رأي

عملية جراحية ضرورية

هاشم شليق

ليس‭ ‬من‭ ‬فراغ‭ ‬بداية‭ ‬اهتمام‭ ‬العالم‭ ‬بالشمس‭ ‬والرياح‭ ‬والرمال‭ ‬والمعادن‭ ‬النادرة‭ ‬لدرجة‭ ‬وجود‭ ‬من‭ ‬يسعى‭ ‬للسفر‭ ‬ورائها‭ ‬في‭ ‬كواكب‭ ‬الفضاء‭ ‬الخارجي‭.‬‭.‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬نشأ‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬مجلس‭ ‬حوكمة‭ ‬تتبنى‭ ‬خطوطه‭ ‬العريضة‭ ‬الخوصصة‭ ‬بسبب‭ ‬اقتصار‭ ‬الاعتماد‭ ‬غالبا‭ ‬على‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة‭..‬لكن‭ ‬الإصلاحات‭ ‬تتطلب‭ ‬دفع‭ ‬ثمن‭ ‬باهظ‭ ‬لفترة‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬جني‭ ‬ثمار‭ ‬خطط‭ ‬التحول‭ ‬الإقتصادي‭..‬كما‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬عملية‭ ‬جراحية‭ ‬ناجحة‭ ‬لإطالة‭ ‬عمر‭ ‬إقتصاد‭ ‬الشعوب‭ ‬بدون‭ ‬مضاعفات‭ ‬جانبية‭..‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬السياق‭ ‬ظهر‭ ‬مؤخرا‭ ‬إتجاه‭ ‬متفاعل‭ ‬نحو‭ ‬مصدر‭ ‬جديد‭ ‬للطاقة‭ ‬مثلما‭ ‬ما‭ ‬عرضه‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬بشراء‭ ‬جزيرة‭ ‬غرينلاند‭ ‬الغنية‭ ‬بالموارد‭ ‬الطبيعية‭..‬كما‭ ‬تعمل‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬جمع‭ ‬وتخزين‭ ‬المعادن‭ ‬في‭ ‬قاع‭ ‬المحيط‭ ‬الهاديء‭..‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬علقت‭ ‬الصين‭ ‬صادراتها‭ ‬من‭ ‬سبعة‭ ‬معادن‭ ‬نادرة‭ ‬تشكل‭ ‬شريان‭ ‬شركات‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الفائقة‭ ‬في‭ ‬اليابان‭ ‬وألمانيا‭..‬وقبلها‭ ‬كشف‭ ‬الرئيس‭ ‬الأوكراني‭ ‬عن‭ ‬مخزون‭ ‬هائل‭ ‬من‭ ‬المعادن‭ ‬النادرة‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬مع‭ ‬الأمريكان‭..‬وتتميز‭ ‬المرحلة‭ ‬الحالية‭ ‬من‭ ‬الصراع‭ ‬الإقتصادي‭ ‬بالإنتقال‭ ‬الحاد‭ ‬من‭ ‬المفاوضات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬حول‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬إلى‭ ‬الضغط‭ ‬المتبادل‭ ‬مستقبلا‭ ‬محوره‭ ‬المعادن‭ ‬النادرة‭ ‬والطاقة‭ ‬المتجددة‭..‬وتماشيا‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬نما‭ ‬حجم‭ ‬صناديق‭ ‬الثروة‭ ‬السيادية‭ ‬عالميا‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬المحافظ‭ ‬الاستثمارية‭ ‬بعد‭ ‬استغلال‭ ‬كل‭ ‬مورد‭ ‬طبيعي‭ ‬للدولة‭..‬وهي‭ ‬الآن‭ ‬تدير‭ ‬تريليونات‭ ‬الدولارات‭ ‬مجتمعة‭..‬وفكرتها‭ ‬مثل‭ ‬والدا‭ ‬طفل‭ ‬يضعان‭ ‬في‭ ‬حسابه‭ ‬المصرفي‭ ‬للتوفير‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭ ‬حسب‭ ‬القدرة‭ ‬ليستفيد‭ ‬من‭ ‬الرصيد‭ ‬عند‭ ‬بلوغه‭ ‬سن‭ ‬الرشد‭..‬من‭ ‬هنا‭ ‬تقاس‭ ‬فعالية‭ ‬أية‭ ‬حكومة‭ ‬ودخولها‭ ‬التاريخ‭ ‬بجعل‭ ‬حياة‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬مريحة‭ ‬بعد‭ ‬إتخاذ‭ ‬خطوة‭ ‬استشرافية‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬القرش‭ ‬الأبيض‭ ‬لليوم‭ ‬الأسود‭..‬وذلك‭ ‬بالإدخار‭ ‬وفق‭ ‬سياسات‭ ‬نقدية‭ ‬استباقية‭..‬فأفضل‭ ‬طريقة‭ ‬للتنبؤ‭ ‬بالمستقبل‭ ‬هي‭ ‬صنعه‭..‬لذا‭ ‬ربما‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬تشكيل‭ ‬مجلس‭ ‬حوكمة‭ ‬يقدم‭ ‬توصيات‭ ‬للحكومة‭ ‬تبدأ‭ ‬بالتعويل‭ ‬على‭ ‬عائدات‭ ‬الخصخصة‭..‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يمهد‭ ‬ذلك‭ ‬لبيع‭ ‬الشركات‭ ‬المملوكة‭ ‬للدولة‭ ‬لدعم‭ ‬تأسيس‭ ‬صندوق‭ ‬ثروة‭ ‬سيادي‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬الإدخار‭ ‬عادة‭ ‬رائعة‭ ‬لكن‭ ‬بدون‭ ‬استثمار‭ ‬يضيع‭..‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬صناديق‭ ‬أوروبا‭ ‬الشرقية‭ ‬وأمريكا‭ ‬اللاتينية‭ ‬حيث‭ ‬يستحوذ‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬على‭ ‬حصص‭ ‬يستثمرها‭ ‬في‭ ‬صناعات‭ ‬ناشئة‭ ‬مثل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والطاقة‭ ‬النظيفة‭ ‬لتعزيز‭ ‬القدرة‭ ‬التنافسية‭ ‬الوطنية‭..‬طبعا‭ ‬بعد‭ ‬تجاوز‭ ‬التقلبات‭ ‬الإقتصادية‭  ‬قصيرة‭ ‬الأجل‭ ‬قياسا‭ ‬بعمر‭ ‬الشعوب‭..‬لابد‭ ‬من‭ ‬التنسيق‭ ‬بين‭ ‬وزارتي‭ ‬العمل‭ ‬والتعليم‭ ‬ورجال‭ ‬الأعمال‭ ‬ولما‭ ‬لا‭ ‬تلقي‭ ‬تمويل‭ ‬مؤسسات‭ ‬دولية‭ ‬على‭ ‬هيئة‭ ‬قروض‭ ‬لإستيعاب‭ ‬الخريجين‭ ‬في‭ ‬المشاريع‭ ‬الخاصة‭ ‬الصغرى‭ ‬ودورات‭ ‬تكوين‭ ‬صنعة‭ ‬اليد‭..‬فالتنمية‭ ‬البشرية‭ ‬تعني‭ ‬اليوم‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬بطالة‭ ‬الشباب‭ ‬التي‭ ‬تخفض‭ ‬من‭ ‬معدل‭ ‬الجريمة‭ ‬وبالتالي‭ ‬يقود‭ ‬ذلك‭ ‬لإنتعاش‭ ‬قطاع‭ ‬السياحة‭..‬وشخصيا‭ ‬لاحظت‭ ‬إتجاه‭ ‬شباب‭ ‬الدواخل‭ ‬إلى‭ ‬تربية‭ ‬المواشي‭ ‬كنوع‭ ‬من‭ ‬الإستقلالية‭ ‬مدخل‭ ‬الحرية‭ ‬من‭ ‬البقاء‭ ‬تحت‭ ‬رحمة‭ ‬الدولة‭..‬الشعب‭ ‬الواعي‭ ‬لا‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬مسكنات‭ ‬الأمان‭ ‬الإقتصادي‭ ‬المؤقت‭ ‬لأن‭ ‬المستقبل‭ ‬ملك‭ ‬لمن‭ ‬يستعد‭ ‬له‭ ‬اليوم‭..‬والمقصود‭ ‬الأبناء‭ ‬والأحفاد‭..‬وهذا‭ ‬يتأتى‭ ‬برفع‭ ‬يد‭ ‬الدولة‭ ‬تدريجيا‭ ‬بعد‭ ‬وضع‭ ‬المبضع‭ ‬الجراحي‭ ‬جانبا‭..‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى