شهدتْ بلادنا خلال السنوات الأخيرة موجة غلاء وارتفاع في الأسعار لجميع السلع، وضعفاً للقوة الشرائية للدينار الليبي..
ورغم ذلك، مازال الليبيون متمسكين بعاداتهم القديمة، خاصة في الزواج، من حيث غلاء المهور، والسكن المستقل، ومصاريف الأفراح المبالغ فيها..
القسم الاجتماعي بصحيفة «فبراير»، استطلع آراء مجموعة من المختصين، والأكاديميين والصحفيين، حول هذا الموضوع، من خلال طرحه السؤال التالي:-
كيف ترى تأثير ذلك على عزوف الشباب عن الزواج?, وما هي الحلول المناسبة التي يجب اتخاذها?
هذه حوصلة الآراء:-
– د . عادل المشري :
الشبابُ ضاعَ بين براثن النزاعات، وغياب الدولة..! أصبح عزوفُ الشباب عن الزواج أمرًا واضحًا وجليًا لا يخلتف عليه عاقل ينظر للمستقبل برؤية تصحيحية ربما جاء هذا العزوف نتاج قلة الفرص المتاحة للعمل أمام غالبية الخريجين من مختلف التخصَّصات باستثناء القليل وربما نتاج عدم وضع الدولة لحلول عملية تستهدف بها هذه الطاقات المعطلة، والحبيسة داخل جدران البيوت، والمقاهي أضف إلى ذلك صعوبات السكن وغلاء الايجارات في وقتنا هذا جل غالبية دول العالم التي تسعى لسد الفجوات المماثلة العربية منها أو الاوروبية المهددين بالشيخوخة وعجز بناء قدارت شبابية جديدة نراها تضع ضمن مخططات لبناء مدن حديثة تتوفر فيها جميع متطلبات الحياة من عمل وسكن…الخ
ليبيا للأسف بدأتْ تشهد العديد من الظواهر السلبية الناتجة عن البطالة، وغلاء المعيشة كانتشار تعاطي المخدارت، وارتفاع نسب الجريمة مما أثَّر سلبًا على تأسيس أُسر جديدة ناهيك عما نشهده من ارتفاع نسب الطلاق غير المسبوقة ولم يتم معرفة أسبابها الحقيقة ولم تخضع أصلاً للدراسة لمعرفة الخلَّل الذي من شأنة أن يضيف العديد من التساؤلات لدى غالبية الشباب الذين يفضلون حياة العزوبية على تكوين نواة جديدة تُسهم في بناء المجتمع مستقبلاً…
سالمة المدني
تغيرتْ العاداتُ والتقاليد متاع الزواج، معاش يطلبوا في ذهب داب دبلة أو خاتم وفي حتى يلي يسكنوا في الإيجار .. غير أن مصاريف الأفراح المبالغ فيها .. لو المقبلون على الزواج عندهم عقول راه استفادوا من المصاريف وداروا عرس بسيط عائلي .. بدل ما يدفعوا في صلاة الأفراح ٣ او ٤ الاف فما فوق ..والحلويات اللي أسعارها مبالغ فيها داروا في الحوش الحلويات العادية ولا البوكسات يلي يديروا فيهم في الآخر ح يتلوحوا في الكناسة..لو تم توظيف الأموال بشكل جيد من قبل العروس والعروسة كان بإمكانهما يحلوا هلبا مشكلات.. كله بدي جو استعراض وخاصة البنات مبهورين بالتقليد والاستعراض .. لا بد من الاقتصاد في المصاريف .. الفيلو يلي بـ) ٤ او ٥ ( آلاف تاخذ فستانًا بسيطًا .. الاجانب تلقيهم يلبسوا في فساتين بسيطة أو فستان امها لو هما يبوا يقلدوا .. أو المزينات يلي وصلو لـ) ٣ أو ٤( آلاف شن بيعيد صياغتها من جديد .. مسألة الوعي مهمة .. لا بد من وجود حملة وعي .. معاش بيبدوا سعيدين بحياتهم بيبدوا يفكروا في كيف يتم تسديد هذه الديون .. العرس الليبي حاليًا يكلف أكثر من ٥٠ألف دينار سببه التقليد الاعمى لـ)السوشيال ميديا( .. والنَّاس يلي تقيم في نفسها بكمية الذهب، أو اللبس يلي تلبس فيه .. دينا يأمر بالبساطة … أقلهن مهراً أكثرهن بركة .. المجتمعات تتقدم وانت تتأخروا مع ان اغلبية الجيل متعلم وخريج جامعات ..لابد من الاعلام يمارس دوره في التوعية بخصوص هادي التكاليف الباهظة يلي تسبب في تأخر سن زواج وما يترتب من مشكلات صحية للطرفين وحتى سرطانات الثدي والرحم ..وحتى حالة نفسية سيئة .. قيمة الإنسان تكمن في ذاته في سلوكه في عقله ولا تكمن فيما يستعرضهو، أو يقلده من النَّاس..
- د. علي فرج..
أولاً التمسك بالعادات ليس سببًا أو عاملاً من العوامل تأخير سن الزواج؛ لكن المبالغة فيها واستحداث عادات جديدهة أثرتْ بالتأكيد وإذا ما نظرنا إلى غلاء المهور لم يعد موجودً؛ فعلى الأسر تيسر ذالك، فالعالم الرئيس هو تكاليف الزواج والتي يأتي من بينها السكن والسيارة وغيرها التي أصبحتْ شرطًا من شروط الزواج، الحل حسب وجهت نظري هو تدخل العرف الاجتماعي بإلغاء بعض العادات وتحديد سقف المهور وتدخل الدولة بتوفير السكن والمركوب على هيئة قروض للشباب في هذه الحالة يمكن الحد من عزوف الشباب عن الزواج هذه الظاهرة التي ترتب عليها مشكلات أخرى كانحراف الشباب وانتشار الزنا والزواج خارج إطار القانون وزواج الأجانب وغيرها من المشكلات..
- رباب نور .. صحفية
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : )يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج(؛ المعنى من ذلك من استطاع مؤنة الزواج، فالزواج يُبنى على الثقة والمودة، والمعروف بين الزوجين، ويجب مراعاة الظروف وتسهيلها لكل من أراد الزواج لما فيه خير لشباب والبنات، وصلاح الدين والمجتمع.
ولكن عندما يصعب الحلال ترى عزوف الشباب عن الزواج بشكل علني؛ فالحياة الآن أصبحتْ بشكل واضح صعبة من ناحية المعيشة خاصةً أصحاب الدخل المحدود وعدم توفر فرص العمل؛ ناهيك عن المتطلبات والطلبات والالتزامات التي تفرضها بعض العائلات عندما يأتي أحد ويتقدم لبناتهم.
فالمظاهر، والتباهي أصبحا مبالغًا فيهما من ارتفاع المهور ناهيك عن الالتزامات الأخرى المتعلقة بترتيبات الزواج للطرفين؛ فأصبح همًا لجميع الأطراف متناسين أن الزواج هو شراكة بين الطرفين، وتنازل عن المظاهر حتى تستمر الحياة؛ فهو عُفّة للطرفي، فالأخلاق والقيم أهم أحيانًا من المال.
ولكن مع الأسف غياب الوعي والارشاد من قبل الجهات المختصة بالدولة وخلو المناهج الدراسية من ثقافة الزواج جعل ظاهرة العزوف عن الزواج في تزايد مستمر، فالكثرون لم يعودوا مهتمون بحسن الخلق فغنى النفس والرضي والقناعة أعظم من غنى المال الذي من المَّمكن أن يزول في أي وقت، وفي لحظات، وأكرَّر أنَّه لن يكون هناك حلٌ لهذا العزوف إلا بتكثيف الوعي والارشاد، والابتعاد عن كل التعقيدات المفروضة على الزواج، والتغلب على مظاهر التفاخر بالرجوع إلى الدين..
- أحمد الخميسي.
هناكَ جملةٌ منْ الأسبابِ تقفُ وراءَ عزوفِ الشبابِ عنْ الزواجِ منها تدنيَ الواقعِ المعيشيِ الذي أدى إلى تراجعِ قدرةِ غالبيةِ الشبابِ على تحملِ التكاليفِ الباهظةِ للزواجِ، فضلاً عنْ غيابِ المبادراتِ حوّلَ دعمِ الراغبينَ بالزواجِ، وحقَّقتْ مبادرةٌ حكوميةٌ خلالَ سنواتِ الماضيةِ في تشجيعِ الزواجِ عبرَ منح مبلغِ قدرهِ الـ20 ألفِ دينارٍ لكلٍ مقبلٍ على الزواجِ، فتقدمَ الآلافُ للتسجيلِ للحصولِ على المنحةِ، وتجاوزتْ الأعدادُ ما حدَّدتهُ الحكومةُ بـ«50» ألفَ شابٍ، وشابةٍ، ما جعلها تعلنُ تمديدَ الخطةِ ، ورصدَ ملياري دينارٍ ليبيٍ لملفِ منحِ الزواجِ؛ وهيَ خطوةٌ جيدةٌ..
وأما السببُ الاقتصاديُ انخفاضُ القوةِ الشرائيةِ للدينارِ الليبيِ عبرَ تخفيضِ قيمةِ العملةِ بـ 70 % مطلعِ عام 2021 ثمَ إضافةُ ضريبةٍ على السعرِ الجديدِ بـ 27 % خلالَ عامِ 2024 وبالتالي الشابُ لا يستطيعُ تكوينَ أسرةِ منْ راتبٍ هزيلٍ لا يكفيهُ نهايةَ الشهرِ..
- ريما الفلاني ..
تغيير الأفكار، والعادات يتطلب توعية، وحملات عبر «السوشل ميديا»؛ والإعلام حتى يكون فيه إصلاحات تُسهم في دعم الشباب، والأسرة اللي حيكون ليه أثر ايجابي على المجتمع ككل..
- عثمان محمد..
رأي المواطن ما عاد مهمًا في بعض الإشكاليات بل هو رأي الاختصاصيين في كيفية تعديل سلوك النَّاس الخاطيء هكذا يكون الطرح فقد تكرَّر مثل هذا السؤال كثيرًا؛ ففي كل صيف، وهو توقيت اغلب الأعراس يتجدد هذا السؤال ومع ذلك هناك من يمارس الاسراف ذاته رغم إمكاناته الاقتصادية الضعيفة، وقد يصل في مرات كثيرة إلى الاستدانة من أجل أنَّ يظهر بمظهر من يملك المال وهو في الحقيقة لا يملك شيئاً.
حقيقة نحتاج إلى كيفية وضع حلول للخروج من هذه الأفكار البالية التى تعشش في رؤوس البعض .
ومع كل ذلك هناك مَنْ خرج مِنْ هذه الدائرة وصار يتعامل بفهم وإدراك لكثير مما يعترض حياتنا من مظاهر الاسراف..
- عزيزة محمد..
بالنسبة إلى الأسعار مبالغ فيها جدًا، وترهق كاهل الطرفين.
أما فيما يخص السكن المستقل؛ فهذا أمر ضروري منه لضمان الخصوصية الأسرية، في هناك بعض المباديء ضروري منها لضمان مستقبل الأبناء.
مثلاً المنزل المستقل، والعمل الثابت الذي يضمن دخلًا شهريًا هذا ضروري مهما كانت الظروف صعبة .. أما باقي المصاريف اجدها زايده ويمكن التغاضي عنه.
وأرى أن القناعة كنز لا يفنى
كل شخص وقناعته الخاصة بس ياريت عى أولياء الأمور التقليل من المهر وتقليص أيام الفرح وإكتفاء العروس بالضروريات .. كما يجب على الدولة استكمال المشاريع السكنية وتوزيعها على الشباب وتوعية المقبلين على الزواج..
المحرَّرة