ثقافة

لحظاتٌ

محمد النعاس

أمروه؛‭ ‬لذلك‭ ‬أخذ‭ ‬بندقيته‭ ‬التي‭ ‬وضعها‭ ‬على‭ ‬الحائط‭ ‬تحت‭ ‬صورته‭ ‬ووليده،‭ ‬مرَّتْ‭ ‬لحظاتُ‭ ‬طفولته‭ ‬معه‭: ‬كان‭ ‬يلعب‭ ‬على‭ ‬ساعده‭ ‬الذي‭ ‬يشعر‭ ‬بضعفه‭ ‬الآن‭. ‬

لحظاتٌ‭ ‬تَلَألُئ‭ ‬عينيه‭ ‬في‭ ‬قلبه‭. ‬لحظاتُ‭ ‬طفولة‭ ‬الكائنات‭ ‬جميعها‭ ‬حيث‭ ‬تفطر‭ ‬القلب،‭ ‬يغذيه‭. ‬مداعبة‭ ‬الوليد‭ ‬لإصابته‭. ‬تدريبه‭ ‬له‭ ‬وتحويله‭ ‬لوحش‭ ‬لا‭ ‬يعرفه‭ ‬ولا‭ ‬يعرف‭ ‬منه‭ ‬إلا‭ ‬الأوامر‭. ‬

يخرج‭ ‬إلى‭ ‬الجِنان،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭. ‬ينتظره‭. ‬صوَّب‭ ‬بندقيته‭ ‬لرأسه،‭ ‬الجمع‭ ‬ينتظرون‭. ‬كأنه‭ ‬مرَّ‭ ‬بالمشهد‭ ‬نفسه‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭. ‬متى‭ ‬كان‭ ‬ذلك؟‭ ‬يستعدُّ‭ ‬لتنفيذ‭ ‬الأوامر‭. ‬

‮«‬استَعِدّ‮»‬،‭ ‬أمره‭ ‬فاستعَدَّ‭. ‬ألصق‭ ‬البندقية‭ ‬لفروة‭ ‬رأسه،‭ ‬بنيته‭ ‬التي‭ ‬شكَّلها،‭ ‬التشابه‭ ‬العميق‭ ‬بينهما‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬الاختلاف،‭ ‬الجمع‭ ‬يتحلَّقون‭ ‬حوله‭. ‬إنه‭ ‬ابنه،‭ ‬أو‭ ‬يكاد‭ ‬يكون‭ ‬كذلك‭. ‬

يطلق‭ ‬رصاصته‭.‬

دم‭ ‬يخرج‭ ‬من‭ ‬فروة‭ ‬الرأس‭. ‬تربِّت‭ ‬يدُ‭ ‬صديقٍ‭ ‬قائلًا‭: ‬

‭- ‬كلب‭ ‬ومات‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى