إجتماعي

مشاعر مبعثرة

فائزة العجيلي

 

التطور العلمي الهائل الذي حدث خلال العقود الأخيرة في شتى المجالات، ساهم بدرجة كبيرة في توفير سبل الراحة للإنسان، في شتى مجالات الحياة..

إلا أن هذا التطور كانت له أيضا بعض السلبيات، أو الآثار العكسية، خاصة من ناحية التقدم الحاصل في الاتصالات والتواصل..

حيث صارت وسائل التواصل الاجتماعي سببا رئيسا في زيادة عزلة الفرد وانطوائه على نفسه، وصار الترابط الاجتماعي والتواصل الحقيقي يعاني فتورا ونقصا ملحوظا، وهذا سبب رئيس للتفكك المجتمعي، واتساع الهوة بين الأشخاص مهما كان نوع العلاقة التي تربطهم..

والخطر الأكبر هو مساهمة وسائل التواصل الاجتماعي في ازدياد الهوة بين الزوجين، حيث صار الهاتف المحمول، ومواقع التواصل الاجتماعي الملاذ الأول الذي يلجأ إليه الزوجان حين وجود خلاف بينهما مهما كان بسيطا..

فالزوجة تبدأ في منشوراتها المعلقية التي تشكو فيها من الإهمال وفقد الحب والتعب والارهاق، وأنها وحيدة ليس هناك من يقدر تعبها، ولا من يحسسها بأنوثتها وجمالها، وأن زوجها وأبنائها يعاملونها بأنانية، دون مراعاة لمشاعرها، ولا احتياجاتها..

أما الزوج فيحتضن هاتفه النقال كاحتضان الأم لطفلها، ويبدأ في تسطير منشوراته التراجيدية عن الحرمان من الحب والاهتمام، وانه منبع الرومانسية التي لم يجد لها مصبا يعرف قيمتها، وان زواجه كان تقليديا لم يعرف فيه الحب ولا الراحة المنشودة..

ومع أول منشور لكليهما يجتمع عليه المتعاطفون كاجتماع الذباب على القمامة، ومن كلمات المساندة والتعاطف تتطور الأمور إلى تعارف وأحاديث طويلة، وبوح محرم بأسرار بيت الزوجية، وكلما تطورت هذه العلاقة الوهمية، انفرط عقد العلاقة الزوجية الحقيقية..

إن أسهل وأنجع السبل لحل أي مشكلة، أو انهاء أي خلاف، هو المواجهة المباشرة، بأسلوب الاقناع والاقتناع، والابتعاد عن التشبث بالرأي، ومراعاة حسنات الشريك، والتغاضي عن الهفوات والاخطاء، وعدم التركيز عليها..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى