الرئيسيةلقاءاتمتابعات

طيران السبيعة.. في مرمى الإهمال

متابعة: إنتصار المغيربي

قلعة تحتضر :

كلية الطيران باسبيعة إحدى المؤسسات التعليمية المهمة ،ورالرافد الرئيس لقطاع النقل الجوي إلا أن يدا الإهمال طالت هذه الكلية ، فمنذ شهور  أظهرت  وسائل الإعلام المتنوعة المعاناة التي يتعرض لها  الطلاب الدارسون في القسم الداخلي، وضغط العمل على  أعضاء التدريس  ونقص الامكانات التي هي أساس  اعتماد الجودة الدولي والمحليورغم  عدم استجابة المسؤولين  للمراسلات  التي أرسلتها إدارة الكلية  للمؤسسات الحكومية، والوزارية  لإنقاذ الكلية من تدهور التعليم والتدريب  فيها وقفل أقسامها، فإن الجهود  التي بذلها الموظفون الإداريون والأساتذة تسهم في استمرار عمل كلية الطيران المدني ولو دون  الاعتماد الجودة الدولية، أو المحلية لها  أو انعدام التغطية المالية وضعف التجهيزات .

مع سوء الأحوال 1900 طالب بالكلية.

بات شبح إيقاف التعليم والتدريب في العام الدراسي القادم  يهدد كلية الطيران المدني في اسبيعة التي شهدت حالياً  قفل بعض الأقسام التي يحتاجها ويحبذها أغلب الطلاب الراغبين في العمل في مجال الطيران. فما هي الصعوبات التي تواجه طلاب وأساتذة  كلية الطيران المدني  اسبيعة ؟ وما أسباب قفل بعض الأقسام في الكلية وما الأثار الناتجة عن ذلك؟ هل مخرجات التعليم والتدريب في كلية الطيران المدني تحقق اعتماد الجودة الدولي والمحلي؟ وكيف يتم انقاذ  كلية الطيران من الانهيار في غياب دعم المسؤولين ؟ الدكتور سليمان  الخرم  عميد كلية الطيران المدني اسبيعة قال كل الشكر والتقدير  لصحيفة فبراير على وفائها واخلاصها وحسها الوطني لأهمية إصلاح مخرجات التعليم والتدريب بكلية الطيران المدني ، واوضح ان بدايتها كانت معهدا   1980م   وقد تم تخريج الآلف من الطلاب الراغبين في العمل في مجال النقل الجوي ثم تغيرت إلى كلية  الطيران المدني في 2009م ب (7) أقسام علمية  منها القسم العام وقسم تقنية الاتصالات وقسم صيانة الطائرات وقسم الطرق والمهابط وقسم القوى الميكانيكية وقسم المراقبة الجوية . وقال كانت مخرجات كلية الطيران المدني  فاعلة في  بناء المجتمع وتطوره ، كونها  صرح علمي له مكانته في الداخل والخارج ، حيث  كان يخرج أعدادا كبيرة من  العناصر الوطنية التي تعمل  بكفاءة  في المطارات  . وأشار الدكتور «الخرم» ان الحرب على طرابلس قلبت الموازين وسببت انهيار العملية التعليمية والتدريبية فيها ، وذلك بسبب نهب اجهزتها وتدمير معاملها وتهالكت طرقها وتمركز التشكيلات العسكرية في ساحتها وبعد انتهاء الحرب سعينا لعدم تأخر الدراسة على الطلاب وبدلنا جهدنا قدر المستطاع لرجوع الطلاب الى قاعاتهم الدراسية واللذين عددهم (1900طالب) وهم من مختلف المدن الليبية.

أهم ما تحتاجه الكلية الاعتمادات الدولية فالخريجين يتعاملون مع شركات عالمية  تشترط توفر معايير جودة السوق، وقد طالبنا سابقاً بأن تسارع الحكومة وجهات الاختصاص بدفع رسوم اشتراكات ليبيا في منظمة الطيران  العالمي  (ايكاو)، وبسبب عدم  دفع  الاشتراكات  المتراكمة  أصبحت افادات التخرج الصادرة عن اقسام كلية الطيران المدني غير معتمدة . واكد ان العديد من المراسلات الى جهات الاختصاص لم تجد نفعاً وقد طالبنا الجهات الرقابية والمالية ووزارة التعليم العالي لإنقاذ كلية الطيران المدني التي تعاني من ضعف البنى التحتية وقدم  شبكة الصرف الصحي وانقطاع المياه في مبنى مبيت الطلاب والقاعات الدراسية  مفتوحة على بعضها لعدم وجود أبواب وهي بدون نوافذ ولا بلاط  ، . وقال ان الكلية يتوفر فيها 4 أجهزة حاسوب قديمة وتعاني من فيروسات  إضافة إلى تراكم الغبار في معامل التدريب وتكدس القمامة التي تضايق الطالب الدارس والاستاذ والزائر .

اشار الى  الحلول الناجعة لإنقاذ  كلية الطيران  مسؤولية الحكومة والتعليم العالي ووزارة التعليم التقني  والتعاون مع الشركات الخاصة والعامة . وشدد الدكتور «الخرم» على ضرورة الاسراع في توفير اجهزة ومعدات لتدريب الطلاب وصيانة مبنى الكلية  وتعين اساتذة او تشجيع المتعاونين لرجوع الى الكلية من خلال اعطاء مستحقات المتعاونين منذ2015م لم يتحصلوا على مستحقاتهم المالية . وقال إن الإدارة  تبذل جهدا مضاعفا للحفاظ على التعليم والتدريب في الكلية  واننا نعاني من اخلاقيات غير سوية من الشارع  وشدد على  أهمية استجابة الجهات الرقابية ووزارة العدل والامن العام  لمراسلاتنا العاجلة . وأشار الى معاناة الطلاب اللذين على وشك التخرج  يعانون  تعليق الدراسة بسبب قفل بعض الاقسام  لعدم توفر اساتذة  والاقسام المفتوحة هي التي تعمل  بجهد مضاعف مما اتعب الاساتذة اللذين يعملون دوام كامل كل يوم  ولا يتوفر لهم كرسي للجلوس عليه وكذلك  بعض الطلاب يجلسون على البلاط اثناء المحاضرة لعدم توفر كراسي  كافية لهم  ويدرسون في حر الشمس لعدم توفر اضاءة جيدة في القاعات الدراسيةوفي ذات السياق أوضح معاناة الطالب في المبيت الداخلي الذي يفتقر الى أسرة لنوم  شبكة جيدة لصرف الصحي والاضاءة ومياه الشرب مؤكداً ان ما يصرف من اموال في مجال التعليم والتدريب على صيانة الطائرات يساهم في الرقي  بالنقل الجوي  .  وأوصى جهات الاختصاص بضرورة تكليف أفضل الشركات بصيانة عاجلة قبل العام الدراسي الجديد وضرورة التعاقد مع شركة الاعاشة والتموين وشركة نظافة وتوفير أجهزة ومعامل حديثة بدل التي سرقت أو استبدال القديمة بأجهزة ذا تقنية حديثة .

دكتورة  هويدا مفتاح الشريف رئيس قسم مكتب الجودة  بالكلية  وتخصص صيانة الطائرات اشارات الى عدم كفاءة الصيانة السريعة  لمبنى الادارة فقط ومن سلبياتها تركيب زجاج بلون أخضر  وقد جعل المكاتب شبه مظلمة لذلك يعتمد العمل نهاراً على الاضاءة بمصابيح الكهربائية وعندما تنقطع الكهرباء ترجع المكاتب شبه مظلمة لا تساعد على انجاز الاعمال. رغم الصعوبات التي أثرت سلباً على صعوبة التعلم والتدريب على قسم  صيانة الطائرات  إلا إن عزيمة وهمة ادارة وموظفي واساتذة  وطلاب الكلية استطاعوا اعادة تشغيل محرك كان عاطلاً عن سنوات  ، واشارت الى مناقشة مشروع تخرج طلبة قسم هندسة صيانة الطائرات شعبة B1 هياكل ومحركات وكانت المناقشة بحضور عميد الكلية و رئيس القسم و رئيس قسم الجودة بالكلية ، والطلاب تمكنوا من  تعديل محرك طائرة( Jet Engine) ليحاكي نظرية الاشتغال والحركة وتناسب الهواء بداخله. وختمت بأن قسم المراقبة الجوية  كان قد تخرج منه مهندسون ذوو كفاءة ويعملون في المطارات الليبية ولكنه حالياً مهدد  كغيره من الأقسام التي قفلت  بسبب عدم توفر  الاجهزة الخاصة بالمحاكة والتعامل مع المراقب الخارجي .

المهندس احمد الجابري مدير مكتب الشؤون الإدارية والمالية بكلية الطيران المدني والارصاد الجوية اسبيعة اوضح قائلاً إن معوقات الدراسة في كلية الطيران تتمثل في عدم وجود تغطية مالية تكفي لصيانة الكلية  بعد حرب 2019م على العاصمة طرابلس وعدم توفير الاحتياجات الاقسام ولا توجد ورش ومعامل خاصة بالأقسام  وعدم وجود صيانة  للفصول والمعامل والمكاتب  بصفة مستمرة ، ورغم ان مساحة الكلية( 7هكتارات ) لكنها تفتقر الى شركة النظافة  ولا توجد خدمات الاعاشة لطلبة القسم الداخلي . وختم قائلا رغم الصعوبات التي تعيق الدراسة في الكلية إلا إن  اصرار ادارة الكلية والعاملين فيها على  الاستمرار في الدراسة بالكلية  وفي كل عام دراسي يتم تخريج أعداد من الطلاب المتفوقين . وأشار إلى اهمية توفر ما يلزم من  الاحتياجات الخاصة للعاملين في الكلية  والتي فيها ( 161 )موظف وموظفة والمدربين( 7 ) والمعيدين( 14 ) وأعضاء هيئة التدريس(63  )من جميع المدن الليبية وعدد الطلبة  (يتجاوز ألف طالب) لهذا العام .

موضحاً ان هذا  الصرح التعليمي قدم الكثير للوطن في مجال الطيران، ونأمل أن يكون اهتمام اكبر من قبل الجهات المعنية بالخصوص .

المهندس حمزة  الحمروني الشامس رئيس قسم هندسة الاتصالات وتقنية المعلومات بكلية الطيران المدني أوضح أن مشكلات قسم هندسة تقنية المعلومات اهمها عزوف اعضاء التدريس المتعاونين على التدريس وقد سبب فراغًا كبيرًال لبعض المواد الدراسية، وكذلك بعضهم تم تمديد درجة  الماجستير باستكمال دراستهم خارج ليبيا لنيل الدكتوراه، ومنهم  من تحصل على الايفاد الداخلي ومنهم من وصل لعمر التقاعد ويوجد من توفي وقد نتج عن ذلك نقص الاساتذة في قسم هندسة الاتصالات وقسم تقنية المعلومات.

المهندس خالد احمد المقعي رئيس قسم القوى الميكانيكية بكلية الطيران المدني أكد ان نقص الاساتذة يرجع  لتأخر قرار تعين اساتذة  قدموا ملفاتهم في 2019م  والى الآن لم يتم تعيين أحد، كما ان كلية الطيران فيها تعليم تقني أي تعتمد العملية التعليمية على المعامل والاجهزة والورش  والكهرباء وهي إما قديمة لا تواكب التطور التقني أو انها غير متوفرة  .. وقال المقعي وموقع كلية الطيران في ضواحي العاصمة طرابلس  و تنعدم فيها دورات المياه لا للطلاب ولا للأساتذة والقاعات الدراسية لا تتوفر فيها نوافذ ولا كراسي تكفي الطلاب وقت المحاضرة مما يضطر البعض الآخر الى الجلوس على الارض، واوصى المسؤولين بزيارة كلية الطيران المدني ومتابعة الاحتياجات الضرورية للاستمرار في الدراسة  الطالب عبد الرحمان اللجدي طالب بقسم الصيانة بهندسة الطيران  قال  تعد  كلية الطيران المدني اسبيعة الوحيدة في ليبيا، واشار الى ان من أسباب معوقات التعليم فيها اساسه لإهمال  المسؤولين في الحكومة والوزارات، ومع استمرار صعوبة الدراسة طيلة سنوات التعلم فيها  زاد من معاناة الطالب  في قاعات الدراسة التي تعاني من عدم توفر النوافذ فيها   وهي تأخر التحصيل العلمي وتشتت التركيز وتضعف الفهم  خاصة محاضرات أيام قسوة  البرد شتاء والرطوبة وحرارة الجو  صيفاً .وبسبب سوء حالة المبيت الداخلي  للطلاب فإن بعضهم يلجأ الى البحث عن ايجار منزل قريب من الكلية . وأوصى  المسؤولين في الدولة الليبية بالاهتمام بالتعليم والتدريب بكلية الطيران،  وان يوفروا للطالب معطيات جيدة كي يضمنوا مخرجات بكفاءة عالية يستفيد منها سوق العمل الداخلي والخارجي  ، ونحن نكافح  ونتحمل الصعوبات حتى نتحصل على النجاح ونخدم  قطاع النقل الجوي بما يحقق الرقي للوطن.

المهندس نور الدين المرغني رئيس قسم المراقبة الجوية  أشار الى التفاعل الايجابي  لمصلحة الطيران المدني ،  فمن خلال اجتماع ادارة كلية الطيران المدني مع مدير عام مصلحة الطيران المدني  نتج عنه وعود لها نتائج  ايجابية  لاستمرار  التعليم والتدريب في كلية الطيران .. وقال  طلبنا سابقاً دعم العديد من الجهات العامة فيكون الرد دائماً انكم تتبعون التعليم العالي ووزارة التعليم التقني والفني وهي من تحقق لكم مطالبكم ، و بسبب تأخر الدعم والتغطية المالية  قفلت  بعض الاقسام ونتج عنها نيل الاقسام الاخرى شهادات غير معتمدة. وختم المرغني قائلاً  بنداء عاجل الى مدير مصلحة الطيران المدني  بتنفيذ نتائج الاجتماعات السابقة فكلية الطيران المدني اسبيعة وان كانت تتبع وزارة التعليم التقني إلا أنها تستقبل الطلاب الراغبين في العمل في مجال الطيران وكل دعم  مادي من مصلحة الطيران المدني يعود بنتائج ايجابية في توفير عمالة وطنية ذات كفاءة عالية وهي اهم قطاع يستفيد من مخرجات كلية الطيران المدني  ، كما يدعوا شركة المدار وليبيانا والشركات الخاصة الاخرى ورجال الاعمال ان يسارعوا في انقاذ كلية الطيران المدني ، حيث ان تكاثف جميع مؤسسات الدولة العامة والخاصة يساهم في  تطور  قطاع النقل الجوي ويساهم في زيادة الدخل القومي  ونهضة ليبيا وهذا عمل وطني على الجميع ان يشاركوا في انقاذ كلية الطيران المدني والارصاد الجوي اسبيعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى