ثقافة

دوائر

احمد يوسف عقيلة

ليل‭.. ‬برد‭ .. ‬الأم‭ ‬تتربع‭ .. ‬تحتضن‭ ‬طفلتها‭.. ‬تطوي‭ ‬ذراعيها‭ ‬حول‭ ‬الجسد‭ ‬الصغير‭ ‬الدافئ‭.. ‬تشبك‭ ‬أصابعها‭ ‬أسفل‭ ‬الظهر‭ ‬الليّن‭.‬

الجارات‭ ‬يغلقن‭ ‬الدائرة‭ ‬حول‭ ‬النَّار‭.. ‬اللهب‭ ‬يتراقص‭ ‬على‭ ‬وجوههن‭ .. ‬ظلالهن‭ ‬تهتز‭ ‬خارج‭ ‬محيط‭ ‬الدائرة‭ .. ‬تختفي‭ ‬رؤوسها‭ ‬في‭ ‬العتمة‭.. ‬يشرعن‭ ‬في‭ ‬الكلام‭ ‬عن‭ ‬الحرب‭ .. ‬الطفلة‭ ‬ترتعش‭.. ‬تدس‭ ‬رأسها‭ ‬في‭ ‬صدر‭ ‬أمّها‭ .. ‬يتزاحمن‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ .. ‬الطفلة‭ ‬تنكمش‭ .. ‬مع‭ ‬تقدم‭ ‬الحرب‭.. ‬الطفلة‭ ‬تزداد‭ ‬التصاقًا‭.. ‬تذوب‭..‬حين‭ ‬فرغن‭ ‬من‭ ‬سرد‭ ‬فظاعات‭ ‬الحرب‭ ‬كانت‭ ‬الطفلة‭ ‬قد‭ ‬تلاشت‭ .. ‬تخبو‭ ‬النَّار‭ .. ‬تنتبه‭ ‬الأم‭ ‬إلى‭ ‬أصابعها‭ ‬المتشابكة‭ ‬على‭ ‬لا‭ ‬شيء‭.. ‬تجفل‭.. ‬تشهق‭.. ‬تصرخ‭.. ‬تحس‭ ‬بحركة‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬أحشائها‭.. ‬تتحسس‭ ‬بطنها‭.. ‬فتكتشف‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬انتفخ‭..! ‬

2017

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى