رأي

ضاحية الشبـعانــين

محمد الرحومي

الجوع‭ ‬كافر‭ ‬كما‭ ‬يقولون‭ ‬فمابالك‭ ‬بجوع‭ ‬الصائم‭ ‬الذي‭ ‬يمتد‭ ‬لطيلة‭ ‬يوم‭ ‬كامل‭ .. ‬أما‭ ‬الشبع‭ ‬فهو‭ ‬قيمة‭ ‬غذائية‭ ‬وانسانية‭ ‬أيضا‭ ‬عندما‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬موائد‭ ‬كريمة‭ ‬مترفة‭ ‬بالصدق‭ ‬والتآخي‭ .. ‬

بالأمس‭ ‬كانت‭ ‬عودتي‭ ‬متأخرة‭ ‬من‭ ‬ذاكرة‭ ‬التخزين‭ ‬عمارة‭ ‬المرش‭ ‬صانعة‭ ‬الحرف‭ ‬وسوق‭ ‬الحبر‭ ‬والخبر‭.. ‬لذا‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬محظوظا‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬مع‭ ‬خطوات‭ ‬مابعد‭ ‬العصر‭ ‬كنت‭ ‬منشغل‭ ‬الذاكرة‭ ‬بمسارات‭ ‬هذه‭ ‬الحياة‭ ‬وبهموم‭ ‬مشتركة‭ ‬يعيشها‭ ‬ثلاثة‭ ‬ارباع‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭.. ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬الامور‭ ‬سهلة‭ ‬رغم‭ ‬المعالجات‭ ‬وخيوط‭ ‬الأمل‭ ‬المتجددة‭..‬

العشرة‭ ‬دينار‭ ‬بالكاد‭ ‬تفرح‭ ‬طفل‭ ‬واحد‭ ‬بشرط‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مصر‭ ‬هي‭ ‬المصنعة‭ ‬للطلب‭..‬

وحتى‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬خطواتنا‭ ‬ثمة‭ ‬فارق‭ ‬شاسع‭ ‬بين‭ ‬مسارب‭ ‬الاصالة‭ ‬ومنجز‭ ‬العصر‭.. ‬فارق‭ ‬البساطة‭ ‬والطيبة‭ ‬وبهاء‭ ‬الطبيعة‭ ‬والنقاء‭..‬

تماما‭ ‬كما‭ ‬بنايات‭ ‬التري‭ ‬دي‭ ‬وضرب‭ ‬الباب

لحظات‭ ‬واذا‭ ‬بصديقي‭ ‬الاعلامي‭ ‬زياد‭ ‬إلطيف‭ ‬يهاتفني‭ ‬ويفصل‭ ‬دروب‭ ‬الذاكرة‭ ‬بالواقع‭ ‬وهو‭ ‬تحت‭ ‬تأثير‭ ‬الوهق‭..‬

وفي‭ ‬عجل‭ ‬اخبرني‭ ‬بلهجة‭ ‬الآمر‭ ..‬نبي‭ ‬بازين‭ ‬تاجوري‭ ‬اليوم‭ ‬هي‭ ‬انا‭ ‬جاي

‭.. ‬لم‭ ‬يضف‭ ‬أي‭ ‬كلمة‭ ‬أخرى‭ ‬فالوقت‭ ‬تأخر‭ ‬قليلا

على‭ ‬الفور‭ ‬فتحت‭ ‬الفيس‭ ‬ابحث‭ ‬في‭ ‬اروقته‭ ‬على‭ ‬فواح‭ ‬بير‭ ‬السانية‭ ‬ورشدة‭ ‬الشيف‭ ‬ماطوس‭ ‬والا‭ ‬جزيرة‭ ‬الخمسة‭ ‬وعشرين‭ ‬حتى‭ ‬تم‭ ‬اسري‭ ‬في‭ ‬فيديو‭ ‬مباشر‭ ‬لأخينا‭ ‬وليد‭ ‬الزرقاني‭ ‬ومنها‭ ‬سارت‭ ‬مركبتي‭ ‬إلى‭ ‬الحميدية‭ ‬عالم‭ ‬الرجال‭ #‬ترند‭ ‬المهابة‭ ‬والكرم‭ ‬

هنا‭ ‬انتهت‭ ‬بي‭ ‬الذاكرة‭ ‬أمام‭ ‬قدور‭ ‬الخير‭ ‬التي‭ ‬اجتمع‭ ‬عليها‭ ‬الغني‭ ‬والفقير‭ .. ‬البائس‭ ‬والمنتعش‭ ‬لتكون‭ ‬ذا‭ ‬قيمة‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬كونها‭ ‬طنجرة‭ ‬تسد‭ ‬رمق‭ ‬الصائم‭ ‬وتفرحه‭ ‬بنكهة‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬مقاومتها‭ ..‬

طنجرتك‭ ‬وتعالى‭ ‬لايعي‭ ‬معانيها‭ ‬الا‭ ‬من‭ ‬عاش‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان‭ ‬الحقيقية‭ ..‬

كونوا‭ ‬بخير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى