قصة قصيرة
كعادته يستيقظ من النوم منزعجاً مضطرباً من وجع المعاناة والضغطات النفسية التي تولدت من جرأ معاملة والده معه الذي كان ينعته)بالمنبوذ(.
ياسين طالباً في المرحلة الاعدادية يعيش مع والديه تأثر في هذه المرحلة خاصة مع تنمر زميله ابراهيم له.. حاول من فترة طويلة أن يصادقه ، فخاب ظن ياسين لانه لم يكن لديه صديق حميم يؤنسه ويشد من أزره في محنته مع والده.. ولا شقيق يعتمد عليه.
مع مرور الأيام الصعبة شعر ياسين بالمرارة أكثر، وأصبح حساسًا تنقص لديه الثقة بالنفس من الأحداث والمقالب التي تشن ضده .. من قبل زميله في المدرسة، ووالده وشقيقه.. وفي أحد الأيام بينما كان ياسين في طريقه إلى فصله بالمدرسة، وإذا بإبراهيم يسكب عليه قارورة ماء على رأسه وسخر منه.
إبراهيم: أهلاً أيها )المنبوذ( .. أليس هذا الاسم الذي ينعته والدك به..؟!!
صعدا الاثنان معًا إلى الفصل فبقى ياسين خارجًا ليجد طريقة لاخفاء آثار ملابسه المبلَّلة.. وقال في نفسه. هل أرجع للمنزل؟! لا لا لا أنا ليستُ مبتلًا وطمئن نفسه ودخل الفصل متأخرًا على الدرس.
المعلم: لما تأخرتَ عن الحضور؟.
ياسين: سامحني أستاذ حدث معي حادث.
المعلم : ولماذا أنتَ بهذا الشكل وملابسك مبتلة؟!.
شعر ياسين بالخجل وونفجرت ضحكات زملائه بالفصل.. مما جعل المعلم يصرخ عليهم ويسكتهم.
المعلم لياسين: اذهب، وأجلس مكانك.
ياسين: حاضر أستاذ.
وفي الوقت الذي انتهت فيه الحصة الدراسية انطلق ياسين مسرعًا صوب منزله متجاهلاً مكائد إبراهيم المتكررة.. وحين وصوله وهو بجوار البيت لاحظ أن شقيقه «هشام» يترصد له ليمسك به..
هشام: تعال ياسين. ادخل البيت
ياسين: لا أريد أن ادخل.
هشام: قلتُ لك ادخل ولا تخف.
ودخل البيت صامتًا وهو يمشي بحذر، ولكن شقيقه يصرخ عليه.. أنا انتظرك، ومسك ابراهيم ياسين من فكه وهمس في أذنه )لا تقلق لن أؤذيك كثيراً( وبدأ بضربه وتحمل الضرب والاهانة، ليجد بعدها أنَّ جسمه تورم من قوة الضربات..
اتصل والده ورد ياسين على الهاتف.
ياسين: أهلًا أبي
الأب: لا أهلاً ولا سهلاً .. أسمع يا)منبوذ( أنا وأمك في المطار.
ياسين: في المطار..!! كيف ؟ واقفل الأب الخط…
.. ومرت أيام والحزن يخيم عليه من كل الاتجاهات .. ولكن اراد الله خيراً لياسين بعد الظلم والمعاناة .. وبعد تعافيه من الكدمات رجع للمدرسة ليجد أمرًا قد صدمه ولم يخطر على باله
إبراهيم: ياسين ياسين
التفت ياسين إليه وإذا بإبراهيم ينظر إليه بنظرات متقطعة، فشعر انه يريد ان يقول شيئاً. ورن جرس نهاية اليوم الدراسي ونزل الجميع وقال في نفسه )ما هذه النظرات يا الله؟( وكانت الدهشة تملأ وجهه..
إبراهيم: تعال ياسين أنا أسف.. أنا فعلا اخطأت في حقك، أرجوك سامحني.. لقد عرفتُ وضعك.
ياسين: لا عليك .. وضحك في نفسه وغمره الفرح والسرور لأنه كان ينتظر مثل هذه اللحظة المفرحة التي انتظرها طويلة لكي يصبح إبراهيم صديقة ورفيق الدرب.
إبراهيم: مرة أخرى أنا أسف وانهمر بالبكاء.
ياسين: ارجوك لا تبكي هذا ليس ذنبك. هذا ليس ذنبك
إبراهيم: ارجوك سامحني وارجو ان تكون صديقي من هذه اللحظة.. نكون متحابين ويدًا واحدة .
ومسح إبراهيم دموعه ووضع يده على كتف ياسين وقال له: لا تقلق سأهتم بمسألة وعنف شقيقك هشام معك انه صاحبي .. لا تقلق لا تقلق.
ظل إبراهيم السند القوي لياسين الذى رفع من مستوى النفسي له وادمجه مع بقية زملائه في المدرسة والمشاركة معهم في جميع المناشط والذهاب إلى الرحلات.
ومن محاسن الصدف قامت المدرسة برحلة طلابية وكان إبراهيم على رأس المجموعة.
إبراهيم: هل سمعتم يومًاً عن الكنز الذي لا يفنى؟، إنه الصداقة، نعم فالصداقة أساسها صدق الشعور الآتي من حب الخير للصديق كحب الشخص لنفسه تماماً، وهي رابطة أخوة من نوع آخر وجدت لتعطي للحياة طعمها، فيها يكون الصديق لصديقه مستودعاً للأسرار، وحافظاً للعهد، وكتفاً يحمل معه تعب الأيّام، ودليله إلى الخير ومبعده عن الشر، فترى الصديقان يسيران في درب الحياة لا يشعران بقسوتها.
ايها الرفاق أنا أعلن أمامكم أن ياسين هو صديقي كما انتم اصدقائي.
ياسين: لقد سررتُ كثيرًا أيها الاصدقاء .. اعتبر هذا اليوم هو يوم ميلادي واسمحوا ليَّ أن أقول لكم: علم الرسول صلى الله عليه وسلم عمق تأثير الصديق في صديقه فقال: )المرء على دين خليله؛ فلينظر أحدكم من يخالل(؛ لذا علينا أن نحسن اختيار أصدقائنا لتحلو أخلاقنا وتسمو، فنراعي عند اختيار الصديق أن تكون الأخلاق الحميدة كـ)الصدق والأمانة والوفاء(.