رأي

هل فقدنا ترابطنا ..؟!

فايزة صالح

عُرِفَ‭ ‬عن‭ ‬مجتمعنا‭ ‬الليبي‭ ‬قوّة‭ ‬ترابطه‭ ‬وتماسكه‭ ‬الأسري،‭ ‬في‭ ‬السراء‭ ‬والضراء؛‭ ‬حيث‭ ‬الجار‭ ‬كان‭ ‬أقرب‭ ‬من‭ ‬الأخ،‭ ‬واللمّة‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬كانت‭ ‬عادة‭ ‬لا‭ ‬تنقطع‭ ‬لها‭ ‬نكهتها‭ ‬‭.‬

لكن‭ ‬اليوم‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬تغيّر‭ ‬نمط‭ ‬الحياة،‭ ‬وانتشار‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬وتسارع‭ ‬وتيرة‭ ‬الأحداث،‭ ‬لاحظنا‭ ‬تراجعًا‭ ‬واضحًا‭ ‬في‭ ‬قوة‭ ‬العلاقات‭ ‬وضعف‭ ‬في‭ ‬النسيج‭ ‬الاجتماعي‭.‬

أصبحت‭ ‬الزيارات‭ ‬العائلية‭ ‬نادرة،‭ ‬والأصدقاء‭ ‬يكتفون‭ ‬بالرسائل‭ ‬الصوتية‭ ‬بدل‭ ‬اللقاء،‭ ‬وحتى‭ ‬المناسبات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬فقدت‭ ‬دفئها‭ ‬وبساطتها‭.‬

دخلت‭ ‬الفردية‭ ‬والأنانية‭ ‬إلى‭ ‬تفاصيل‭ ‬حياتنا‭ ‬اليومية،‭ ‬وبدأ‭ ‬كلّ‭ ‬شخص‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬عالمه‭ ‬الخاص،‭ ‬مطبقاً‭ ‬المثل‭ ‬الشعبي‭ )‬أخطى‭ ‬راسي‭ ‬وفص‭( ‬ينعزل‭ ‬خلف‭ ‬شاشة‭ ‬هاتفه‭ ‬أو‭ ‬مشاغل‭ ‬يومه‭.‬

التغيرات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬لعبت‭ ‬دورًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬أيضًا‭. ‬الضغوط‭ ‬المعيشية‭ ‬جعلت‭ ‬الناس‭ ‬أكثر‭ ‬توترًا،‭ ‬وأكثر‭ ‬ميلاً‭ ‬للابتعاد‭ ‬عن‭ ‬الآخرين‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬انعدام‭ ‬الأمان‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تفكك‭ ‬النسيج‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يومًا‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬سماتنا‭.‬

لكن‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬الأمل‭ ‬قائمًا؛‭ ‬فالمجتمع‭ ‬الليبي‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬التحديات،‭ ‬يملك‭ ‬إرثًا‭ ‬من‭ ‬التضامن‭ ‬والمحبة‭.‬

المطلوب‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬استرجاع‭ ‬هذه‭ ‬الروح،‭ ‬وتغليب‭ ‬الجانب‭ ‬الإنساني‭ ‬على‭ ‬ضغوط‭ ‬الحياة‭. ‬فالعلاقات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ليست‭ ‬ترفًا،‭ ‬بل‭ ‬ضرورة‭ ‬نفسية‭ ‬وثقافية‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬توازننا‭ ‬كأفراد‭ ‬ومجتمع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى