى كافة أنحاء العالم، الشهر يطل ببهجة روحانية تعم القلوب بالإيمان والتقوى، ويحمل معه كل ما هو جميل بين طياته من استمرار عادات وتقاليد موروثة سمتها أصالة أعوام مرت على طقوس يمارسها أناسٌ على مر السنين .
نعيش فى بلادنا خلال شهر رمضان متغيرات تخلتف عن باقي شهور العام، حيث يستعد كل أفراد الأسرة لقدوم هذا الشهر الفضيل بما يحمله من أوقاتٍ روحانية تدعوننا إلى الصيام والقيام، نرى فى بلادنا سواء أكانت المدن أم القرى عادات تتوارث بحب هذا الشهر، فينصرف الجميع لاقتناء كل ما هو جديد ومميز، فتجهز ربات البيوت مالذ وطاب، وتجهيز المأكولات الأساسية مثل الشربة الليبية، وتشاطرها المائدة الرمضانية صنوفًا من شعبية قديمة وأخرى حديثة، لا ننسى خبزة التنَّور التى يعتبرونها الخبز المفضل واجوده لدى الكبار والصغار، والتمور بأنواعه اللذيذة تزين مائدة الشهر الفضيل، ويصاحبه مشروبات صحية مثل )الروينة، وقمر الدين، والحليب باللوز، والعصائر الطازجة،( منها مايجهز فى البيت، أو من المحال التجارية .
تجهز القعدة الليبية بصفرة الشاى )عالة الشاهي(، ويضاف إليه النعناع الأخضر إن وجد، ولمَّة الأسرة حولها مع قدوم أبنائهم، وأقاربهم في تألف اجتماعي ينعش الجميع بتناول )السفنز،والزلابية، والبكلاوة، والكنافة( التى تزين حلقات السهر وفرحة الصغار وهم يرقصون ويمرحون فى بهجة لا توصف ، تهافت الجميع لأداء صلاة التهجد، والمحافظة على الصلوات فى المساجد خير منافسة للتقرب إلى الله، لا ننسى زيارة الأقارب ومواصلة المرضى، ومساعدتهم ما أمكن ذلك شيء جميل يدعوننا لنيل بركات هذا الشهر والحرص على أجوائه المباركة واغتنام فرصة الأجر والثواب.