رأي

غياب بصمة المرأة الليبية خلف الكاميرا

نجاح مصدق

في‭ ‬عالمٍ‭ ‬يشهد‭ ‬صعوداً‭ ‬ملحوظاً‭ ‬لدور‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المجالات،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬الفنون‭ ‬والإبداع،‭ ‬يبقى‭ ‬غياب‭ ‬المخرجات‭ ‬الليبيات‭ ‬عن‭ ‬المشهد‭ ‬السينمائي‭ ‬المحلي‭ ‬والإقليمي‭ ‬سؤالاً‭ ‬يحفز‭ ‬على‭ ‬التأمل‭ ‬والتساؤل‭. ‬ففي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تتألق‭ ‬فيه‭ ‬مخرجات‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬شقيقة،‭ ‬وتحقق‭ ‬إنجازاتٍ‭ ‬عالمية،‭ ‬تبقى‭ ‬السينما‭ ‬الليبية‭ ‬تفتقر‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬النسائية‭ ‬المميزة‭.‬

إن‭ ‬غياب‭ ‬المخرجات‭ ‬الليبيات‭ ‬عن‭ ‬المشهد‭ ‬السينمائي‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬غياب‭ ‬عدد،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬غياب‭ ‬بصمةٍ‭ ‬مميزة،‭ ‬غياب‭ ‬صوتٍ‭ ‬نسويٍّ‭ ‬يحكي‭ ‬قصصاً‭ ‬واقعية،‭ ‬ويعبر‭ ‬عن‭ ‬هموم‭ ‬وآمال‭ ‬المرأة‭ ‬الليبية‭ ‬مع‭ ‬اني‭ ‬لست‭ ‬مع‭ ‬التصنيف‭ ‬القائل‭ ‬بالسينما‭ ‬النسائية‭ ‬والأدب‭ ‬النسوي‭ ‬تحت‭ ‬أبعاد‭ ‬ذات‭ ‬دلالات‭ ‬الميز‭ ‬والجنادرية‭ ‬ولكن‭ ‬غياب‭ ‬المخرجات‭ ‬السينمائيات‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬الأجيال‭ ‬الشبابية‭ ‬الجديدة‭ ‬استوقفني

‭ ‬ففي‭ ‬ظل‭ ‬تنوع‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تشغل‭ ‬المجتمع‭ ‬الليبي،‭ ‬وتعدد‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬المرأة،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬وجودا‭ ‬لمخرجات‭ ‬ليبيات‭ ‬يتصدين‭ ‬لهذه‭ ‬القضايا،‭ ‬ويقدمن‭ ‬أعمالاً‭ ‬سينمائية‭ ‬تعكس‭ ‬واقعهن‭ ‬وتطلعاتهن‭.‬

إن‭ ‬المقارنة‭ ‬بين‭ ‬الوضع‭ ‬السينمائي‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬وبين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الأخرى،‭ ‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬فجوة‭ ‬كبيرة‭. ‬ففي‭ ‬تونس‭ ‬ومصر،‭ ‬وغيرهما‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬برزت‭ ‬أسماء‭ ‬لامعة‭ ‬لمخرجات‭ ‬حققن‭ ‬نجاحاتٍ‭ ‬باهرة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المحلي‭ ‬والإقليمي‭ ‬والدولي‭. ‬فقد‭ ‬استطعن‭ ‬تقديم‭ ‬أعمال‭ ‬سينمائية‭ ‬ذات‭ ‬جودة‭ ‬عالية،‭ ‬تناولت‭ ‬قضايا‭ ‬اجتماعية‭ ‬وسياسية،‭ ‬وحازت‭ ‬على‭ ‬إعجاب‭ ‬النقاد‭ ‬والجمهور‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭ ‬مثل

هند‭ ‬البكري‭ ‬نجوى‭ ‬الخشيمي‭  ‬الفائزة‭ ‬بفيلم‭ ‬أمي‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬ليبيا‭ ‬السينمائي‭ ‬و‭  

نايلة‭ ‬التليلي‭  ‬وإيناس‭ ‬الدغيدي‭ ‬وغيرهن‭ ‬كثر‭ ‬فبسبب‭ ‬غياب‭ ‬الدعم‭ ‬المادي‭ ‬والمعنوي‭ ‬وغياب‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬وغياب‭ ‬التوجيه‭ ‬والإرشاد‭ ‬والتحديات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬تاثر‭ ‬وجود‭ ‬المخرجات‭ ‬الليبيات‭ ‬وكان‭ ‬سببا‭ ‬في

غيابهن‭ ‬عن‭ ‬المشهد‭ ‬السينمائي‭ ‬والذي‭ ‬يعد‭ ‬خسارة‭ ‬كبيرة‭ ‬للسينما‭ ‬الليبية‭ ‬وللمرأة‭ ‬الليبية‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬المرأة‭ ‬الليبية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬هناك‭ ‬أمل‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭. ‬فبإرادة‭ ‬الشابات‭ ‬الراغبات‭ ‬في‭ ‬اقتحام‭ ‬مجال‭ ‬الإخراج‭ ‬السينمائي‭ ‬ودعم‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬والخاصة،‭ ‬يمكن‭ ‬للسينما‭ ‬الليبية‭ ‬أن‭ ‬تشهد‭ ‬نهضة‭ ‬جديدة،‭ ‬تساهم‭ ‬فيها‭ ‬المرأة‭ ‬بشكل‭ ‬فعال‭ ‬و‭ ‬أدعو‭  ‬المخرجات‭ ‬الليبيات‭ ‬ان‭ ‬وجدت‭ ‬إلى‭ ‬التمسك‭ ‬بأحلامهن،‭ ‬والعمل‭ ‬بجد‭ ‬واجتهاد‭ ‬لتحقيق‭ ‬طموحاتهن‭. ‬فصوت‭ ‬المرأة‭ ‬الليبية‭ ‬يستحق‭ ‬أن‭ ‬يُسمع،‭ ‬ورؤيتها‭ ‬تستحق‭ ‬أن‭ ‬تُعرض‭ ‬على‭ ‬الشاشة‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى