فنون

وقتي المفضل / لا جديد تحت الشمس ..!

بقلم: اسيل التومي

كم‭ ‬مِنْ‭ ‬ورقة‭ ‬بيضاء‭ ‬عاشتْ‭ ‬انتفاضة‭ ‬بين‭ ‬يدي‭ ‬أديب،‭ ‬واشعلتْ‭ ‬فوهة‭ ‬بركان‭ ‬عقله‭ ‬لتثور‭ ‬بتوهج‭ ‬للفكر‭ ‬الإنساني‭ ‬والعالمي‭ !. ‬هم‭ ‬يرونها‭ ‬كلمات‭ ‬مرصوصة،‮ ‬‭ ‬متجلية‭ ‬بفلسفه‭ ‬لا‭ ‬تُدرك‭ ‬لها‭ ‬معانٍ‭ ‬إلا‭ ‬العقول‭ ‬النيره،‮ ‬‭ ‬وليس‭ ‬بالضرورة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬متعلمة؛‭ ‬فالصدق‭ ‬المنعكس‭ ‬يخرج‭ ‬من‭ ‬قلب‭ ‬وعقل‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬عقل‭ ‬وقلب‭ ‬آخر‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬مختلفًا‭ ‬فكريًا‭ ‬وجغرافيًا‭ ‬وعقائديًا‭.‬

يجلس‭ ‬كاتب‭ ‬أمام‭ ‬الورق‭ ‬الأبيض‭ ‬ويسأل‭: ‬ماذا‭ ‬اكتب‭ ‬؟‭!.‬

تنغرز‭ ‬نظراته‭ ‬عبر‭ ‬الأفق،‮ ‬‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬فكرة‭ ‬ما‭ ‬،يجد‭ ‬ان‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يكتبه‭ ‬قد‭ ‬كتب‭ ‬،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يقوله‭ ‬قد‭ ‬قيل‭ ‬،‭ ‬ولا‭ ‬جديد‭ ‬تحت‭ ‬الشمس‭ : ‬الكل‭ ‬باطل‭ ‬،هكذا‭ ‬قالت‭ ‬الجامعة‭ ‬،‭ ‬وباطل‭ ‬الاباطيل‭ ‬قبض‭ ‬الريح‭ .‬

قلبه‭ ‬يدق‭ ‬،يقرع‭ ‬في‭ ‬صدره‭ ‬و‭ ‬هيكل‭ ‬رأسه‭ :‬من‭ ‬أين‭ ‬تأتي‭ ‬الكلمات؟‭.‬‮ ‬‭ ‬

غالبًا‭ ‬ما‭ ‬يذهب‭ ‬الكاتب‭ ‬إلى‭ ‬الناس‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬تجربة‭ ‬في‭ ‬عيونهم‭ ‬،‭ ‬وفي‭ ‬همومهم‭ ‬اليوميه‭. ‬يكاد‭ ‬لشدة‭ ‬توقف‭ ‬إليها‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬توقه‭ ‬بالذات‭ ‬الإبداع‭ ‬لا‭ ‬التقليد‭ ‬،‭ ‬وعن‭ ‬الخلق‭ ‬لا‭ ‬الترجمه،‮ ‬‭ ‬ليس‭ ‬المقصود‭ ‬بالترجمة‭ ‬النقل‭ ‬عن‭ ‬اللغة‭ ‬الاجنبيه‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬أيضا‭ ‬النقل‭ ‬عن‭ ‬افكار‭ ‬الآخرين‭. ‬

في‭ ‬الناس‭ ‬نبع‭ ‬لا‭ ‬ينضب‭ ‬،‭ ‬ولذا‭ ‬فالادب‭ ‬الذي‭ ‬انغمس‭ ‬بالناس‭ ‬كما‭ ‬تنغمس‭ ‬لقمة‭ ‬الخبز‭ ‬بالزيت‭ ‬،‭ ‬هو‭ ‬الأدب‭ ‬الناجح‭ ‬حتي‭ ‬انهم‭ ‬كانوا‭ ‬يلحون‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬الأدبية‭ ‬العالمية‭ ‬على‭ ‬الأدب‭ ‬المحلي‭ ‬البحث‭ ‬،‭ ‬بأنه‭ ‬هو‭ ‬الأدب‭ ‬العالمي‭ ‬والكاتب‭ ‬الذي‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬ينقل‭ ‬بيئته‭ ‬المحلية‭ ‬الي‭ ‬الورق‭ ‬بكل‭ ‬صدق‭ ‬وعفويه‭ ‬دون‭ ‬تجميل‭ ‬ويلبسها‭ ‬بمصطلحات‭ ‬الفلسفه‭ ‬هو‭ ‬الكاتب‭ ‬العالمي‭.‬

الإبداع‭ ‬الأدبي‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬مقومات‭ ‬النجاح‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬فعلا‭ ‬خلاقا‭ ‬وجديدا‭ ‬،‭ ‬والاديب‭ ‬الذي‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬التكرار،‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬المجانية‭ ‬أيضا،‮ ‬‭ ‬وبين‭ ‬يديه‭ ‬لا‭ ‬تتحول‭ ‬الورق‭ ‬الأبيض‭ ‬الي‭ ‬حياة‭ ‬دافقة‭ ‬ممتلئة‭ ‬بالحركة‭ ‬والانبهار‭ ‬والدهشة‭ ‬والاصالة،‮ ‬‭ ‬ويجعل‭ ‬الورق‭ ‬الابيض‭ ‬مسرحا‭ ‬يشد‭ ‬عين‭ ‬القارئ‭ ‬وقلبه‭ ‬حتي‭ ‬السطر‭ ‬الاخير‭.‬

الورق‭ ‬الأبيض‭ ‬يوحي‭ ‬كثيرًا‭ ‬للكاتب‭ ‬الأصيل،‭ ‬أما‭ ‬الكاتب‭ ‬المزيف‭ ‬والقادر‭ ‬والمحدود‭ ‬فإنه‭ ‬يقف‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬الأحيان‭ ‬عاجزًا‭ ‬عن‭ ‬الاتيان‭ ‬بحركة‭ ‬ما،‭ ‬وإذا‭ ‬كتب‭ ‬فإنه‭ ‬يكتب‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يجذب،‭ ‬يكتب‭ ‬أدبًا‭ ‬ناقصًا‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬كأنما‭ ‬يقول‭ ‬لا‭ ‬جديد‭ ‬تحت‭ ‬الشمس‭ .‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى