رأي

الطايح مرفوع هات ماعندك

محمد الرحومي

أن‭ ‬يكون‭ ‬الفساد‭ ‬المالي‭ ‬مجرد‭ ‬حالات‭ ‬تسجل‭ ‬وتحال‭ ‬إلى‭ ‬جهات‭ ‬القضاء‭ ‬هذا‭ ‬شيء‭ ‬متداول‭ ‬عند‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬بنسب‭ ‬مختلفة‭ ‬ومتفاوتة‭.. ‬لكن‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬الفساد‭ ‬ظاهرة‭ ‬منتشرة‭ ‬وغير‭ ‬ومشرعنة‭ ‬فهذه‭ ‬هي‭ ‬الإشكالية‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬خصوصية‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬والدلائل‭ ‬أصبحت‭ ‬واضحة‭ ‬وجلية‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬أهم‭ ‬قطاع‭ ‬وهو‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭.. ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬هناك‭ ‬مجالا‭ ‬للشك‭ ‬بان‭ ‬الفساد‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭ ‬تجاوز‭ ‬حد‭ ‬الخيال‭.. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬السؤال‭ ‬الجدلي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬هو‭.‬‭. ‬أي‭ ‬الفساد‭ ‬أضخم‭..‬هل‭ ‬العلاج‭ ‬بالداخل‭ ‬وهو‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬ام‭ ‬بالخارج‭ ‬وكلاهما‭ ‬يحتفظ‭ ‬لنفسه‭ ‬أرقاما‭ ‬مأهولة‭..‬اما‭ ‬عن‭ ‬المصحات‭ ‬الخاصة‭ ‬فهي‭ ‬لاتختلف‭ ‬على‭ ‬المقابر‭ .. ‬لأنها‭ ‬فعلا‭ ‬أصبحت‭ ‬جزءا‭ ‬لايتجزأ‭ ‬من‭ ‬أسبابها‭..‬

فالميت‭ ‬يخرج‭ ‬من‭ ‬المصحات‭ ‬إلى‭ ‬المقابر‭.. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬يمن‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬برحمة‭ ‬النجاة‭ ‬منها‭ .. ‬هذا‭ ‬بعدما‭ ‬يدفع‭ ‬كل‭ ‬مايملك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬النجاة‭ ‬بل‭ ‬يتجاوز‭ ‬مايملك‭ ‬إلي‭ ‬مصروفات‭ ‬الباب‭ ‬الخامس‭ ‬المستجد‭ ‬وهو‭ ‬باب‭ ‬السلف‭ ‬والدّين‭..‬

المقابر‭ ‬بها‭ ‬رحمة‭ ‬الله‭ ‬والملائكة‭ ‬الذين‭ ‬يسبحون‭ ‬ويستغفرون‭.. ‬أما‭ ‬المصحات‭ ‬فيسكنها‭ ‬المرضى‭ ‬الذين‭ ‬تحاصرهم‭ ‬شياطين‭ ‬الانس‭ ‬وعباد‭ ‬المال‭ ‬ممن‭ ‬تجاوزوا‭ ‬حد‭ ‬المعقول‭ ‬في‭ ‬نهبهم‭ ‬الى‭ ‬نبتة‭ ‬الزقوم‭ ‬التي‭ ‬تتشابه‭ ‬فيها‭ ‬رؤوسهم‭  ‬فهي‭ ‬كرؤوس‭ ‬الشياطين‭..‬

يقولون‭ ‬ان‭ ‬المرض‭ ‬نصف‭ ‬علاجه‭ ‬دواء‭ ‬والنصف‭ ‬الآخر‭ ‬استشفاء‭ ‬بالحالة‭ ‬النفسية‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الروشيتة‭ ‬المعنية‭ ‬براحة‭ ‬البال‭ ‬ليست‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬الصيدليات‭ ‬التي‭ ‬يسكنها‭ ‬أيضا‭ ‬نوع‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬الشياطين‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬حاجتنا‭ ‬لها‭ ‬أسوأ‭ ‬من‭ ‬تجار‭ ‬سوق‭ ‬الكريمية‭ ‬الذين‭ ‬تركوا‭ ‬النيل‭ ‬بحوضه‭ ‬العميق‭ ‬والطويل‭ ‬واستوقفتهم‭ ‬الحياة‭ ‬على‭ ‬حواف‭ ‬ارزاقنا‭ ‬جنوب‭ ‬العاصمة‭ ‬

قضية‭ ‬الفساد‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الصحة‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬مجرد‭ ‬ملف‭ ‬تكدست‭ ‬عليه‭ ‬الآلام‭ ‬والغبار‭ ‬فوق‭ ‬طاولة‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرقابية‭ ‬بل‭ ‬أصبح‭ ‬نارا‭ ‬تأكل‭ ‬جسد‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬ليبي‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬الشعور‭ ‬موزعا‭ ‬حسب‭ ‬قدرة‭ ‬المرض‭..‬

من‭ ‬يراقب‭ ‬المصحات؟‭!‬

وهل‭ ‬هناك‭ ‬حرس‭ ‬بلدي‭ ‬يختص‭ ‬بهذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬تسرق‭ ‬منك‭ ‬كل‭ ‬ماتملك‭ ‬وزيادة‭ ‬وانت‭ ‬في‭ ‬صمت‭ ‬وخوف‭ ‬وعجز‭..‬

ماذا‭ ‬عن‭ ‬تجاوزاتها‭ ‬في‭ ‬المخلفات‭ ‬الطبية‭ ‬وسرقة‭ ‬أجهزة‭ ‬وأدوية‭ ‬المستشفيات‭ ‬العامة‭ ‬وادراجها‭ ‬في‭ ‬منظومة‭ ‬حساباتهم‭ ‬بأرقام‭ ‬خيالية‭..‬

ماذا‭ ‬عن‭ ‬فواتيرهم‭ ‬المغشوشة‭ ‬المكشوفة؟‭!! ‬

ماذا‭ ‬عنا‭ ‬كبلد‭.. ‬هل‭ ‬سنبقى‭ ‬هكذا‭ ‬مائدة‭ ‬مستديرة‭ ‬لكل‭ ‬السراق‭ ‬والمرابين‭ ‬والمجرمين‭..‬؟‭!‬

اسئلة‭ ‬مشرعة‭ ‬وإجابات‭ ‬وان‭ ‬وجدت‭ ‬إلا‭ ‬انها‭ ‬مجرد‭ ‬أهات‭ ‬في‭ ‬صفحات‭ ‬وشاشات‭ ‬الاعلام‭ ‬فقط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى