فنون

مذكرات ياسمينة جبل النار

فرح ظلع- فلسطين

لطالما‭ ‬تحيرتُ‭ ‬في‭ ‬سؤالي‭ :‬أين‭ ‬منزلي؟‭!‬

جبتُ‭ ‬المنازلَ‭ ‬والأماكنَ‭ ‬كلها

بحثتُ‭ ‬في‭ ‬الكتب‭ ‬والحكايات‭ ‬والأغنيات

في‭ ‬المعزوفات‭ ‬على‭ ‬الأوتار‭ ‬

وفي‭ ‬وجوه‭ ‬الملأ

حتى‭ ‬أنني‭ ‬كتبتُ‭ ‬كتابًا‭ ‬كاملًا‭ ‬لاجده

لطالما‭ ‬كان‭ ‬قلبي‭ ‬ضائعًا

وتائهًا

يبحث‭ ‬عن‭ ‬الحب‭ ‬

وسكينة‭ ‬البيت‭ ‬

والأُنس‭ ‬في‮ ‬إنس‭ ‬

كنتُ‭ ‬دائمًا‭ ‬

رغم‭ ‬كل‭ ‬نجاحاتي‭ ‬المبهرة‭ ‬كامرأة

وأحلامي‭ ‬العظيمة

لا‭ ‬أجد‭ ‬سوى‭ ‬الفشل‭ ‬

والاكتئاب

لايمكنك‭ ‬الفرح‭ ‬دون‭ ‬بيت‭ ‬

لا‭ ‬يمكنك‭ ‬إلا‭ ‬الحزن‭ ‬

العميق‭ ‬جدًا

لخلق‭ ‬فن‭ ‬عظيم‭ ‬مذهل‭ ‬

وجذاب

صرت‭ ‬كاتبة‭ ‬

وفنانة

في‭ ‬عالمي‭ ‬الضيق‭ ‬الحزين

وكنتُ‭ ‬سأمسي

ملاك‭ ‬ذا‭ ‬أجنحة‭ ‬بيضاء

أخفف‭ ‬الآلام

وأضمد‭ ‬الجروح‭ ‬

ببلسمي‭ ‬

وفيض‭ ‬قلبي‭ ‬المحزون

وحينما‭ ‬التقيت‭ ‬بتينك‭ ‬العينين

المنغمس‭ ‬بهنّ‭ ‬البنّ‭ ‬برقة

وحقيقة‭ ‬خرافة‭ ‬بطولة‭ ‬ظريف‭ ‬الطول

التي‭ ‬ضجت‭ ‬في‭ ‬الحكايات‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المعتقة

ارتديتُ‭ ‬ثوبًا‭ ‬مطرزًا‭ ‬بالأمان‭ ‬

تدثرتُ‭ ‬بهما‭ ‬من‭ ‬برد‭ ‬حزني

و‭ ‬أواجاعي

ورسى‭ ‬الفؤاد‭ ‬المبلل‭ ‬بالأوجاع

بعد‭ ‬الغرق‭ ‬في‭ ‬محيط‭ ‬ديجور‭ ‬

معك‭ :‬

أقاسم‭ ‬حزني

وشطر‭ ‬من‭ ‬روحي‭ ‬

وخبزي

فيصبح‭ ‬فرحًا

لا‭ ‬أدري‭ ‬كيف‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬

ربما‭ ‬لم‭ ‬أحصد‭ ‬نجاحًا‭ ‬في‭ ‬حينها

حتمًا‭!‬

وغرقت‭ ‬حتى‭ ‬أخمص‭ ‬قدمي‭ ‬

في‭ ‬الفشل‭ ‬والحزن‭ ‬والإهمال

واحتراق‭ ‬أحلامي‭ ‬في‭ ‬مقلتي‭ ‬الخضراوين

لكن‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬معك

صار‭ ‬يترجم‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر

لا‭ ‬أدري‭ ‬كيف‭ ‬يكون‭ ‬ذلك

ولا‭ ‬كيف‭ ‬يحصل

لكن‭ ‬حتمًا

معك‭ ‬مذاق‭ ‬الأشياء

والكلمات‭ ‬تختلف

والفرح‭ ‬

وإن‭ ‬صار‭ ‬قريبًا‭ ‬

في‭ ‬منزلي‭:‬

في‭ ‬هاتين‭ ‬العينين

سيكون‮ ‬‭ ‬العيد‭ ‬

حتمًا

أظنني‭ ‬بحثت‭ ‬عن‭ ‬جواب‭ ‬سؤالي

ووجدت‭ ‬لا‭ ‬الحب‭ ‬جوابه‭ ‬كما‭ ‬تقول‭ ‬الخرافات

وإنما‭ ‬وجدت‭ ‬عينيك‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى