رأي

تشجيع

هاشم شليق

محطة

قسّم العالمُ الاجتماعي «ماسلو» حاجات الإنسان إلى خمس بالترتيب..نفسية.. ثم الشعور بالأمان ..والحاجات الاجتماعية ..والحاجة للتقدير من الغير..وأخيرًا  الحاجة إلى الثقة بالنفس.

وقبل أيام قليلة قال «بيل غيتس» أن الذكاءَ الاصطناعي يمثل بالفعل تهديدًا في العديد من المجالات الأساسية للمجتمع وأهمها التعليم والتوظيف .. وقبله بأسابيع فقط طالبتْ أكثر من مائة شركة عالمية كبرى بتأجيل العمل بالذكاء الاصطناعي لأنه سوف يحرم مئات الآلاف من الموظفين والعمال من شغلهم .. وإن كوادرها غير مستعدة للتعامل مع هذا التطور المفاجيء ..والحقيقة إن الإدارة هي المستهدف الأول في التقليص..يليها حلول الإنسان الآلي تدريجيًا في المصانع.. واستبدال المعلم يومًا ما بالشاشة.. وها قد بدأت الأمور تتضح بعموم الظاهرة العالمية اليوم وهي أن أكثر من ثلاثة أرباع سكان الكرة الأرضية منضمون إلى الشبكة العنكبوتية..ونعلم خطورة تكوينها لفجوة غير ادراكية تزداد اتساعا بين الملموس والسراب في اوساط غير الواعين بالآثار السلبية لغسيل الدماغ الممنهج أحيانا كثيرة..وهذا يحدث أمام بصر الجميع فماذا لو سيطر الذكاء الاصطناعي عاجلا أم آجلا على الإنترنت وما سيأتي بعده من تطور تقني ورقمي وغيره..من البديهي إن الثمن المعنوي قبل المادي سوف يكون باهظًا لو لم تتدارك المجتمعات الوضع مبكرا..فالقادم لا محالة مادام الحال هكذا هو إنسان روبوت من لحم ودم يتم تطويعه حسب الحاجة..ومما يمهد الطريق إنه لم يعد هناك شعور كاف بالأمان لدى المواطن العالمي.. نتيجة الحصار الضاغط على المعيشة..وتراجع فرص الادخار والتوفير..فالعالم متجه تصاعديا إلى الغلاء بسبب ماهو قادم من حروب من أجل الديانات والطاقة والمياه..ومواجهة أوبئة وكوارث طبيعية أخرى على غرار فيروس كورونا وتسونامي..مع إختلاف المكان والتوقيت..

من الجهة الأخرى لنفس العملة المعدنية..هو تعويض تطبيقات النت للامتنان الفعلي الذي يستحقه الإنسان العادي نظير جهده واجتهاده..فمن محبط أو غير مندمج في المجتمع و في العمل..إلى أخذ نفسه طوعا داخل خيوط الشبكة كنافذة سعادة توفرها أحلام يقظة مؤقتة..وحتى في المدارس نفسها اختفت وسائل التحفيز والتشجيع..والتي هي أول سُلم تحقيق الذات للطلاب..فهي تصقل الشخصية وتبلورها لخدمة الوطن..بدل تلاشي ملامح بلدانهم من بحار وجبال وصحارى وانهار من العقل والقلب..ليحل محلها خليط من الصور والفيديوهات والألعاب لاتمت غالبا بصلة للجذور والهوية..أخيرا..يقولون ان بعض المجتمعات تحتفي بنسائها ورجالها الذين يخدمون الوطن بعد مماتهم..وفي مجتمعات أخرى ينالون التكريم أحياء يرزقون وسط عائلاتهم..والكثيرون يرون إنه من الواجب على الأقل الدفع بكل من يعمل ويكد من الغفير إلى المدير مع التربيت على الكتف فما جزاء الإحسان إلا الإحسان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى