رأي

قضية

هاشم شليق

محطة

الإنتهاكات ضد المسجد الأقصى التي تصاعدت وتيرتها في الآونة الأخيرة هي التي قادت إلى إندلاع المواجهة .. ويبدو أن آلة الاحتلال الاسرائيلي العسكرية تنفذ اليوم المراحل الأخيرة من مخطط الحد من تزايد النمو السكاني الفلسطيني وذلك إما بالتصفية أو بالتهجير..وهناك أسباب أخرى مهدت الطريق للإحتلال مثل اكتفاء العالم فيما مضى بالميكروفونات تعليقا على استمرار بناء وتوسيع المستوطنات..وتجاهل قضايا مثل الأسرى الفلسطينيين..وجرف الأراضي الزراعية..وهدم البيوت أو الإستيلاء عليها..ودأب الجميع مرارا على التحدث عن حل الدولتين في حين تم فك الارتباط مسبقا بين الضفة وغزة..

التاريخ يقول ان المحتل الاسرائيلي يتجنب القتال على أكثر من جبهة..وكذلك خوض حروب طويلة..ويشنها كلما اقتربت انتخابات أحزابه وتشكيل حكوماته..أو بروز مشاكل داخلية..وسبب تفضيله الحرب الخاطفة على الطويلة..إن الأخيرة تضطره لإستدعاء جنود الاحتياط المدنيين الذين يعملون في مجالات مختلفة مما يعني شلل الإقتصاد..لذا يدعمه حلفاؤه في كل مرة..أما العرب والمسلمون فهم بين من يستدعي القضية تارة ويغيبها تارة أخرى.. وهناك من يراهن على تدحرج القضية الفلسطينية بمرور السنوات من على سلالم القضايا المركزية..في ظل انشغال المواطن العادي بتوفير احتياجات الحياة الضروريةبعد أن طال حلم التحرير من النهر إلى البحر..ولم تعد باليد حيلة..

إن الحصار المتواصل ضد الفلسطينيين يستهدف في النهاية تحقيق سلام عادل بلا دولة فلسطينية..أي اجبارهم على الخروج من السجن الكبير نازحين أو لاجئين نحو طريق مسدود..أو تتقطع بهم السبل في الشتات..وكلنا نعلم أن دولا عربية قامت بالتطبيع مع الإحتلال الاسرائيلي في إطار ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد أو اتفاق ابراهام..وما يقال عنه بأنه واقع فرضه عصر تبادل المصالح الاقتصادية..وصاغته عولمة التقنية..وحكمته التكتلات والتحالفات..والزمته تبعات مثل تغير المناخ..وحركة الهجرات البشرية القادمة سلما أم حربا للبحث عن مصادر الطاقة والطقس المعتدل والماء العذب..

في ظل كل هذا الغمار فإن بلادنا الحبيبة ليبيا مطالبة بالتحرك على مسار بناء دولة حديثة أساسها المصالحة الوطنية..وتوأمة مصالحها مع دول الجوار..ولعب دور فعال في علاقة الآخر مع قارة أفريقيا..

نعم لقد أصبح العرب والمسلمون اليوم قضية فلسطين المركزية وليس العكس كما تعودنا..أي الشغل الشاغل للفلسطينيين اليوم هو مصير رؤية العرب وتعاملهم مع قضيتهم..ولطالما حفظ الليبيون بسياستهم الحكيمة ماء وجه القضية..وسوف تكون لليبيا الكلمة الفصل بما يخدم مصلحة الكل..الكلمة الأخيرة..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى