فنون

وهم المسكنات و«روشــــــــــــــيتة» البـقاء !!

فاطمة سالم

موروثنا‭ ‬الشعبي

هل‭ ‬يمكن‭ ‬عمل‭ ‬روشيته‭ ‬بقاء‭ ‬لتراثنا‭ ‬الشعبي‭ ‬إذا‭ ‬كانتْ‭ ‬الأجابة‭ ‬بنعم‭ ‬فكيف‭ ‬يتم‭ ‬ذلك‭ ‬الكل‭ ‬مهموم‭ ‬ظاهرياً‭ ‬بهذا‭ ‬المجال،‭ ‬لكن‭ ‬ماهي‭ ‬مظاهر‭ ‬هذا‭ ‬الاهتمام‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يتعدَ‭ ‬‮«‬ثقافة‭ ‬البريستيج‮»‬‭.‬

عموماً‭ ‬لا‭ ‬نريد‭ ‬الذهاب‭ ‬بعيدًا‭ ‬في‭ ‬جلد‭ ‬الذات‭ ‬فالأهم‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬آراء‭ ‬من‭ ‬لهم‭ ‬علاقة‭ ‬محدَّدات‭ ‬الهوية‭ ‬وقالبها‭ ‬العام‭.‬

‭ ‬البداية‭ ‬كانتْ‭ ‬مع‭ ‬المؤرخ‭ ‬الأستاذ‭ ‬أحمد‭ ‬بركوس‭ ‬نبدأ‭ ‬على‭ ‬بركة‭ ‬الله‭ ‬فنقول‭ :‬

يأتي‭ ‬الاهتمام‭ ‬بدراسة‭ ‬الموروث‭ ‬الشعبي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قيمته‭ ‬الكبرى،‭ ‬وما‭ ‬يقدمه‭ ‬من‭ ‬مكاسب‭ ‬ثقافية،‭ ‬وتربوية،‭ ‬وترفيهية‭ ‬للأجيال‭ ‬التي‭ ‬تأخرت‭ ‬عن‭ ‬الجيل‭ ‬الذي‭ ‬ترعرع‭ ‬فيه‭ ‬ذلك‭ ‬الموروث‭ ‬وازدهر‭.‬

إن‭ ‬تراثنا‭ ‬الشعبي‭ ‬بكل‭ ‬مكوناته‭ ‬وتعبيراته‭ ‬الواضحة‭ ‬الهدف،‭ ‬والصريحة‭ ‬الأسلوب‭ ‬والناتجة‭ ‬عن‭ ‬تجارب‭ ‬الحياة‭ ‬غرسته‭ ‬الأيامُ‭ ‬في‭ ‬وجداننا؛‭ ‬فعشقناه‭ ‬عشقًا‭ ‬صادقاً‭ ‬لا‭ ‬زيف‭ ‬فيه،‭ ‬إن‭ ‬حبنا‭ ‬لهذا‭ ‬اللون‭ ‬حبًا‭ ‬موروثًا‭ ‬نعتز‭ ‬به؛‭ ‬فهو‭ ‬أدب‭ ‬نابع‭ ‬معبر‭ ‬عن‭ ‬خلجات‭ ‬نفوسنا‭ ‬ننظر‭ ‬إليه‭ ‬بنظرة‭ ‬علمية‭ ‬ندرسه،‭ ‬ونحرص‭ ‬على‭ ‬حفظه‭ ‬من‭ ‬الضياع‭ ‬فهو‭ ‬مرجعٌ‭ ‬تاريخي‭ ‬وثقافة‭ ‬دالة‭ ‬على‭ ‬ملامح‭ ‬مجتمعنا‭ ‬وأصالته‭ ‬وسماته‭ ‬الطيبة‭.‬

إنّ‭ ‬التغير‭ ‬السريع‭ ‬والكبير‭ ‬الذي‭ ‬طرأ‭ ‬على‭ ‬حياتنا‭ ‬جعل‭ ‬الماضي‭ ‬يبتعد‭ ‬عنا‭ ‬رويدًا‭ ‬رويدًا‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يدعونا‭ ‬الى‭ ‬إبراز‭ ‬أكبر‭ ‬قدر‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬تراثنا‭ ‬واخراجه‭ ‬إلى‭ ‬حيز‭ ‬الوجود‭. ‬

وهذا‭ ‬المثل‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬أمثالنا‭ ‬الشعبية‭ ..‬يقول‭ )‬تاريه‭ ‬الطايح‭ ‬إليا‭ ‬طاح‭ ‬ما‭ ‬ينفع‭ ‬الطايح‭ ‬بلا‭ ‬تسنيد‭(  ‬من‭ ‬التراث‭  ‬الشوك،‭ ‬في‭ ‬الأمثال‭ ‬الليبية‭ ‬‭)‬اللي‭ ‬يبي‭ ‬الورد‭ ‬يتحمل‭ ‬شوكه‭(‬؛‭ ‬فالوصول‭ ‬إلى‭ ‬الجميل‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تحمل‭ ‬الصعاب‭ ‬التي‭ ‬تحيط‭  ‬به‭ ‬يقول‭ ‬أهل‭ ‬الحكمة‭ ‬إنَّ‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬شوك‮»‬‭ ‬المتكونة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحروف‭ ‬الثلاثة‭ ‬لها‭ ‬مدلولٌ؛‭ ‬فالحرف‭ ‬الأول«الشين‮»‬‭ ‬يرمز‭ ‬للشركة،‭ ‬أو‭ ‬شراكة،‭ ‬والحرف‭ ‬الثاني‭ ‬‮«‬الواو‮»‬‭  ‬يرمز‭ ‬للوكالة،‭ ‬أما‭ ‬الحرف‭ ‬الأخير‭ ‬وهو‭ ‬‮«‬الكاف‮»‬‭ ‬فهو‭ ‬يرمز‭ ‬للكفالة‭ ‬إن‭ ‬الشراكة،‭ ‬والوكالة،‭ ‬والكفالة‭ ‬جميعها‭ ‬أمورٌ‭ ‬تحتاج‭ ‬للصدق،‭ ‬والاخلاص،‭ ‬والأمانة،‭ ‬فلنحافظ‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬السلوكيات‭ ‬في‭ ‬تعاملاتنا‭ . ‬

كما‭ ‬شاركنا‭ ‬الكاتب‭ ‬أمين‭ ‬أبورواق‭ ‬حيث‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬عدة‭ ‬نقاط‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬الموروث‭ ‬الشعبي‭ ‬قائلاً‭ :‬

الحقيقة‭ ‬إن‭ ‬الموروث‭ ‬الشعبي‭ ‬هو‭ ‬كلُ‭ ‬ما‭ ‬ورثناه‭ ‬عن‭ ‬أجدادنا‭ ‬السابقين‭ ‬من‭ ‬عادات‭ ‬وتقاليد‭ ‬متمثلة‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬والآداب،‭ ‬والملبس،‭ ‬والأكل‭ ‬والشرب،‭ ‬والرقص،‭ ‬والغناء،‭ ‬والطب‭ ‬الشعبي‭ ‬والرياضة،‭ ‬وطقوس‭ ‬المناسبات‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬والزواج‭ ‬والفروسية،‭ ‬والمعتقدات‭ ‬الشّعبية‭ ‬والقصص‭ ‬والحكايات،‭ ‬والأمثال‭ ‬السائرة،‭ ‬والألغاز‭ ‬والأحاجي،‭ ‬والمفاهيم‭ ‬الخرافية‭ ‬والاحتفالات‭ ‬والأعياد‭ ‬الدينية‭ ‬وما‭ ‬يعبرون‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬آراء‭ ‬وأفكار‭ ‬ومشاعر‭ ‬يتناقلونها‭ ‬جيلاً‭ ‬عن‭ ‬جيل،‭ ‬شرط‭ ‬ألا‭ ‬يتم‭ ‬التعدي‭ ‬عليه‭ ‬بما‭ ‬يعرف‭ ‬بـ‭)‬التطوير،‭ ‬أو‭ ‬التحديث‭( ‬كما‭ ‬يظن‭ ‬الكثيرون؛‭ ‬فهذا‭ ‬الإبداع‭ ‬التراثي‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬صُنع‭ ‬فرد‭ ‬بذاته‭ ‬ليتحكم‭ ‬فيه،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬نتاج‭ ‬جماعة‭ ‬إنسانية‭ ‬صنعتْ‭ ‬هذا‭ ‬الموروث‭ ‬بفعل‭ ‬ظروفها‭ ‬وبيئتها‭ ‬ومناسباتها‭ ‬وعاداتها‭ ‬وتقاليدها،‭ ‬حيث‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬لكل‭ ‬مجتمع‭ ‬عاداته‭ ‬وتقاليده‭ ‬التي‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬تتحكم‭ ‬فيها‭ ‬الظروف‭ ‬البيئية‭ ‬ـ‭ ‬المكانية‭ ‬ـ‭ ‬تحكماً‭ ‬كبيراً؛‭ ‬فعادات‭ ‬المجتمع‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬أفراده‭ ‬على‭ ‬شاطئ‭ ‬البحر،‭ ‬ويمارس‭ ‬حرفة‭ ‬الصيد‭ ‬ليستْ‭ ‬كعادات‭ ‬مجتمع‭ ‬آخر‭ ‬يعيش‭ ‬بين‭ ‬كثبان‭ ‬رمال‭ ‬الصحراء،‭ ‬ولا‭ ‬كمجتمعٍ‭ ‬رعوي،‭ ‬أو‭ ‬زراعي،‭ ‬فهذه‭ ‬البيئات‭ ‬المختلفة‭ ‬تَصنعُ‭ ‬الفوارقَ‭ ‬التي‭ ‬تميز‭ ‬كل‭ ‬مجتمع‭ ‬عن‭ ‬الآخر‭.‬

‭-‬شاركنا‭ ‬الفنان‭ ‬محمد‭ ‬شعيب‭ ‬برأيه‭ ‬قائلاً‭ : ‬

الحقيقة‭ ‬يعد‭ ‬الموروث‭ ‬الشعبي‭ ‬شيئًا‭ ‬متجذرًا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الشعوب‭ ‬خاصة‭ ‬بلادنا‭ ‬الطيبة،‭ ‬ونحن‭ ‬مازال‭ ‬هذا‭ ‬الموروث‭ ‬معنا‭ ‬والإنسان‭ ‬حين‭ ‬يبتعد‭ ‬عن‭ ‬موروثه‭ ‬الثقافي‭ ‬الذي‭ ‬عشنا‭ ‬طوال‭ ‬عمرنا‭ ‬لا‭ ‬يخرج‭ ‬عن‭ ‬الإطار‭ ‬الذي‭ ‬تربينا‭ ‬عليه‭ ‬سواء‭  ‬أكان‭ ‬في‭ ‬العادات‭ ‬أم‭ ‬التقاليد‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬الموروثات‭ ‬الشعبية‭ ‬تتعايش‭ ‬معنا‭ ‬وتنتقل‭ ‬من‭ ‬بيئة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭ ‬خاصة‭ ‬الإنسان‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬حضرية؛‭ ‬ومن‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬مازالنا‭  ‬نحافظ‭ ‬على‭ ‬عاداتنا‭ ‬خاصة‭ ‬الاحتفالات‭ ‬الدينية‭ ‬هي‭ ‬نفس‭ ‬الطقوس‭ ‬وعاداتنا‭ ‬المنبثقة‭ ‬عبر‭ ‬موروثنا‭ ‬الشعبي‭ ‬الجميل‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬المولد‭ ‬النبوي‭ ‬الشريف‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬طرابلس‭ ‬بالذات‭ ‬هناك‭ ‬طقوس‭ ‬جميلة‭ ‬حيث‭ ‬الأب‭ ‬تجده‭ ‬يحضر‭ ‬لبناته‭ ‬‮«‬الدربوكة‭ ‬أو‭ ‬الطبلة‮»‬،‭ ‬ويحضر‭ ‬للأولاد‭ ‬‮«‬البندير‭ ‬أو‭ ‬الدف»؛‭ ‬وهذا‭ ‬دليل‭ ‬بأن‭ ‬الشعب‭ ‬يتمسك‭ ‬بالموروث‭ ‬وكذلك‭ ‬لنا‭ ‬طقوس‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬عاشوراء

بـ‭)‬طبخ‭ ‬الفول‭( ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬العادات‭ ‬التي‭ ‬نحتفي‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬المناسبات‭ ‬مما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬مازال‭ ‬الموروث‭ ‬الشعبي‭ ‬متأصلاً‭ ‬فينا‭ ..‬وكما‭ ‬تعرفي‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬كيف‭ ‬الأطفال‭ ‬والرجال‭ ‬يرتدون‭ ‬الزَّي‭ ‬الوطني‭ ‬التقليدي،‭ ‬وهذه‭ ‬كلها‭ ‬إشارات‭ ‬على‭ ‬أننا‭ ‬محافظون‭ ‬وبقوة‭ ‬على‭ ‬موروثنا‭ ‬الشعبي‭ ‬الرائع‭ .  

‭-‬ أحمد‭ ‬محمد‭ ‬عبيد‭ ‬قال‭:‬

‭ ‬كيف‭ ‬نبتعد‭ ‬عن‭ ‬موروثنا‭ ‬وهو‭ ‬رمزُ‭ ‬حضارتنا‭ ‬الليبية‭ ‬لهذا‭ ‬أوكد‭ ‬أن‭ ‬القليلَ‭ ‬جدًا‭ ‬مَنْ‭ ‬ابتعد‭ ‬عن‭ ‬موروثنا‭ ‬الشعبي‭  .. ‬لأن‭ ‬المتمسك‭ ‬والأصيل‭ ‬مازال‭ ‬له‭  ‬الطريقة‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬تربيتنا‭ ‬لأبنائنا‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬وهناك‭ ‬اساليب‭ ‬رائعة‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬الأم‭ ‬الليبية‭ ‬في‭ ‬تربية‭ ‬أطفالها‭ ‬منذ‭ ‬الولادة‭ ‬وهذه‭ ‬الاساليب‭ ‬نجدها‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬الأغاني‭ ‬التي‭ ‬تتردّد‭ ‬على‭ ‬مسمع‭ ‬المولود‭ ‬الجديد‭ ‬ومنها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ )‬الهدهدة‭( ‬التي‭ ‬تقولها‭ ‬الأم‭ ‬عندما‭ ‬يخلد‭ ‬طفلها‭ ‬للنَّوم‭ ‬حيث‭ ‬تقول‭: ‬

هوها‭ .. ‬هوها‭ .. ‬هاتي‭ ‬النوم‭ ‬

                        ‬لوليدي‭ ‬منام‭ ‬اليوم

وتسترسل‭ ‬في‭ ‬الانشاد‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة‭ ‬حتى‭ ‬ينام‭ ‬ولهذا‭ ‬نتمنى‭ ‬الاستمرار‭  ‬على‭ ‬موروثنا‭ ‬الليبي‭ ‬الاصيل‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬استعمال‭ ‬الموسيقا‭ ‬الغربية‭ ‬للطفل‭ ‬حين‭ ‬يريد‭ ‬النَّوم‭.‬

وكذلك‭ ‬شاركتنا‭ ‬الأخت‭ ‬انشراح‭ ‬ناصر‭ – ‬معلمة‭ ‬قائلة‭ :‬

يسعدني‭ ‬مشاركتكم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬أقول‭ ‬وبكل‭ ‬أسف‭ ‬أن‭ ‬أم‭ ‬اليوم‭ ‬ليست‭ ‬مثل‭ ‬الأمهات‭ ‬اللاتي‭ ‬حضرن‭ ‬وعشن‭ ‬زمن‭ )‬خبزة‭ ‬الفرن‭ ‬أو‭ ‬مخض‭ ‬الحليب‭( ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬اليدوية‭ ‬التي‭ ‬تعودتْ‭ ‬عليها‭ ‬صحيح‭ ‬كما‭ ‬قلت‭ ‬لنا‭ ‬‮«‬أم‭ ‬اليوم‮»‬‭ ‬غابت‭ ‬عنها‭ ‬بعض‭ ‬العادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬الليبية‭ ‬التي‭ ‬منها‭ ‬المأثور‭ ‬الشعبي،‭ ‬فأين‭ ‬هي‭ ‬كلماتنا‭ ‬القديمة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬الأم‭ ‬ترددها‭ ‬عندما‭ ‬يريد‭ ‬طفلها‭ ‬يخطو‭ ‬خطواته‭ ‬الأولى‭ ‬‮«‬المشي‮»‬؟‭ ‬

كانت‭ ‬تردد‭ .. ‬وتقول‭ : ‬

ديدش‭ ‬حب‭ ‬الرمان‭..‬ديدش‭ ‬خبزه‭ ‬ودهان‭ .‬

ديدش‭ ‬بدل‭ ‬خطواته‭ .. ‬ديدش‭ ‬يا‭ ‬سعد‭ ‬خواته‭.‬

انظري‭ ‬كيف‭ ‬هي‭ ‬جميلة‭ ‬هذا‭ ‬الكلمات‭ ‬؟‭ ‬التي‭ ‬تركها‭ ‬لنا‭ ‬آباؤنا‭ ‬وأجدادنا‭.‬

موروث‭ ‬شعبي‭ ‬أصيل‭ ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭ ‬أتمنى‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الأمهات‭ ‬الرجوع‭ ‬إلى‭ ‬عاداتنا‭ ‬الأصيلة‭ ‬الليبية‭ ‬والتعامل‭ ‬معها‭ ‬لأنها‭ ‬كنز‭ ‬ثمين‭.‬

‭-‬ أما‭ ‬الأخت‭ ‬سميرة‭ ‬الخال‭ ‬معلمة‭ ‬فقالت‭:‬

كم‭ ‬هي‭ ‬جميلة‭ ‬عاداتنا‭ ‬وتقاليدنا‭ ‬الليبية‭ ‬نحن‭ ‬الليبيين‭ ‬لنا‭ ‬تراثٌ‭ ‬شعبي‭ ‬قديم‭ ‬فيه‭ ‬الاصالة‭ ‬الليبية‭ ‬وهي‭ ‬تاريخ‭ ‬حضاري‭ ‬يحمل‭ ‬أمجادنا‭ ‬وثقافتنا‭ ‬العلمية‭ ‬والمأثور‭ ‬الشعبي‭ ‬هو‭ ‬أداة‭ ‬فعالة‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬نعود‭ ‬أطفالنا‭ ‬منذ‭ ‬سن‭ ‬مبكرة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬العادات‭ ‬ونحاول‭ ‬قدر‭ ‬الامكان‭ ‬غرس‭ ‬القيمة‭ ‬التربوية‭ ‬التي‭ ‬منها‭ ‬الموروث‭ ‬الشعبي‭ ‬الليبي‭ ‬المأثور‭ ‬لأنه‭ ‬وكما‭ ‬يعلم‭ ‬الجميع‭ ‬أننا‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬‮«‬العولمة‮»‬،‭ ‬ونخشى‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المأثور‭ ‬من‭ ‬الضياع‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬كهذا‭ ‬الزمن‭ ‬لأن‭ ‬الرجوع‭ ‬إلى‭ ‬القديم‭ ‬يعد‭ ‬مدرسة‭ ‬قائمة‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاتها‭ ‬وعليه‭ ‬على‭ ‬الأسرة‭ ‬الليبية‭ ‬تنشئت‭ ‬أطفالها‭ ‬على‭ ‬قيم‭ ‬نبيلة‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬زمن‭ ‬المأثور‭ ‬الشعبي‭ ‬الذي‭ ‬مازال‭ ‬ينبض‭ ‬رغم‭ ‬قلته‭.‬

أما‭ ‬الحاجة‭ ‬سعيدة‭ ‬محمد‭ ‬ربة‭ ‬بيت‭ ‬قالت‭:‬

عاداتنا‭ ‬وتقاليدنا‭ ‬أيام‭ ‬زمان‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬موجودة‭ ‬إلا‭ ‬نادراً‭ ‬اليوم‭ ‬تغير‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬حيث‭ ‬اصبح‭ ‬‮«‬العصر‭ ‬عصر‭ ‬العولمة‮»‬،‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬موجود‭ ‬زمن‭ ‬الموروث‭ ‬الشعبي‭ ‬الليبي‭ ‬وحتى‭ ‬الأغاني‭ ‬التراثية‭ ‬الجميلة‭ ‬لم‭  ‬نعد‭ ‬نسمعها‭ ‬حتى‭ ‬أمهات‭ ‬اليوم‭ ‬البعض‭ ‬مهن‭ ‬لا‭ ‬يعرفنها‭ ‬أصلاً؛‭ ‬فمنذ‭ ‬زمن‭ ‬هناك‭ ‬أغانٍ‭ ‬شعبية‭ ‬ليبية‭ ‬تتغنى‭ ‬بها‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬مناسبات‭ ‬عدة‭ ‬فعندما‭ ‬يبدأ‭ ‬الطفل‭ ‬يخطو‭ ‬‮«‬يمشي‮»‬‭ ‬هناك‭ ‬أبيات‭ ‬تقال‭ ‬له،‭ ‬وكذلك‭ ‬كلمات‭ ‬تقال‭ ‬عندما‭ ‬تريد‭ ‬الأم‭ ‬مداعبة‭ ‬طفلها‭ ‬خاصة‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬‮«‬ولدًا‮»‬‭ ‬حيث‭ ‬نراها‭ ‬تقول‭ ‬له‭ ‬وهي‭ ‬تلعبه‭ :‬

بيك‭ ‬جبر‭ .. ‬ولا‭ ‬نشبح‭ ‬عازا‭ ‬ولا‭ ‬شر

                      ‬بيك‭ ‬سلم‭ ‬وليدي‭ ‬عمار‭ ‬الدار

غير‭ ‬أكبر‭ ‬بس‭ ‬انديرولك‭ ‬عدة‭ ‬وفرس

                            ‬انديرولك‭ ‬عدة‭ ‬وحلاط

وزوز‭ ‬غدارة‭ ‬تحت‭ ‬الباط

                        ‬تجي‭ ‬من‭ ‬غادي‭ ‬تدعفس

هذه‭ ‬بعض‭ ‬الكلمات‭ ‬وهناك‭ ‬غيرها‭ ‬على‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬أنَّ‭ ‬تهتم‭ ‬بهذا‭ ‬المأثور‭ ‬الشعبي‭.‬

‭-‬خلاصة‭ ‬هذه‭ ‬المتابعة‭ ‬فقد‭ ‬أجمعتْ‭ ‬الآراء‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬عودتنا‭ ‬إلى‭ ‬عاداتنا‭ ‬وتقاليدنا‭ ‬الشعبية،‭ ‬وذلك‭ ‬الموروث‭ ‬الأصيل‭ ‬الذي‭ ‬يرجع‭ ‬بنا‭ ‬إلى‭ ‬حضارة‭ ‬جد‭ ‬عريقة‭ ‬أسسها‭ ‬أجدادنا‭ ‬وآباؤنا‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬ونحن‭ ‬اليوم‭ ‬نطالب‭ ‬كُتَّابنا،‭ ‬وأدباؤنا‭ ‬الأفاضل‭ ‬جمع‭ ‬هذا‭ ‬المأثور‭ ‬والمحافظة‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬الضياع‭.‬

في‭ ‬عصر‭ ‬العولمة‭ ‬كيف‭ ‬ينافس‭ ‬الموروث؟

كنا‭ ‬نهدهد‭ ‬للوليد‭ ‬لينام‭ .. ‬ونغني‭ ‬له‭ ‬ليقف‭ ‬ويمشي‭ .. ‬و‭ ‬الآن‭ ‬ضاعت‭ ‬تلك‭ ‬الاغنيات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى