رأيرياضة

من الواقع

علي العزابي

لازلنا نعيش علي وقع المصاب الجلل الذي لحق بمدينة درنة وبعضا من المناطق المجاورة لها في جبلنا الأخضر وخلف الحزن والألم الشديدين الذي يعتصر قلوبنا في كل وقت وحين ولانملك من أمرنا الا الصبر علي فراق الأخوة والأحبة من أبناء جلدتنا في درنة العزيزة الذين قضوا في هذه الفاجعة جراء إعصار دانيال الذي أودي بحياة الالاف .

الفقد عظيم طال البشر والحجر ورغم فداحته لكنه غرس فينا حب الإنتماء لوطننا وكأنه بالونة إختبار لقياس درجة هذا الحب الذي تجلي في وحدة الصف وهذا النسيج الاجتماعي الذي حافظ علي قوته وترابطه رغم ما عاناه الوطن من فرقة وتشتت ومحن. وخال إلينا إنه تمزق وذهبت ريحه.لكنه إزداد قوة وصلابة وإشتد أكثر عنفواننا.

وسطنا الرياضي الذي يمثل السواد الأعظم من نسيجنا الليبي الأصيل كان في طليعة الزاحفين  الي شرقنا الكبير قاصدين درنة المكلومة والموجوعة من هذا الإعصار .نسوا أنفسهم من أين أتوا ومن يشجعون ومن يناصرون فهذه المرة وجهتهم واحدة وهدفهم واحدا وملعبهم واحد أيضا. هنا المنافسة من نوع أخر في سرعة الإستجابة فمن يسابق ويبكر ويتصدر قوافل وأرتال الداعمين  والمتبرعين لأجل مدينة درنة ..  لم تسيطر عليهم إنتماءاتهم وتبعدهم عن بعضهم كما  كانت تفعل أفاعيلها في مباريات الكرة .بل جمعتهم درنة ووحدت فيهم الإنتماء بكل حماس ووطنية فاقت الحد والوصف .. لاعبونا نجوم الملاعب ومشاهيرها المحليين أصبحوا نجوما وأبطالا في العمل الخيري والإنساني والتطوعي ودفعوا من حر مالهم ومدخراتهم وبما جادت  به أنفسهم بل إنهم نزلوا الي الميدان وكانوا جنبا الي جنب مع فرق الإغاثة والإنقاد والبحث عن الناجين من هول الفاجعة .. لم يتأخر أحد  حكام الكرة والمدربين وقدامي اللاعبين والإعلاميين كلهم تنادوا ولبوا نداء الإستغاثة وتبرعوا بالغالي والنفيس ومن لم يستطع فبالدعاء والتضرع الي الله أن يخفف علي أهلنا في درنة من هذا المصاب ويعيد إليهم الأمل في الحياة وأن أبناء وطنهم لن يتخلوا عنهم ولن يتركوهم لوحدهم وسيعاضضونهم ويشدون من أزرهم حتي تنقشع هذه الغمامة ويعود الوئام  والطمأنينة الي قلوبهم والي مدينتهم الزاهية النابضة والضاجة بالحياة والحيوية والحب والسلام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى