رأي

كيف لنا أن ننام؟

نجاح مصدق

كلـمات ..

كيف لنا أن ننام 

وفي أذاننا أصواتهم يستلها السيلُ 

يغلف حناجرهم الطين

 كهدايا للبحر والأرض والسماء

  كيف ذبلتْ الطرقات والأزقة ونامت البيوت بلا متكىء وغابت عصافير الوادي خلف الريح وبين حبات المطر

وبين الوجع والوجع حزن كبير يرسم في القلب اخدودًا وينهمر

أي دمع سوف يكفى للزهور للعشب النظر

أي دمع سوف يخلص العالقين بين الذكرى والالم من الوقوف والنسيان والعدم

في درنة علقنا  وسوسة والبيضاء وشحات وتاكنس والمخيلي والبياضة في الوردية وجرجومة  جاست عينانا مرتعشة تبحث عن حصالة مخبأة، وكتب في الحقائب منتظرة الصباح وقمصان أنيقة وفناجين قهوة بلون العبق وحدائق من الياسمين

كيف هو ممكنا إلا ننجرف مع جريان الوادي في كل حديث ومع كل قصة وجع وغصة

كل يفترش الطين الأرض ويموت الورد ويسيل العسل بحرًا يبتلع صغاره

سوف اذكر كل ليلة فيما حملوا معهم من رعب أخير

كيف تركوا ايديهم الملتصقة بالحياة واستسلموا لاحضان السماء

وكيف تركوا خلفهم سؤالًا حارقًا

ونحيبًا لا يتوقف مكتوم كأنفاسهم ساعة غرق

سوف اذكر داخلي دومًا 

أن المدن الجميلة لا تمحى  من خطوط الدائرة كما لا يموت الحسنُ على شفاه العذارى الفاتنات

سوف امني النفس بحلم خجول جناحاه حزينان لكنه مثل الطيور المستحيلة تنهض من تحت الركام وتحلق، سوف نبكي كثيرًا يا بلادي أحزاننا سوف نذكر الغائبين يلا غفلة ونردد

قف بنا يا صاح نبكي المدن

بعد من قد كان فيها سكن

وننادي في فراغ مطلق

بعدهم في دارهم واحزنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى