الرئيسيةتقاريررياضةملف

البنية التحتية للرياضة في ليبيا.. دولة لم تخطط .. ومسؤول لم يفكر

تقرير: نجيب بن عيسى

حين اقبلنا على فكرة التوسع في مشكلات ومعاناة الرياضة في ليبيا, كانت الخطة أن ننطلق من حيث يجب أن نبدأ رحلة البحث عن السر الذي ابعد رياضتنا عن مكانها الطبيعي في بلد تسكنه النجوم, وتزينه المواهب !! ومن هنا كان لابد أن نشرع في مشروعنا الذي أردنا من خلاله وضع اليد على الجرح, وكشف الخلل الحاصل وأسبابه في القطاع الرياضي بصفة عامة; فكانت الخطوة الأولى لنا فتح ملف يعد هو الخطوة الأولى أيضاً في الرياضة والخط الإجباري الذي يجب السير عليه في المشروع لرياضي وهو البنية التحتية للرياضة في البلد الذي لا تنقصه الإمكانات بقدر ما تنقصه عقول تفكر وتخطط وتجتهد لتكتمل الصورة المطلوبة للمشهد الرياضي من خلال بنية تحتية سليمة ومساعدة على خلق فضاء ارحب للنجاح والتفوق ! 

إلا أن مشروعنا اصطدام بما كان متوقعاً مسبقاً .. لأن ما اعددنا له ستكون اجاباته محرجة لمسؤول يخاف على منصبه إذا أجابنا بالمعنى الصريح للسؤال ?

تقرير / نجيب بن عيسى 

وكلما اقتربنا من محاورة مسؤول إما يعتذر وإما يطلب وقتًا آخر ! وإما يبعدها عن اختصاصاته .. إلا أننا لم نقف حيث اردوا إيقافنا وفتحنا هذا الملف من جانب آخر معززًا بتقرير موجز كانت فيه الاجابات أكثر صراحة وموضوعية وفائدة نأمل أن تعم الجميع في انتظارمسؤول يعنيه الأمر يوافق على الدخول في هذا الملف من باب الشفافية وكشف الحقائق وسرد العراقيل التي تعاني منها البنية التحتية عبر مشوار وصل إلى حوالي 63 عاماً رياضة في ليبيا .

ضربة البداية موفقة

اهتمت خطة التنمية والإعمار عقب استقلال ليبيا ببناء عدد من المنشآت الرياضية ولكن ليس بالحجم الذي يغطى ما هو مطلوب بعد أكثر من 60 عامًا ربما لمتطلبات تلك المرحلة فيحسب لعهد المملكة إنشاء ملعبين لكرة القدم بمواصفات كانت مطابقة لعصرها وهما ملعبا طرابلس, وبنغازي بالإضافة إلى قاعتي رجب عكاشة, وسليمان الضراط للألعاب الرياضية بالإضافة إلى ميدان الفروسية دون التوسيع أكثر في تشييد الملاعب والقاعات خاصة على مستوى الألعاب الفردية المعروفة كألعاب القوى والسباحة وغيرها من التي تتطلب ملاعب مُجهزة وقد تصنف هذه المرحلة  هي الأفضل على مستوى البُنية التحتية للرياضة في ليبيا.

مرحلة صعبة

ما بعد الملكية لم يكن حظ الرياضة كبيراً من نظام الدولة التي لا تعد الرياضة جزءًا من عملها وتعدها مجرد ألعاب يمارسها الجميع وفي أي مكان هذه الفلسفة أثرتْ كثيراً على مستقبل البُنية التحتية عبر رحلة ال42 سنة كان فيها الاهتمام ضئيلاً جداً ولم يتم إنشاء سوى ملعبين لكرة القدم بمواصفات متواضعة في طرابلس وبنغازي ومثلهما قاعتين للألعاب الرياضية, بالإضافة إلى بعض الملاعب العادية جداً في بعض المدن ولهذا وصلنا إلى الحالة التي عليها البُنية التحتية الآن فحتى ملاعب كرة القدم لم يعد لنا فيها نصيب! رغم أننا نمتلك ما لا يملكه غيرنا «المال» التي وصلنا لإنفاقه في تونس كالصحة بسبب رداءة ملاعب كرة القدم!!.

لا جديد

حين انتهينا من مرحلة ال42 سنة التي مازلنا نعاني من آثارها على مستوى البُنية والرياضة .. دخلنا إلى مرحلة توقعنا أن تكون هي الأكثر مواكبة للتطور الحاصل على مستوى قطاع الرياضة وتعيد رسم خارطة الطريق إلا أن عوامل عديدة لم تساعد على البناء والتطوير خلال قرابة ال13 عاماً وما مرت به البلاد من أحداث انعكس سلباً على الإعمار والتشييد وظلت الحكومة واقفة لا حراك ولا بناء ولا تعمير للبُنية التحتية حتى مع حالة الاستقرار الذي تشهده البلاد الآن والمشاريع التي تم الشروع فيها لم يتم التخطيط والبدء في أى مشروع سوى صيانة متعثرة لبعض الملاعب.

سبب رئيس

كما ذكرنا لأن الرياضة لم تكن شيئًا ليذكر في المرحلة الأهم من تاريخها, ابتعدت ليبيا عن تنظيم الأحداث والمناسبات الرياضية ولم تكن كدول الجوار مثلاً التي استفادت من هذا الجانب وطورت من نفسها كدول شمال افريقيا, والخليج الذي تفوق حتى  على دول أوروبا, ويعد ربما هذا السبب الرئيس وراء عدم الاهتمام الذي ضرب البُنية التحتية في مقتل, والحدث الوحيد الذي نظمته ليبيا كأس افريقيا 1982 حين كان ب8 منتخبات فقط وبعدها محاولة غير جادة جاء على أثرها رئيس الفيفا ولم يجد سوى ملاعب التراب الأحمر المبلل بالماء!! لأن الهدف لم يكن تنظيمًا بل لمأرب أخرى!.

ألعاب أخرى

لم يكن حال الألعاب الفردية, وغيرها من الألعاب المشابهة أفضل من الألعاب الأخرى, فإذا كانت كرة القدم, والسلة واليد, والطائرة حظيت بقليل من الاهتمام فإن ملاعب وميادين الألعاب الأخرى لا حياة لمن تنادى والموجود لا يكفى لتحقيق الإنجازات وصناعة الأبطال, وكان آخر المتضررين من سوء البُنية التحتية لمنتخباتنا التي شاركت في ألعاب القوى بالجزائر التي حققت نتائج محتشمة ليس بسبب نوعية الرياضة إنما لسوء الاعداد وسوء البُنية التحتية اللازمة لبناء الرياضيين القادرين على صنع الإنجاز للرياضة الليبية .

الدور المفقود

افتقدتْ الأندية الرياضية منذ تأسيسها للبناء السليم والتجهيز على مستوى البُنية التحتية للنادى من ملاعب كبيرة, وقاعات ألعاب جماعية,  وميادين للألعاب الفردية, وليس لدينا نادٍ واحد قام بإنشاء ملعب بمواصفات تواكب التطور مثل أندية العالم  رغم أنها انفقت الملايين التي تصنع العجب لاعبون محترفون لم يزيدوا إلا المشهد تعقيداً فلا أفلحت فيما تريد ولا نجحت في تحقيق ما هو مطلوب بسبب سياسة العشوائية التي تعمل بها إدارات الأندية الليبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى