ثقافة

عن بيتٍ تركناه وحيدًا

بيسان عبد الرحيم- فلسطين 

‏بعد ساعات طويلة من مناقشة رسالة الأخلاء، كان علينا ان نحمل ما تبقى منا لِننجو

ألتقط صور ذكرياتنا،

‏‎أعرف عيون والدي جيدًا، بل لا أعرف من الدنيا سوى عينيه، كان يحمل كل زاوية في عسليتيه 

‏‎أرى تلك النظرة تحديدًا لأقول لهُ خطوتي مرهونة بخطوتك، وبعد مفاوضات أتفقنا على تأمين ذهاب الجميع ثم نذهب بعدهم 

‏‎حينها تذكرت أخي يوسف يوم السفر، عندما كنا نشتم رائحتنا للمرة الأخيرة، قائلًا: ديري بالك ع أهلك 

‏‎إي مسؤولية نهضت عليها صباحًا؟ لِتبدو الأشد

‏‎ومن قال لكم أنني كنت مستعدة لأكون اليد التي تحتضن وفي حقيقة الامر أحتاج الحضن

‏‎وفي سؤال حقيبة العدوان: شو ناخد معنا؟ 

‏‎لم يكن هناك متسع لكل تلك الذكريات، بل كنت انسج في مخيلتي ذكريات أنتظرها

‏إي ذكريات تكتب! 

‏‎خط يد أمي المنحوته على جدرانه؟ 

‏‎وأبي الذي سقى زرعه بعرق جبينه! 

‏‎لهفت أمي لرؤية أقدام الأحفاد منثورة كالدُرر تلتقط آثار التراب من عن الباب؟ أم عيونها وهي تترقب عودتنا للمنزل من الشباك؟ 

‏‎أمي التي تحب الترتيب أكثر من إي شيء، يسعدها أن ترى حفيدها يرتب البيت بطريقته الخاصة، ينفل المحارم الكلنس على الأرض، ثم يأخد إي 

شي في طريقه ويضعه في فمه أولًا ثم على الأرض 

هذا النص لأخر عصفور شمسً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى