رأي

أمين مازن يكتب.. نعم التسوية بالانتخابات وكما اقترح هؤلاء الناشطون

بعد أن اتخذ معظم الذين أمسكوا بالقرار عقب انتخاب المؤتمر الوطني، من الاستحقاق الدستوري المبرر القوي لاستيثارهم بالسلطة في ليبيا و ما أتاحته من تولية كل من يمت لهم بصلة الدم أو الهوى، حتى ليكون مستحيلاً أن يوجَد من ظفر بهذه الوظيفة أو تلك و تحولت الممارسة إلى غنيمة إلا و كان على صلة بواحد من المائتي عضو الذين فازوا و لا سيما من دخلوا كمستقلين ليكشفوا لاحقاً عن هويتهم و يحوزوا جميعاً بعد انتخاب مجلس النواب إلى مجلس الدولة و زيادته صفة الأعلى و استمرار الجلسات طيلة عقد من الزمن و دخول الثاني و اجتماعات طافت العالم و تكاد تنتقل إلى القمر، و اطمأنت سلطة الأمر الواقع في إمكانية البقاء إلى الأبد و في جو من الإحساس باستحالة وجود أي مبادرة. فاجأنا عدد من النشطاء الليبيين بإعداد ورقة عمل اختاروا لها عنوان التسوية بالانتخابات و تفريع حدودها بالقاعدة الدستورية التي يمكن تطبيقها حالة توفر الإرادة المحلية و الدولية للمرور إلى العملية الانتخابية لإنتاج مجلس نيابي من مائتي عضو في حدود الدوائر الانتخابية الثلاثة عشر يُنتَخبون مباشرة و قبلهم رئيس الدولة الذي يكون من مشمولاته  تعيين نائبه و رئيس الوزراء شريطة أن يكون كلاهما مختلفي الإقليم مع الرئيس، و يكون الستة الذين يلون الرئيس في الأصوات أعضاءً بمجلس يُطلق عليه مجلس السيادة  أو أي تسمية أخرى  فيتحقق من ذلك كله التوازن المطلوب في توزيع السلطة و حضر التغول، و في الوقت ذاته وقف العرقلة و خسيسة التحاصص المُشخصن، و هو تصور جاء في خمسين مادة و قيل إنه عُرِضَ على أكثر من طرف لم يزد أي من اطلع على الاستحسان دون أي تلويح بإمكانية التبنّي أو توسيع دائرة التشاور حوله، و ما ذلك إلا لأن موضوع الدستور كان من البداية آخر ما انشغل به عديد الذين أجادوا لعبة القفز على المواقع من سلطة و مال و إعلام، فبادروا بجبر أضرارهم و أمنوا الإعلام الذي يتكفّلهم بالمدح و كرسوه لما سواهم بالقدح، لولا أن المعرفة متاحة و حلقات التواصل كفيلة بتخريب خطط أي منحرف أو معتمد على المأجورين لشغل الأغلبية الساحقة من الشعب المتطلعة إلى انتخاب من يرأس دولتها و من يكونون جديرين بتمثيلها و تحس مطالبها و ترتيب أولوياتها كما تفعل برلمانات العالم أجمع و التي لا تزيد مدة نيابتها عن سنواتٍ أربع و خمسة على الأكثر بعكس ما جرى عندنا عندما اتخذوا من اتخذوا من فبراير الغنيمة الأبدية و من كتابة القاعدة الدستورية المستحيل الذي لا يُطال و ما اكتسب لا يطبق و لم يخطر ببالهم  مثل هذا المقترح الواضح و المُيسَّر و القادر على تحقيق معظم أو كل المُنتظَر من السلطة، و إذا كان الاستفادة من الاختلاف هي دوام السلطة فليس أمام الذين أعدوا المشروع سوى طرحه بحساب يختارون عنوانه و يدعون الناس كافة للتوقيع عليه و تقديمه إلى الهيئات الدولية ليحمل كل مسئوليته و بتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، و تشرق شمس تزيح برد ديسمبر و تقلبات سبتمبر و زوابع فبراير ليوضع صندوق  نحتكم إليه و نقبل به و ندافع عنه قبل أن يكون مشروع بيفن سفورزا الذي أُسقِط قبل سبعين سنة و نيف 21111949 الحل الذي لا بديل له في إدارة أرض ضربت الرقم القياسي في الفوضى العارمة و الإدعاء المخجل و الفساد الذي صار مرضاً يهدد سلامة الأرض قاطبة و مصدره نحن بكل الحسرة و الأسى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى