ثقافة

وداعا الأديب النبيل

الشاعر/ المكي المستجير

ارتقى إلى رحمة الله وغفرانه، فجر يوم الاثنين (11 ديسمبر) بمصحّة الخليل (طرابلس) أستاذنا الحبيب، والمثقف الفاعل، والباحث الأديب: إبراهيم حميدان، رئيس مجلس إدارة الجمعية الليبية للآداب والفنون. تغمّده الله بواسع رحمته وجزيل مغفرته. 

ما كان يخطر ببالنا، أنّ الوعكة الصحيّة التي ألمّتْ به السبت الماضي، دون سابق إنذار، ولا تدهور حال، ستكون آخر عهدنا به. وهكذا هو الموتُ، بجلاله وكَلكلِه. 

حدّثني صديقي الأعزّ، رفيق المنفى والزُّلفى الأديب «محمّد النعّاس» صهر أ. إبراهيم، أنّه لم يتوقف عن حكاياه، وسجاياه وهو مسجى على سرير العيادة، يحدّث أولاده عن أيقونات الثقافة الليبيّة، وعن كاريكاتور الزواوي، وثقافة الطبيب، ووجوب النهوض بالمجتمع.

يا الله! كم سنفتقد مثقفًا حقيقيًا في زمن الزيف. والرّزءُ بالرجل العظيم عظيمُ. 

وسبحان من جعل موته بأزمة قلبيّة حادَّة وهو صاحب القلب الكبير. وسبحان من جعل مستقرّ جسده في مقبرة «سيدي غريب» وهو الذي عاش غريبًا، وما انفكَّ يحدّثنا عن قول الأديب المعلّم «يوسف القويري»: المجتمع المتخلّفُ يقذف طلائعَه نحوَ المنفى النفسي. 

أعزّي نفسي، وصديقي «النعّاس»، وزوجه العزيزة «ريما بنت إبراهيم»، وابنه الفاضل «أحمد» وأعزّي كلّ أهله وأصحابه، وكلّ من عرفه وأحبّه. وأعزّي مشهدًا ثقافيّاً هزيلاً، سيزداد هُزالًا بعد رحيل أحد أهمّ روّاده. 

أيّها الباحثُ الأديبُ وداعا يا أميرَ الحروف طِبتَ يراع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى