رأي

محمد الرحومي يكتب.. عودة للعلاج بالكي؟!

مالذي حدث.. سؤال يختزل سنينا من التأمل والتوجس ..

لم يعد أمام المواطن الليبي إلا حلا واحدا كي يدفع ثمن بقائه حيا لو مرض..

العلاج بالكي أو العلاج بلهيب أسعار  المصحات الخاصة..

كلاهما حرق للأجساد ولو أن المصحات أكثر استدامة للألم ..

لماذا أصبحت فاتورة علاج بالمصحات الخاصة أكثر تكلفة من أفخم منتجعات العالم ..

لماذا خسرنا ملف الصحة بشكل لايمكن أن يتصوره العقل..

حتى درهم الوقاية الذي كان خيرا من قنطار علاج تضخم هو الأخر وأصبح قيمة جزائية يصعب توفيرها.. 

حيث لم يعد بإمكان ذلك الدرهم ان يكون ملاذا لك من أجل الوقاية المكلفة .. كما أنه لم يعد رقما في حسابات الوقاية التي أصبحت ضرورية ومستمرة ومزعجة أحيانا .. 

 تلاشى الدرهم وتضخم القنطار المعنى بالعلاج ..

إنهار العلاج بالداخل وأصبح

العلاج بالخارج لذوي الحضوة فقط ..

لذا تم اسقاطه كأهم الحلول البديلة  ..

 ثمة سؤال يتجاوز كل تخميناتنا  .. كيف تحول العلاج بالداخل من طوق نجاة  ليصبح  نفقا مظلما يضاعف من هواجس امراضنا ويزيد حدة القلق والهوان علينا..

 لم يعد المواطن يفرق بين العلاج بالكي او العلاج بالمصحات الخاصة فكلاهما نيران تحرق جسده.. 

دعونا نعود بالذاكرة كي نلامس حقيقة يصعب استعابها..

حيث كانت دبي مرتعا للأفاعي والضباع والسباع.. يسكنها بدو يلتحفون اوشحة بيضاء يغامرون صحبة الابل بحياتهم كي تستقيم لهم الحياة..

يترأسهم شيخا ورجلا أميا لم يجلس على مقاعد الدراسة.. غير أنه كان شهما وحكيما في مراتع الحياة.. اشتد به المرض فلم يكن له خيار الا أن يطلب الدواء في مصحات طرابلس الشاهقة المضيئة آنذاك ..

نال مبتغاه وعاد بعدها الى مرابط خيمته وأنشأ مدائن ومستشفيات هي حلم من أحلام خلف من عالجوه ..

فعلا هو اتساع رهيب لهوة المشهدين القديم المتعاظم والجديد المتفاقم في التردي.. 

ولربما نكون أمام عودة فعلية للعلاج بالكي فهو أهون لامحالة من العلاج بالمصحات الخاصة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى