كل الأساسيات لبناء دولة متنامية ومتناغمة مع نسيجها الاجتماعي موجودة وكل الأسس الاقتصادية والاجتماعية وحتى الجيوغرافية متوفرة لانطلاقة دولة متقدمة منافسة على جميع الأصعدة.. الموقع الجغرافي والثروات الجوفية والمائية عالية الجودة متوفرة.
إمكانية التسويق والتبادل التجاري والاقتصادي على أغلب دول العالم سهلة ومتوفرة ومنافسة لأي دولة أخرى بالعالم..إذا ماذا يحتاج هذا الشعب وهذا الوطن حتى تتوقف عجلة ومؤشرات الإفلاس وتراجع عن مشهده السياسي والاقتصادي لقد استنسخنا تجارب الحرب والذخائر لعدة سنوات ولكننا لم نحاول ولو لمرة واحدة استنساخ تجارب ومشاهد التحول والتغيير التي شهدتها رواندا مثلا أو الصومال..
إشكالية هذا الوطن ليست في ركام الذخائر والخردة الحربية فهي تنفذ ولكن المأزق الحقيقي في العقول التي لم نستطع حتى الآن أن نغير مسار هيجانها وتركيزها صوب البناء كل هذه الفترة الممتدة لأكثر من عشر سنين ونحن نعاني العقول التي تولت إدارة ليبيا .. لم تكن قضيتنا أبدا سلاح أو دولة معادية أو خلاف سياسي أو عرقي.
قضيتنا كانت ولازالت العقل المناسب في المكان المناسب..قضيتنا في العقل وليست في العقيدة كل يمني النفس بالأمل والآمال من أجل أن يكون لنا غدا مشرق.. إلا أننا لم نحاول أن نجرد الفكر والعقل ونطوع الممتلكات والنيات من أجل تحقيق تلك الآمال والطموحات.
كل الدول المتنامية والتي خلقت لنفسها حلولاً أخرجتها من أنفاقها المظلمة استعانت بالعقول والأشخاص المناسبة في المكان المناسب تماما كسنغافورا ورواندا وغيرها.. أما نحن فمازلنا نبحث عن حلول للقسمة والتراضي والمحاصصة من أجل أن نستوقف مشاهد الدم والموت ولو لفترة تهدئة.. لم يعد أمامنا إلا تشغيل محركات البحث علنا نجد حلا لذلك العقل الذي غاب عنا.
#كونوا_بخير