رأي

أسئلة الحاضر

■ صالح قادربوه

جدارية

في الظروف العادية لا الاستثنائية تلمع الأسئلة المهمة، ذلك أن الظرف الاستثنائي والطاريء يحاصر العقل بالاستفهام عن الأزمات ومشاكلها وحلولها، وتكون النتائج المحصلة لخارطة الإجابة عن هذه التساؤلات المؤقتة حتى وإن وضعت الاستراتيجيا فيما سيأتي على المحك. إن الاستقرار يقوم في الأساس على الأسئلة التي تولد في بيئة النقاش الجاد الهاديء العميق، وديمومته رهن بنمو هذه الأسئلة وصدقها وتحقق المعالجات العامة والتصورات الحضارية باتجاه جعل المكان مكانا مثاليا للحياة والزمان مساحة ثرية في الحراك الإنساني صعودا.

الحرب كمثال تطفح بسببها أسئلة النجاة والكوارث البحث عن الملاذ وتقليل الضرر، وغياب النظام العادل وضعف القوانين أو ضعف قوة تطبيقها يثمر التعثرات والفوضى. يلزم لتكون صفة العيش البشري هي الغالبة والمقدمة أن يتم العمل في إنتاج أسئلة الواقع وتغييره ومشروع المستقبل والتقصي والتمعن والبحث ضمن فكرة حلول إبداعية طويلة المدى، فالمعالجات القريبة التي تنتج عن وضع طاريء وأسئلة دفاعية ليست هي الخط الصحيح في ما يمكن تسميته سابقا البناء وحاليا التنمية ومستقبلا استعادة القيمة الإنسانية. وأكبر الأسئلة هي التي تنظر إلى الكيان البشري مع تنوع تفاصيله على أنه ذو إرادة على التحول من الجهل العلمي في غياب الضمير إلى ما يشبه مدينة المعرفة الفاضلة التي لا يمكن قبر العواطف فيها أو تحقير التواصل الإنساني الذي هو سمة المجتمع البشري في عمومه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى