التراثية

المقومات لا تكفي

منى الساحلي

تقرير

السياحـة  أمن .. اقتصاد ..وتسويق.. الـخ

عندنا سياحة ولكن ..!!!!

يعد قطاع السياحة في كل بلدان العالم اداة فعالة في رفد ورفع الدخل القومي الى جانب قدرة هاذا المجال على دعم القطاعات الاخرى وتنميتها الى جانب قدرة هذا القطاع على رفع المستوى الوطني والخاص والعمل من خلاله على إيجاد فرص عمل في العديد من المجالات من خدمة الإرشاد السياحي الى خدمة الفنادق والمطاعم وتأجير السيارات وغيرها خصوصاً بعد ان دعمت التقنية الحديثة هذا المجال عن طريق السياحة الالكترونية اي أن قطاع السياحة أقل ما يمكن وصفه بأنه مصدر تنموي نهضوي .

ولكن اقولها وبكل صراحة رغم تفاؤل العديد أن قطاع السياحة في ليبيا لايزال في مكانه رغم الخطوات الخجولة نحو النهوض به على الرغم من أن ليبيا تمتلك مقومات عالية تمكنها من الوقوف في الصفوف الأولى في مراكز الجذب السياحي العالمي ولكن فقرنا الى كيفية صناعة السياحة الداخلية والخارجية والتعامل معها كصناعة واداة جعلنا نقف متأخرين كثيراً عن غيرنا ففي اغلب التقارير الدولية مثل تقرير تنافسية السفر والسياحة العالمية The

Report Competitiveness Tourism and لا توجد أي بيانات ولا معلومات كافية عن هذا القطاع لدى الهيئة العامة للسياحة في ليبيا ولا في موقعها الالكترونى

فليبيا، تمتلك العديد من المقومات التي تجعلها وجهة سياحية رائعة، في مقدمتها  الآثار و الشواطئ و الوديان و الصحارى والمحميات الطبيعية .فهي  رابع دولة أفريقية من حيث المساحة يحدها البحر الأبيض المتوسط من الشمال والصحراء من الجنوب، ويتميز ساحل ليبيا بأراضي البحر الأبيض المتوسط الشجرية والمناطق الخصبة حيث تتركز معظم الأراضي الزراعية.

ويتنوع  ساحل طرابلس بين الواحات والبحيرات ذات الغطاء النباتي الغزير والمياه الزرقاء الفيروزية فهى  تحتل موقع القلب وهمزة الوصل بين قارات العالم، ويتفاعل الموقع الجغرافي لليبيا مع عمقها الحضاري والتاريخي كمهد للحضارات القديمة،

و تعد ليبيا من الدول السياحية الحديثة التي لم يسوق لها إعلاميا كوجهة سياحية إلا بشكل بسيط وخجول واعتماد الدولة على موارد النفط بشكل كامل، إلا أنه في السنوات الأخيرة قبل 2011 بدأ المشهد السياحي في ليبيا آخذ في النمو بعد رفع الحظر الجوي وتطبيع العلاقات مع الغرب، فقد شهدت العاصمة طرابلس خلال السنوات الأخيرة نهضة؛ ولعل ذلك يفسر التدني الكبير في ترتيب دولة ليبيا من حيث المؤشرات المختلفة المسجلة في تقرير تنافسية السياحة والسفر الدولي2011سواء بالنسبة للدول الغربية أو حتى الدول العربية  لعدم وجود سياسات وتشريعات خاصة بتمكين القطاع العام من القيام بدوره كما ينبغي في استغلال المقومات السياحية, وبالتالي عدم وجود أي خطط اقتصادية أو سياحية؛ فضلا أيضا عن الاختفاء التام لدور القطاع الخاص المكمل لدورالقطاع العام في التنمية السياحية, وهذا الاختفاء التام لدور القطاع الخاص يكمن بسبب توجهات الدولة الاشتراكية بحيث تم إلغاء دور القطاع الخاص تقريبا مع نهاية فترة السبعينات من القرن الماضي

أن فرص تعافي الاقتصاد الليبي تكمن في تنشيط القطاع السياحي بالشكل الذي يؤدي إلى حدوث التفاعلات الاقتصادية المختلفة داخل الدولةالسياحة صناعة مركبةوتطوير البيئة المحلية من خلال تطوير القطاعات الاقتصادية المختلفةومن أهمها قطاعات النقل و الخدمات والاتصالات “, فضلا عن القضاء على عدة مشكلات اقتصادية من أهمها الركود الاقتصادي والبطالة؛ حيث إن السياحة هي صناعة كثيفة العمالة.

فالساحل الليبي يعتبر  الأطول إفريقياً بإطلالته على البحر الأبيض المتوسط الممتد لمسافة تصل إلى ألف وسبعمائة وسبعين كيلومتر طولاً، إذ يقع جزء من البحر الأبيض المتوسط في الناحية الشمالية من البلاد ، وتتأثر البلاد بالمناخ الصحراوي وشبه الصحراوي، ماعدا المناطق الشمالية فإنه يسودها مناخ البحر الأبيض المتوسط ويعتبر معتدلاً اما الصحراء الليبية فهى حكاية اخرى (فإذا كانت الدهشة أول المعرفة فإن الصحراء الليبية هي الدهشة بعينها وما  جبال اكاكوس الا عوالم زاخرة بالغرائب  حبلى بالعجائب مأوى للحالمين بالهدوء والسكينة بعيدا عن صخب المدينة وضجيجها موطنا للسحر والجمال الرحيل إليها مشوق يجمع بين المتعة والفائدة في بيداء الفضاء السماوي والترحاب العفوي في أحضان الطبيعة البكر)

فرحلة لهذه الصحراء الشاسعة هى رحلة في سكون غامض يلف فضاء لا نهائي لمدن مسحورة لم تُفك طلاسمها بعد بنايات جبلية فارهة متعالية مزينة بنحت فريد.. تتباين في عبقها، فن ذلك الإنسان الذي مر يوما ما بها ومسحت الرياح آثار قدمه جداريات ولوحات تشكيلية منتقاة.. أبى أن يتركها تاريخ له كثبان رملية تثير في النفس رغبة الغوص في أعماق رمالها المترامية

غدامس مدينة السحر الخرافي الذي يجعل نفسك تتسامى باجتيازك لأراضيها الصفراء حيث يتناوب عليك الشعور برهبة المكان وعظمة خالقه وكذاك  الفضول وحب الاطلاع على الثقافات المختلفة التي مرت من هنا.

و تضم ليبيا  كذلك أكبر مجموعة من المواقع الأثرية الرومانية خارج شبه الجزيرة الإيطالية على امتداد ساحلها، إضافة إلى التاريخ الإغريقي والإرث العثماني الذي لا تزال شواهده حاضرة في المساجد والمدارس والمباني الحكومية والأسواق الشعبية، كسوق المشير في طرابلس.

ولا يكتمل الحديث عن السياحة في ليبيا دون الإشارة إلى محمياتها الطبيعية شرقا وغربا كمحمية الشعافيين في مسلاتة ومنطقة الجبل الأخضر التي تفوق مساحتها مساحة دولة لبنان.

إلى جانب ذلك، فإن مناخها المتوسطي شمال البلاد وموقعها الجغرافي يؤهلها لأن تكون مركز جذب سياحي، لاسيما أنها تتربع على الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط, قبالة البلدان الأوروبية المصدرة للسياح

إذا ما هي معوقات السياحة في ليبيا؟

يرى عادل عون خبير العمليات السياحية ومدير قريتي رأس الهلال وسوسة السياحيتين سابقا أن قائمة المعوقات تطول، أبرزها عدم توفر أماكن إقامة كافية.

أما السياحة الترفيهية فهي غير موجودة على الإطلاق سواء على البحر أو في الصحراء، بحسب رأيه.

وتقف عدد من العوامل أمام تطوير القطاع السياحي في ليبيا من بينها الجانب الأمني و التعديات على الأراضي، إلى جانب تلوث البيئة البحرية في المنطقة الممتدة ما بين جنزور و القره بوللي، والتي باتت تعد غير صالحة للسياحة، إلى جانب رمي النفايات الصحية في البحر ومنها مخلفات جراحية، مع غياب خطط واضحة للسيطرة على مصبات الصرف الصحي في البحر التي يبلغ عددها نحو 30 مصبا أغلبها متصدعة.

و قد يعتبر البعض طرح مشكلة السياحة في بلد ينازع لاستعادة أمنه واستقراره ضربا من الترف، إلا أن هذا القطاع بما يدره من عوائدخاصة عامل جلب وضخ العملة الصعبة للبلاديمثل رافدا من روافد الاقتصاد الذي يعد من العوامل المهمة في تحديد قوة وقدرة الدولة السياسية والعسكرية.

بل إن هناك من يقول إن الخصائص السياحية التي تمتلكها ليبيا إذا ما تم توظيفها، قادرة على تأمين العيش الكريم لأهلها بعيدا عن النفط، إذ يعتمد هذا القطاع بشكل كبير على العنصر البشري، ما يعني خفض معدل البطالة، أكبر مشاكل الشباب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى