رأيرياضة

من الواقع.. لعلي العزابي

 

 

لنعترف ونصارح أنفسنا ونقولها جهارًا وعلى الملأ بأن الكرة الليبية في أزمة وهي ليست وليدة اللحظة بل منذ سنوات طويلة ونتيجة لتراكمات سابقة عجزت معها اغلب الاتحادات المتعاقبة على أن تجد لها حلاً جذرياً ينتشل كرة القدم الليبية من واقعها الذي تعيشه فبقت حبيسة محليتها ولم تجار أو تلاحق النهضة والتطور الذي وصل إليه الآخرون سواء الذين من حولنا أو البعيدين عنا بآلاف الأميال لنعترف أيضا بأننا وعلى اختلاف مواقعنا مساهمون في هذه الأزمة التي استفحلت وطال أمدها دون أن نجد لها العلاج والبلسم الشافي.

فقد صرنا نتفرج على الأحداث دونما أن نحرك ساكناً فالخروج من المنافسات الأفريقية والعالمية متتالٍ وبسرعة البرق وضعف المستوى الفني غير خافٍ على أحد وضياع النتائج من الفرق والمنتخبات لا حد ولا حصر لها رغم الإمكانات المادية التي بذلت وتبذل والأموال التي صرفت على الفرق والمنتخبات باختلاف مسمياتها وتاريخ عراقتها ونشأتها.

هذه الأزمة التي تمر بها الكرة الليبية تحتاج منا جميعاً خاصة أهل الاختصاص إلى مناقشتها وبحث جذورها والتعاون لأجل إيجاد مخرج منها يقينا من الوقوع فيها مرة أخرى.

ومن أعنيهم بأهل الاختصاص هم المدربون والمسؤولون ورؤساء الأندية والحكام والاعلاميون وأعضاء هيئة التدريس بكليات التربية البدنية هؤلاء جميعا وربما غيرهم ممن لهم علاقة بالموضوع ينبغي عليهم التفكير بروح المسئولية لانتشال الكرة الليبية مما هي فيه كل فيما يخصه وفي موقعه وهذا لن يتأتى إلا بعقد مؤتمر محلي موسع يجمع كافة الأطراف التي لها علاقة مباشرة بلعبة كرة القدم يتم فيه مناقشة الأوضاع التي وصلت إليها اللعبة والحالة التي أضحت عليها وبحث كافة الأسباب التي أدت إلى الانحدار المخيف واللافت في مستوى الكرة الليبية رغم عراقتها وتاريخها الطويل الحافل بالمشاركات العربية والافريقية والدولية وغيابها عن تحقيق الانجازات التي حققها الآخرون ممن توجوا بالألقاب والبطولات ودخلوا منافسات كاس العالم من أوسع أبوابه.

لنجلس سوياً في مؤتمر يمتد ليوم أو يومين أو حتى لاسبوع لنخرج منه بخلاصة أو برؤية وبنتائج ملموسة تشخص الداء الذي تعاني منه كرة القدم ونجد لها الدواء الناجع والفعال الذي لا يسمح مستقبلاً بالعودة إلى الخلف مهما كانت الظروف والأسباب التي قد تواجهها وتحاول إعاقتها عن مسارها الصحيح الذي يجب أن تسير فيه.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى