رأي

المصحف

هاشم شليق 

إن كان المواطن السويدي من أصول عراقية والذي اعتنق في البداية ديانة طائفة مسيحية شرقية قديمة العهد..يعاني لغاية اليوم من مشكلة في بلده الأم بعد اعتقاله فيما سبق بتهمة الإجرام ثم تم إطلاق سراحه..ليهرب بعدها إلى السويد لاجئا..ليقدم نفسه هناك على إنه كاتب ومفكر ملحد..فتلك معضلة تخصه هو وبلاده وطائفته..لكن أن يظهر في فيديو قبل عيد الأضحى المبارك..ليعلن بكل وقاحة بأنه سوف يقدم على إحراق القرآن على حسب تعبيره..أمام الجامع الكبير باستوكهولم..وأمام مرأى ومسمع العالم..الذي لم يحرك ساكنا بعد البث..ثم نفذ لاحقا ذلك الفعل الدنيء أول أيام العيد..اما طالبا للشهرة بعد أن أصبح نسيا منسيا في بلاده..أو كرد فعل ضدها..أو اثباتا لجاهزيته لمن يسيرون في ركبه..أو يحركونه بالزنبرك..ليؤدي ذلك إلى تجمع عدد من المتطرفين السويديين في المكان..بعد أن حصل على رخصة من السلطات..وتحت حماية الشرطة..وفلاشات الصحافة والإعلام..ذلك كله يعد تجاوزا لكل الخطوط الحمراء..وطبعا أمثاله استساغوا واستهسلوا ذلك منذ زمن طويل..فخلال هذه السنة فقط في شهر يناير تم إحراق نسخ من المصحف في أمستردام الهولندية..وفي اليوم التالي في استوكهولم..وفي شهر رمضان الماضي في كوبنهاجن الدنماركية..وأخيرا عود على بدء في استوكهولم..ويبدو أن الحبل على الجرار من هذه الممارسات الفجة..مع العلم ان أكثرها حدث في السويد في القرن الحالي..

نحن المسلمون نمارس فعلآ حرية التعبير..فلا نحرق التوراة ولا الإنجيل..وإن كانا محرفيّن زورا وبهتانا..ولا نستهزيء بالرسولين موسى وعيسى عليهما السلام..ولسنا كما تفعل مجلة شارلي ايبدو الفرنسية التي دابت على نشر رسومات مسيئة لخاتم الأنبياء والمرسلين محمد عليه الصلاة والسلام..نحن من يحترم مشاعر الآخرين ونحافظ على خصوصياتهم..نعتمد لغة الحوار بين الاطياف والاديان لتعزيز ثقافة التعايش والسلام..

خلاصة الكلام يا كرام..القرآن محفوظ في قلوب مئات الملايين من المسلمين..وتمت ترجمته إلى مليارات النسخ..واينما وليت وجهك في الإنترنت تجده..وشمس الحقيقة التي لا يغطيها غربال من يحارب الإسلام الذي رضاه الله العظيم للبشرية دينا..المعطيات إنه بعد ربع قرن من مغادرة ذلك السويدي معمي البصيرة لباحة المسجد الكبير..سوف تكون نسبة المسلمين في الكرة الأرضية هي الأعلى..فما قام به ذلك الشخص ويقوم به غيره ليس إلا زبد يذهب جفاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى