ترند

مشروع ولد ميتاً

نوري النجار

محاولات‭  ‬متوالية‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬اللجنة‭ ‬الاولمبية‭ ‬الليبية‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬العقدين‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬صيغة‭ ‬او‭ ‬طريقة‭ ‬او‭ ‬وسيلة‭ ‬بالامكان‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬الوصول‭ ‬الى‭ ‬صناعة‭ ‬بطل‭ ‬اولمبي‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الالعاب‭ ‬او‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬لعبة‭ ‬وهنا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نجعل‭ ‬من‭ ‬اللجنة‭ ‬الاولمبية‭ ‬كبش‭ ‬الفداء‭ ‬والمشجاب‭ ‬الذي‭ ‬نعلق‭ ‬عليه‭ ‬كل‭ ‬اخفاقات‭ ‬الرياضة‭ ‬الليبية‭ ‬لان‭ ‬غياب‭ ‬الدور‭ ‬الحكومي‭ ‬الفاعل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفير‭ ‬المنشآت‭ ‬والكوادر‭ ‬والدعم‭ ‬المالي‭ ‬يجعل‭ ‬اللجنة‭ ‬الاولمبية‭ ‬في‭ ‬ركن‭ ‬ضيق‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬الايفاء‭ ‬بما‭ ‬تتطلبه‭ ‬كافة‭ ‬الالعاب‭ ‬رغم‭ ‬اليقين‭ ‬بأن‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬على‭ ‬هرم‭ ‬الاولمبية‭ ‬قد‭ ‬استنفدوا‭ ‬كل‭ ‬الوقت‭ ‬المخصص‭ ‬لهم‭ ‬بل‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬ويجب‭ ‬عليهم‭ ‬المغاذرة‭ ‬في‭ ‬اول‭ ‬فرصة‭ ‬تلوح‭ ‬لهم‭ ‬والبطل‭ ‬الاولمبي‭ ‬الليبي‭ ‬هو‭ ‬مشروع‭ ‬ولد‭ ‬ميتًا‭ ‬لانه‭ ‬لم‭ ‬يبنَ‭ ‬على‭ ‬اسس‭ ‬صحيحة‭ ‬لان‭ ‬الاساس‭ ‬في‭ ‬الموضوع‭ ‬هو‭ ‬الدولة‭ ‬والبناء‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬اللجنة‭ ‬الاولمبية‭ ‬لان‭ ‬اسس‭ ‬البطل‭ ‬الاولمبي‭ ‬يكون‭ ‬منذ‭ ‬السنوات‭ ‬الاولى‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬الناشئ‭ ‬وحينها‭ ‬يكون‭ ‬ضمن‭ ‬تلاميذ‭ ‬المرحلة‭ ‬الابتدائية‭ ‬اي‭ ‬قبل‭ ‬دخول‭ ‬اللجنة‭ ‬الاولمبية‭ ‬على‭ ‬الخط‭ ‬اي‭ ‬ان‭ ‬تراكمية‭ ‬الاعداد‭ ‬تكون‭ ‬قبل‭ ‬وصول‭ ‬الناشئ‭ ‬الى‭ ‬الاندية‭ ‬التى‭ ‬تشرف‭ ‬عليها‭ ‬اللجنة‭ ‬الاولمبية‭ ‬واكتشاف‭ ‬المواهب‭ ‬ورعايتها‭ ‬هو‭ ‬عمل‭ ‬شاق‭ ‬لايمكن‭ ‬للجنة‭ ‬الاولمبية‭ ‬القيام‭ ‬به‭ ‬منفردة‭ ‬لان‭ ‬صناعة‭ ‬البطل‭ ‬امر‭ ‬يشمل‭ ‬في‭ ‬طياته‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الوزارات‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬الى‭ ‬الرياضة‭ ‬الى‭ ‬اللجنة‭ ‬الاولمبية‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المحاولات‭ ‬الفاشلة‭ ‬التى‭ ‬شاهدناها‭ ‬لصناعة‭ ‬البطل‭ ‬الاولمبي‭ ‬الليبي‭ ‬لانها‭ ‬كانت‭ ‬احادية‭ ‬ولم‭ ‬تصل‭ ‬لما‭ ‬هو‭ ‬مطلوب‭.‬

وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬مشروع‭ ‬البال‭ ‬الأولمبي‭ ‬مشروع‭ ‬دولة‭ ‬بامتياز‭ ‬وتحقيق‭ ‬الميداليات‭ ‬الأولمبية‭ ‬أمر‭ ‬تعمل‭ ‬عليه‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة‭ ‬وأمامنا‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬الناجحة‭ ‬لدول‭ ‬شقيقة‭ ‬وصديقة‭ ‬اعطت‭ ‬للمشروع‭ ‬حقه‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬النواحي‭ ‬فكان‭ ‬لها‭ ‬ان‭ ‬تحصد‭ ‬الميداليات‭ )‬تونس‭ ‬والجزائر‭ ‬والمغرب‭ ‬ومصر‭( ‬دول‭ ‬لا‭ ‬تختلف‭ ‬عنا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة‭ ‬ولكن‭ ‬نراها‭ ‬وقد‭ ‬حصدت‭ ‬الميداليات‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬طويلة‭ ‬ونحن‭ ‬مازالنا‭ ‬ننتظر‭ ‬الميدالية‭ ‬الأولى‭ ‬واظن‭ ‬اننا‭ ‬سننتظر‭ ‬لوقت‭ ‬طويل‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى