ثقافةرأي

زكريا العنقودي يكتب.. العيساوي.. 8 وثائقيات في ضربة واحدة

 

أنا لا أريد أن اقدم لصديقي أحمد مصطفى العيساوي  … ولستُ في باب مديح لعمله، فهو لا يحتاج ذلك لا من صحفي متواضع مثلي .. ولا حتى لصحفي في قيمة الراحل مفيد فوزي ..

ما اريد أن افيد به متابعي وأصدقاء صفحتي بهذه السطور أنني تعرفتُ ومن القديم على العيساوي كنتُ وقتها مدير تحرير الملحق الفني بصحيفة الجماهيرية .. وكان العيساوي في أول الدرب بالمجال الإذاعي والإعلامي تابعته عملاً اثر عمل وكانت ملاحظتي حينها أن خطواته كانت واسعة جدًا وكأنه كان يقفز ليس قفزًا  عشوائيًا في الهواء كما فعل الكثيرون وسقطوا على رؤوسهم فكسرتْ أعناقهم  .. ولكنه وفي كل خطوة متسعة يخطوها كان يتضح له ولنا  الفارق بين العمل والعمل الذي يليه .. خطوات مدروسة ومتعوب عليها خطوات لم تعتمد على العملي والتعامل اليومي مع التقنية والكاميرات فقط وهو خبير لا يشق له غبار بذلك، لكنها كان لها جانب نظري اعتمد على الدرس والقراءة ووضع المقارنات بين العمل المحلي والعربي والعالمي .. كان يبحث ومن خلال ذلك عن إجابة لسؤال لماذا أعمالنا المرئية تقع في آخر الترتيب بينما أعمال العالم وإن لم تتحصل على الجوائز لكنها توسم بالنجاح إن لم يرضَ الجمهور عنها؛ فالبديل يكون رضى النقاد .

تابع العيساوي العالم خاصة في المجال الذي اختار أن يتخصَّص فيه، وكم كان في اختياره هذا صاحب نظرة صائبة فهو اختار الأعمال الوثائقية ولأكثر من سبب أهمها عدم اهتمام المخرجين بليبيا  بها والسبب الأهم أنه علم جيدًا أن بلادنا وفي هذه المرحلة بالذات ونتيجة للظروف القاهرة التي مرتْ بها تحتاج للوثائقيات لكي يقف هذا الشعب أمام تاريخيه لكي يعلم أنه ليس شعبًا يشكل ثقلًا على العالم لكنه شعب وبلد كان يومًا ما محور العالم ومحور كل أحداثه التاريخية ..

(من هنا مر التاريخ )

احتاج العيساوي أن يخبر الجميع أن ليبيا ليست بلدا هامشيا بكتاب جغرافيا واطلس العالم لكنها تاريخيا كانت صفر بداياته وانطلاقا منها تشكلت خارطة المتوسط بحر العالم ومهد حضاراته ومهبط أنبيائه .

أنا اعتذر، فالبوست لا يحتمل أكثر من ذلك واعتذر أيضًا لمخرجنا فقليلًا ما كتب عنه وحول تجربته لذا ادعوكم ها هنا لمتابعة آخر أعماله ..  الوثائقيات هي ثمانية والذي اعتبرها الاضافة الأهم بهذه المرحلة لمكتبتنا المرئية وهنا اختزالا اكتفي بنشر ملصقات أربع منها …

أخيرًًا .. الأعمال من إنتاج شركة (الرؤية) الإعلامية والبث على قناة (الوطنية) 11.5 ليلًا فمشاهدة معرفية طيبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى