ثقافة

آراء ومقترحات: معرض الكتاب في عيون المبدعيــن

الكاتب‭ ‬جمعة‭ ‬بوكليب‭ ‬

في‭ ‬غياب‭ ‬واضح‭ ‬لوزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬وغياب‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬الترويج‭ ‬للكتب‭ ‬وإقامة‭ ‬المعارض‭ .‬

أقيم‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬معرض‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬للكتاب‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬استضافة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬النشر‭ ‬الليبية‭  ‬والعربية‭ ‬من‭ )‬مصر،‭ ‬والمغرب‭ ‬والأردن،‭ ‬ولبنان‭( ‬غيرها‭ ‬وبمناسبة‭ ‬هذا‭ ‬المحفل‭ ‬أقيمتْ‭ ‬عديد‭ ‬الأمسيات‭ ‬والندوات‭ ‬الثقافية‭ ‬على‭ ‬هامشه‭ ‬شارك‭ ‬فيها‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬المثقفين‭ ‬والكتَّاب،‭.‬

جاء‭ ‬المعرض‭ ‬وسط‭ ‬سؤال‭ ‬بل،‭ ‬وأحياناً‭ ‬استهجان‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬المثقفين‭ ‬لغياب‭ ‬دور‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬ولهذا‭ ‬جاء‭ ‬الاستطلاع‭ ‬لتوضيح‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬ومعرفة‭ ‬آراء‭ ‬المثقفين‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ … ‬

وزارة‭ ‬الثقافـــة‭ ‬اسم‭ ‬بلا‭ ‬معنى

‭ ‬الجدل‭ ‬الدائر‭ ‬حول‭ ‬قيام‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬بتنظيم‭ ‬معرض‭ ‬دولي‭ ‬للكتاب‭ ‬في‭ ‬طرابلس‭ ‬بعد‭ ‬غياب‭ ‬استمر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عقد‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬مبررٌ،‭ ‬وليس‭ ‬مجرد‭ ‬زوبعة‭ ‬في‭ ‬فنجان‭. ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الاثنين‭ ‬ضيقة‭ ‬جداً،‭ ‬وتنحصر‭ ‬في‭ ‬نوعية‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬الكتب‭: ‬كتب‭ ‬القانون‭. ‬لكن‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يمنعنا‭ ‬من‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬زاوية‭ ‬أخرى‭. ‬القائمون‭ ‬على‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬وجدوا‭ ‬الساحة‭ ‬فارغة،‭ ‬ووزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬مجرد‭ ‬اسم‭ ‬بلا‭ ‬معنى،‭ ‬تغط‭ ‬في‭ ‬سبات‭ ‬عميق‭ ‬منذ‭ ‬سنوات،‭ ‬وكأن‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‭ ‬بالثقافة‭ ‬وبالمثقفين‭ ‬وبالكتب‭ ‬ودور‭ ‬النشر،‭ ‬وشخصياً،‭ ‬لم‭ ‬اكترث‭ ‬كثيرًا‭ ‬لمن‭ ‬وراء‭ ‬فكرة‭ ‬اقامة‭ ‬معرض‭ ‬للكتب،‭ ‬بل‭ ‬اكتراثي‭ ‬بنشاط‭ ‬ثقافي‭ ‬يعود‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬بالنفع‭. ‬

المعرض‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬كان‭ ‬ناجحًا،‭ ‬كونه‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬بعث‭ ‬الحياة‭ ‬الثقافية،‭ ‬واتاح‭ ‬للكتَّاب‭ ‬وللقراء‭ ‬ولدور‭ ‬النشر‭ ‬فرصة‭ ‬ثمينة‭ ‬للحضور‭ ‬واللقاء‭ ‬والحوار‭. ‬ورغم‭ ‬ذلك،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬الاشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬افتقاد‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬المعرض‭ ‬من‭ ‬‮«‬رجال‭ ‬ونساء‮»‬‭ ‬النيابة‭ ‬للعامة‭ ‬لتجربة‭ ‬تنظيم‭ ‬معارض‭ ‬الكتب،‭ ‬ويؤخذ‭ ‬عليهم‭ ‬عدم‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الخبرات،‭ ‬قد‭ ‬افضى‭ ‬بهم‭ ‬إلى‭ ‬الوقوع‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأخطاء‭ ‬التنظيمية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬جدًا‭ ‬تلافيها‭. ‬ونأمل‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬استوعبوا‭ ‬تلك‭ ‬الاخطاء‭ ‬كي‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬تفاديها‭ ‬مستقبلاً‭. ‬ومن‭ ‬اهمها‭ ‬مسألة‭ ‬تنظيم‭ ‬المناشط‭ ‬الثقافية‭ ‬بجدول‭ ‬زمني‭ ‬يتيح‭ ‬للجمهور‭ ‬حضورها‭. ‬إذ‭ ‬لوحظ‭ ‬الإعلان‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬مناشط‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬متزامنة‭. ‬وهذا‭ ‬خطأ‭ ‬تنظيمي‭ ‬حرم‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬حضور‭ ‬بعض‭ ‬المناشط‭ ‬المهمة‭. ‬

الملاحظة‭ ‬الثانية‭ ‬أن‭ ‬معارض‭ ‬الكتب‭ ‬تستقطب‭ ‬جمهورًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬من‭ ‬محبي‭ ‬الكتب‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬تقدمه‭ ‬من‭ ‬تخفيضات‭ ‬في‭ ‬الأسعار،‭ ‬وهذه‭ ‬الميزة‭ ‬افتقدها‭ ‬معرض‭ ‬الكتب‭ ‬الأخير،‭ ‬إذ‭ ‬لاحظنا‭ ‬أن‭ ‬اسعار‭ ‬الكتب‭ ‬في‭ ‬المعرض‭ ‬لا‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬أسعار‭ ‬المكتبات‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬قدمته‭ ‬النيابة‭ ‬لدور‭ ‬النشر‭ ‬من‭ ‬تسهيلات‭ ‬مجانية،‭ ‬كان‭ ‬متوقعًا‭ ‬أن‭ ‬تنعكس‭ ‬ايجابًا‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬الكتب‭. ‬أي‭ ‬بتخفيضها‭ ‬بنسبة‭ ‬معقولة‭. ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تفعل،‭ ‬ولم‭ ‬يقم‭ ‬المسؤولون‭ ‬في‭ ‬النيابة‭ ‬بمتابعة‭ ‬الموضوع‭ ‬بما‭ ‬يستحق‭ ‬من‭ ‬اهتمام،‭ ‬وحث‭ ‬الناشرين‭ ‬العارضين‭ ‬على‮ ‬‭ ‬تخفيض‭ ‬الاسعار‭. ‬

الملاحظة‭ ‬الثالثة‭ ‬والتي‭ ‬تهمني‭ ‬شخصيًا‭ ‬ككاتب‭ ‬ومؤلف‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬المسؤولين‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬المناشط‭ ‬الثقافية‭ ‬تجاهلوا‭ ‬تقديم‭ ‬مكافآت‭ ‬مالية‭ ‬للمحاضرين‭ ‬والمشاركين‭ ‬في‭ ‬الندوات‭ ‬والامسيات،‭ ‬أي‭ ‬أنهم‭ ‬خرجوا‭ ‬على‭ ‬القاعدة‭ ‬المتبعة‭ ‬في‭ ‬معارض‭ ‬الكتب‭. ‬والقاعدة‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬المعرض‭ ‬تلتزم‭ ‬بدفع‭ ‬تكاليف‭ ‬سفر‭ ‬واقامة‭ ‬المدعوين‭ ‬من‭ ‬الكتَّاب‭ ‬والمحاضرين‭ ‬وتقديم‭ ‬مكافأة‭ ‬مالية‭. ‬وأنا‭ ‬شخصيا‭ ‬انسحبتُ‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬أمسية‭ ‬قصصية‭ ‬حين‭ ‬علمت‭ ‬أن‭ ‬الجهة‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬المناشط‭ ‬الثقافية‭ ‬لن‭ ‬تدفع‭ ‬ليَّ‭ ‬شيئا‭ ‬لقاء‭ ‬مشاركتي‭. ‬الكتَّاب‭ ‬ليسوا‭ ‬جمعية‭ ‬خيرية،‭ ‬وهيئة‭ ‬احسان‭. ‬هم‭ ‬مواطنون‭ ‬ليس‭ ‬لديهم‭ ‬دخل‭ ‬سوى‭ ‬ما‭ ‬يتلقونه‭ ‬لقاء‭ ‬نشر‭ ‬نتاجهم‭ ‬ومشاركتهم‭ .. ‬وهذا‭ ‬للعلم‭. ‬

واجمالاً،‭ ‬فإن‭ ‬الملاحظات‭ ‬اعلاه‭ ‬لن‭ ‬تبخس‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬حقها‭ ‬في‭ ‬الشكر‭ ‬على‭ ‬جهودها‭ ‬في‭ ‬ضخ‭ ‬الحياة‭ ‬الثقافية‭ ‬المحتضرة‭ ‬في‭ ‬طرابلس‭ ‬بجرعة‭ ‬من‭ ‬حيوية‭ ‬انعشتها‭. ‬فلهم‭ ‬الشكر‭ ‬على‭ ‬جهودهم‭. ‬

ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬

الكاتب‭ ‬مفتاح‭ ‬قناو‭ ‬

الحمد‭ ‬لله‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬حال‭ ‬شكرا‭ ‬لكم‭ ‬على‭ ‬طرح‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ..‬

المعرض‭ ‬جيد‭ ‬وقد‭ ‬جاء‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬ركود‭ ‬طويلة،‭ ‬فآخر‭ ‬معرض‭ ‬كتاب‭ ‬كان‭ ‬قبل‭ ‬11‭ ‬سنة‭. ‬

لكن‭ ‬يلاحظ‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الكتب،‮ ‬‭ ‬وهذا‭ ‬ناتج‭ ‬اولا‭ ‬عن‭ ‬انخفاض‭ ‬قيمة‭ ‬الدينار‭ ‬الليبي‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬مشترياتي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬كثيرة‭ ‬اشتريتُ‭ ‬روايتين‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭. ‬

بالنسبة‭ ‬للمقترحات،‮ ‬‭ ‬لجنة‭ ‬النشاط‭ ‬الثقافي‭ ‬المصاحب‭ ‬للمعرض‭ ‬كانت‭ ‬مرتبكة‭ ‬قليلا‭ ‬فلا‭ ‬وجود‭ ‬للإعلانات‭ ‬المعلقة‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬النشاطات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬مجملها‭ ‬جيدة‭ ‬لذلك‭ ‬لم‭ ‬يحضرها‭ ‬إلا‭ ‬قلة‭ ‬من‭ ‬المهتمين،‮ ‬‭ ‬ولم‭ ‬يعلم‭ ‬بها‭ ‬عامة‭ ‬زوار‭ ‬المعرض‭.‬

نتمنى‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬الدورة‭ ‬الثانية‭ ‬للمعرض‭ ‬في‭ ‬موعدها‭ ‬العام‭ ‬القادم‭ ‬،‭ ‬وأن‭ ‬لا‭ ‬ينقطع‭ ‬هذا‭ ‬المعرض‭ ‬مثل‭ ‬سابقيه‭.‬

خانوا‭ ‬القسم‭ !!‬

الكاتبة‭ ‬أسماء‭ ‬الأسطى‭ ‬

بقدر‭ ‬ما‭ ‬اسعدنا‭ ‬تواتر‭ ‬خبر‭ ‬معرض‭ ‬للكتاب‭.. ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬أثارت‭ ‬استغرابنا‭ ‬الجهة‭ ‬التي‭ ‬تصدرت‭ ‬عنوانه‭… ‬لقد‭ ‬عرفنا‭ ‬أن‭ ‬لكل‭ ‬جهة‭ ‬اختصاصات‭ ‬لا‭ ‬تخرج‭ ‬عنها‭ ‬قانونًا‭.. ‬وضمانًا‭ ‬لمنع‭ ‬تعارض‭ ‬المهام‭ ‬او‭ ‬ازدواجيتها‭ ‬مثلا‭.‬

ربما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الأجدر‭ ‬إقامة‭ ‬معرض‭ ‬متخصص‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬القانونية‭ ‬فحسب‭.. ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬شائع‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تأمين‭ ‬احتياجات‭ ‬مراكز‭ ‬البحوث‭ ‬العلمية‭ ‬والجهات‭ ‬الاكاديمية‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭… ‬أما‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬عامًا‭.. ‬فهنا‭ ‬وقعت‭ ‬عديد‭ ‬الأخطاء‭ ‬نسرد‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬يلي‭:‬

أولاها‭ ‬هو‭ ‬التعدي‭ ‬على‭ ‬اختصاصات‭ ‬وزارة‭ ‬سيادية‭ ‬صحيح‭ ‬انها‭ ‬متعثرة‭ ‬وخائبة‭ ‬وفاشلة‭.. ‬لكن‭ ‬معرض‭ ‬عام‭ ‬للكتاب‭ ‬هو‭ ‬اختصاص‭ ‬أصيل‭ ‬لها‭.‬

ثانيها‭ ‬هو‭ ‬تصدر‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬عنوان‭ ‬معرض‭ ‬للكتاب‭ ‬تنفق‭ ‬وتشرف‭ ‬عليه‭.. ‬خارقة‭ ‬حققت‭ ‬بها‭ ‬سابقة‭ ‬عند‭ ‬توسطها‭ ‬لعنوان‭ ‬معرض‭ ‬أثار‭ ‬من‭ ‬السخرية‭ ‬والرثاء‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬اثاره‭ ‬من‭ ‬الدهشة‭ ‬وتعذر‭ ‬الفهم‭… ‬فأغلب‭ ‬المعارض‭ ‬تتخذ‭ ‬من‭ ‬اسم‭ ‬الدولة‭ ‬أو‭ ‬المدينة‭ ‬عنواًنا‭ ‬لها‭.. ‬لا‭ ‬اسم‭ ‬الجهة‭ ‬التي‭ ‬انفقت‭ ‬على‭ ‬اقامته‭!‬

ثالثًا‭: ‬سوق‭ ‬الكتاب‭ ‬يصحبه‭ ‬دومًا‭ ‬تخفيض‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭ ‬حتى‭ ‬يشجع‭ ‬القراء‭ ‬والباحثين‭ ‬على‭ ‬الاقتناء‭.. ‬محليًا‭ ‬شهد‭ ‬عقد‭ ‬الثمانينيات‭ ‬على‭ ‬تخفيض‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭  ‬50٪‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬أديبنا‭ ‬الراحل‭ ‬محمد‭ ‬الزّوي‭ ‬رغم‭ ‬الديون‭ ‬التي‭ ‬لاحقتهم‭ ‬لعقود‭! ‬ما‭ ‬يتنافى‭ ‬وهذا‭ ‬العرس‭ ‬الفخم‭ ‬غير‭ ‬البهيج‭.. ‬

مستندًا‭ – ‬رحمه‭ ‬الله‭- ‬إلى‭ ‬مقولة‭ ‬خضراء‭ ‬أراد‭ ‬به‭ ‬خيرًا‭ ‬وهي‭ )‬المعرفة‭ ‬حق‭ ‬طبيعي‭…( ‬أخبرني‭ ‬وقتها‭.. )‬لنحاربهم‭ ‬بشعاراتهم‭ ‬ونستفد‭!(. ‬

رابعا‭: ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالإخفاق‭ ‬الثقافي‭.. ‬بانحسار‭ ‬دور‭ ‬المكتبة‭ ‬العامة‭ ‬و‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬منها‭ ‬من‭ ‬مخازن‭ ‬يعمها‭ ‬العطن‮ ‬‭ ‬لنتاج‭ ‬تجاوزه‭ ‬العالم‭ ‬وميت‭ ‬ثقافيًا‭ ‬فلا‭ ‬تزويد‭ ‬ولا‭ ‬تحديث‭ ‬للمقتنيات‭ ‬ولا‭ ‬دور‭ ‬للاشعاع‭ ‬الفكري‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬كما‭ ‬تحولت‭ ‬اغلب‭ ‬المكتبات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬لمكب‭ ‬من‭ ‬الركام‭ ‬عديم‭ ‬النفع‭ ‬والقيمة‭.‬

سؤالنا؟‭ .. ‬هل‭ ‬لو‭ ‬توافر‭ ‬لدينا‭ ‬مكتبات‭ ‬تشبه‭ ‬ما‭ ‬نشهده‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬تحترم‭ ‬شعبها‭ ‬وتسد‭ ‬حاجته‭ ‬من‭ ‬روافد‭ ‬الفكر‭ ‬والمعرفة‭ ‬ما‭ ‬يدعونا‭ ‬إلى‭ ‬دفع‭ ‬مرتباتنا‭ ‬الهزيلة‭ ‬المتأخرة‭ ‬دوما‭.. ‬المتنازع‭ ‬عليها‭ ‬عائليًا‭ ‬في‭ ‬سد‭ ‬ثقوب‭ ‬الاولويات‭.. ‬هل‭ ‬كنا‭ ‬سنضطر‭ ‬كل‭ ‬حين‭ ‬لتدبر‭ ‬أماكن‭ ‬تخزين‭ ‬لا‭ ‬تتسع‭ ‬لها‭ ‬بيوتنا‭ ‬الضيقة‭.. ‬ولا‭ ‬تنهش‭ ‬من‭ ‬مداخيلنا‭ ‬ما‭ ‬يشبع‭ ‬جوعنا‭ ‬الابدي؟‭ ‬

إنّ‭ ‬الثراء‭ ‬والبذخ‭ ‬في‭ ‬الإنفاق‭ ‬تشهد‭ ‬عليه‭ ‬مستودعات‭ ‬عرض‭ ‬دور‭ ‬النشر‭ ‬الواسعة‭ .. ‬المكيفة‭.. ‬بسجادها‭ ‬الفاخر‭.. ‬ورفوفها‭ ‬البيضاء‭ ‬الأنيقة‭.. ‬وموائد‭ ‬بوفيهات‭ ‬نشاطها‭ ‬الثقافي‭… ‬في‭ ‬حين‭ ‬التقتر‭ ‬الواضح‭ ‬تجاه‭ ‬من‮ ‬‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬ندوات،‭ ‬ومحاضرات‭ ‬مجانية‭ .. ‬ما‭ ‬فتح‭ ‬الباب‭ ‬لتجاور‭ ‬ظالم‭ ‬جمع‭ ‬أهل‭ ‬العلم‭ ‬مع‭ ‬عشاق‭ ‬اعتلاء‭ ‬المنابر‭.. ‬وايضا‭ ‬عاب‭ ‬خياراته‭ ‬الانحياز‭ ‬الذكوري‭ ‬عمومًا‭! ‬

القضية‭ ‬الحقيقية‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬اننا‭ ‬لا‭ ‬نتعلم‭.. ‬ولا‭ ‬نستفد‭ ‬مما‭ ‬نتعثر‭ ‬فيه‭ ‬دومًا‭.. ‬ولا‭ ‬نقتد‭ ‬بمن‭ ‬سبقونا‭.. ‬ولا‭ ‬نسمع‭ ‬لأهل‭ ‬الاختصاص‭.. ‬فتزدحم‭ ‬الاجتماعات‭ ‬التمهيدية‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬المحافل‭ ‬بالآفاقين‭ ‬والتجار‭ ‬وصائدي‭ ‬الفرص‭ ‬و‭ ‬اللصوص‭. ‬

المهم‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬ومن‭ ‬يمثلها‭ ‬جميعهم‭.. ‬قد‭ ‬خانوا‭ ‬القسم‭.. ‬وانغمسوا‭ ‬فيما‭ ‬لم‭ ‬يقسموا‭ ‬عليه‭.. ‬ونخشى‭ ‬ابتعادهم‭ ‬عما‭ ‬يقع‭ ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬مهام‭ ‬أصيلة‭ ‬مستقبلا‭ .. ‬من‭ ‬ملاحقة‭ ‬لصوص‭ ‬المال‭ ‬العام‭ ‬بالتحقيقات‭ ‬القانونية‭.. ‬وفي‭ ‬انفاذ‭ ‬أحكام‭ ‬المحاكمات‭ ‬العادلة‭. ‬

من‭ ‬تمنينا‭ ‬حمايتهم‭ ‬لنا‭.. ‬قد‭ ‬تآمروا‭ ‬على‭ ‬استغلال‭ ‬احتياجنا‭ ‬الثقافي‭.. ‬شكرًا‭ ‬لحمايتكم‭ ‬المستهلك‭ ‬وتعزيزكم‭ ‬الكبير‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الثقافية‭.‬

أمر‭ ‬محير

الكاتب‭ ‬يونس‭ ‬الفنادي‭ ‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬تنظيم‭ ‬معرض‭ ‬للكتاب‭ ‬يُعد‭ ‬عرساً‭ ‬ووليمةً‭ ‬ثقافية‭ ‬وفكرية‭ ‬دسمة‭ ‬وباذخة‭ ‬لعشاق‭ ‬الحرف‭ ‬والكلمة‭. ‬ومدينتنا‭ ‬طرابلس‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬لم‭ ‬تشهد‭ ‬هذا‭ ‬العرس‭ ‬الجميل‭. ‬ولكن‭ ‬تنظيم‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬وهي‭ ‬جهة‭ ‬حكومية‭ ‬بعيدة‭ ‬جداً‭ ‬عن‭ ‬العلاقة‭ ‬بالكتاب‭ ‬لهذا‭ ‬المعرض‭ ‬يثير‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأسئلة،‭ ‬وحتى‭ ‬إن‭ ‬سلّمنا‭ ‬بصلتها‭ ‬القوية‭ ‬بالكتب‭ ‬والإصدارات‭ ‬القانونية‭ ‬والتشريعية‭ ‬في‭ ‬مجالها‭ ‬التخصصي،‭ ‬فيا‭ ‬ترى‭ ‬ما‭ ‬علاقتها‭ ‬بكتب‭ ‬الآداب‭ ‬والعلوم‭ ‬التطبيقية‭ ‬في‭ ‬الرواية‭ ‬والشعر‭ ‬والمسرح‭ ‬والموسيقى‭ ‬و‭…‬الحاسب‭ ‬الآلي‭ ‬والجغرافيا‭ ‬وميكانيكا‭ ‬السيارات‭ ‬وغيرها‭ .. ‬فعلاً‭ ‬تنظيم‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬لهذا‭ ‬المعرض‭ ‬الدولي‭ .. ‬أمرٌ‭ ‬محير‭ ..‬‭ ‬فيا‭ ‬ترى‭ ‬هل‭ ‬قامت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬بجميع‭ ‬الأعمال‭ ‬الأصيلة‭ ‬المكلفة‭ ‬بها‭ ‬ووجدت‭ ‬وقتاً‭ ‬فائضاً‭ ‬لتنظيم‭ ‬هذا‭ ‬المعرض‭ ‬الرائع؟‭ ‬وربما‭ ‬ينال‭ ‬هذا‭ ‬التنظيم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التندر‭ ‬والسخرية‭ ‬والتشكيك‭ ‬في‭ ‬تبعية‭ ‬الناشر‭ ‬الليبي‭.‬ورغم‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬توجيه‭ ‬أسمى‭ ‬آيات‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬شارك‭ ‬ونظم‭ ‬هذا‭ ‬المعرض‭ ‬الدولي‭ ‬للكتاب‭ ‬بمدينة‭ ‬طرابلس‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تخلت‭ ‬أو‭ ‬تقاعست‭ ‬عنه‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬المعنية‭ ‬الأولى‭ ‬والمختصة‭ ‬بتنظيم‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬الوطني‭ ‬العالمي،‭ ‬والتي‭ ‬للأسف‭ ‬ظلت‭ ‬تشكل‭ ‬لجان‭ ‬التنظيم‭ ‬وتنشر‭ ‬الإعلانات‭ ‬والوعود‭ ‬بالتنظيم‭ ‬ولكنها‭ ‬لم‭ ‬تلتزم‭ ‬بها‭ ‬ففقدت‭ ‬ثقة‭ ‬المثقف‭ ‬والناشر‭ ‬والمواطن‭ ‬المتلهف‭ ‬بكل‭ ‬شوق‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬المعارض‭ ‬الرائعة‭.‬

وضمن‭ ‬الفعاليات‭ ‬الثقافية‭ ‬لهذا‭ ‬المعرض‭ ‬تشرفتُ‭ ‬بإدارة‭ ‬حوارية‭ )‬القانوني‭ ‬أديباً‭( ‬وأشكر‭ ‬من‭ ‬رشحني‭ ‬لذلك،‭ ‬وأيضاً‭ ‬من‭ ‬اختار‭ ‬عنوان‭ ‬الحوارية‭ ‬المميز،‭ ‬وكذلك‭ ‬الضيوف‭ ‬المشاركين‭: ‬المحامية‭ ‬القاصة‭ ‬عزة‭ ‬كامل‭ ‬المقهور،‭ ‬وأستاذ‭ ‬القانون‭ ‬الشاعر‭ ‬عمر‭ ‬عبدالدائم،‭ ‬والفنان‭ ‬المسرحي‭ ‬والشاعر‭ ‬المحامي‭ ‬أكرم‭ ‬مفتاح‭ ‬اليسير‭. ‬كما‭ ‬سأشارك‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬

‭)‬كتاب‭ ‬القصة‭ ‬القصيرة‭ ‬في‭ ‬ليبي‭( ‬للدكتورة‭ ‬فوزية‭ ‬بريون‭ ‬بعد‭ ‬غدِ‭ ‬الأربعاء‭ ‬إن‭ ‬شاء‭ ‬الله‭.‬أيام‭ ‬المعرض‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬إطلالة‭ ‬على‭ ‬الإصدارات‭ ‬الكتبية‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬لقاءات‭ ‬بين‭ ‬أهل‭ ‬الكتابة‭ ‬والناشرين‭ ‬والأدباء‭ ‬والشعراء‭ ‬وهذه‭ ‬اللقاءات‭ ‬تعد‭ ‬مكسباً‭ ‬كبيراً،‭ ‬يعود‭ ‬بالفائدة‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬لذلك‭ ‬نأمل‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المعارض‭ ‬والمزيد‭ ‬من‭ ‬الإصدارات‭ ‬والمزيد‭ ‬من‭ ‬اللقاءات‭ ‬مع‭ ‬أهل‭ ‬الفكر‭ ‬والثقافة‭ ‬والكتاب‭. ‬

بادرة‭ ‬ممتازة

الصحفيةنجاح‭ ‬مصدق‭ ‬

فكرة‭ ‬المعرض‭ ‬بعد‮ ‬‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الركود‭ ‬تعد‮ ‬‭ ‬بادرة‭ ‬ممتازة‭ ‬وذات‭ ‬جدوى‭ ‬اياً‭ ‬كانت‭ ‬الجهة‭ ‬المنظمة‮ ‬‭ .. ‬احتضان‭ ‬المعرض‭ ‬لاكثر‭ ‬من‭ ‬44‭ ‬دار‭ ‬نشر‮ ‬‭ ‬مختلفة‭ ‬شيء‭ ‬يبهج‭ ‬القلب‭ ‬ويمكن‭ ‬اعتباره‭ ‬تاسيسًا‭ ‬لتدريب‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬على‭ ‬الاحتكاك‭ ‬بالكتب‭ ‬بالعناوين‭ ‬بالأغلفة‭ ‬اي‭ ‬خلق‭ ‬ثقافة‭ ‬بصرية‭ ‬مصدرها‭ ‬الكتاب‭ .. ‬اضافة‭ ‬لاهمية‭ ‬ما‭ ‬يعرض‭ ‬للطلبة‭ ‬والباحاث‭ ‬والمؤلفين‭ ‬والكتاب‭ ‬ودور‭ ‬النشر‭ ‬إجمالا‭.‬

سعدت‭ ‬بهذا‭ ‬المعرض‭ ‬جدًا‭ ‬وبتنظيمه‭ ‬وقاعاته‭ ‬وان‭ ‬كان‮ ‬‭ ‬الجمهور‭ ‬اغلبه‭ ‬يعده‭ ‬حدثا‭ ‬ثقافيا‭ ‬ترفيهيا‭ ‬منعتهم‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الكتب‭ ‬من‭ ‬اشتراء‭ ‬اكبر‭ ‬عدد‭ ‬إلا‭ ‬انها‭ ‬خطوة‭ ‬فالاتجاه‭ ‬الصحيح‭ ‬اضافة‭ ‬للمناشط‭ ‬والندوات‭ ‬المصاحبة‭ ‬للمعرض‭ ‬والمواضيع‭ ‬المثارة‭ ‬ذات‭ ‬أهمية‭ .‬

ما‭ ‬تمنيته‭ ‬توضيحات‭ ‬او‭ ‬ترشيد‭ ‬للزائر‭ ‬عن‮ ‬‭ ‬وجود‭ ‬اسماء‭ ‬لدور‭ ‬النشر‭ ‬أمام‭ ‬كل‭ ‬قاعة‭ ‬كان‭ ‬سيوفر‭ ‬جهدًا‭ ‬ووقتًا‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬شروط‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬النشر‮ ‬‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬الأسعار‭ ‬طالما‮ ‬‭ ‬المعرض‭ ‬لم‭ ‬يفرض‭ ‬تضييقات‭ ‬ومنح‭ ‬ارضه‭ ‬مجانًا‮ ‬‭ ‬للمشاركة‭ ‬اما‭ ‬عن‭ ‬المشتريات‭ ‬هناك‭ ‬كتب‭ ‬تمكنت‭ ‬من‮ ‬‭ ‬الاطلاع‭ ‬عليها‭ ‬وكتب‭ ‬تمنيت‭ ‬امتلاكها‭ ‬وكتب‭ ‬قليلة‮  ‬‭ ‬اشتريتها‭ ‬كالادب‭ ‬السري‮ ‬‭ ‬لمسلمي‭ ‬إسبانيا‭ ‬الأواخر‭ ‬ومؤلفات‭ ‬لكتاب‭ ‬ليبيين‭ ‬

كل‭ ‬امنياتي‭ ‬أن‭ ‬يستمر‭ ‬هذا‭ ‬المعرض‭ ‬لسنوات‭ ‬قادمة‮ ‬‭ ‬لخلق‭ ‬فضاء‭ ‬ثقافي‭ ‬تفاعلي‭ ‬بين‭ ‬الجمهور‭ ‬والكتب‭ ‬والاستثمار‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الثقافي‮ ‬‭ ‬بشكل‭ ‬أوسع‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى