رأي

من الواقع

علي العزابي

لازالتْ‭ ‬الكرةُ‭ ‬الليبية‭ ‬تدفع‭ ‬الثمن،‭ ‬وتتلقى‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بطولة‭ ‬ومنافسة‭ ‬تصفوية‭ ‬الضربات‭ ‬الموجعة،‭ ‬والخسائر‭ ‬المتلاحقة‭ ‬وفى‭ ‬عهد‭ ‬اتحاد‭ ‬‮«‬الشلماني‮»‬‭ ‬المستقيل،‭ ‬ومن‭ ‬معه‭ ‬ضاقت‭ ‬مرارة‭ ‬الإقصاء‭ ‬المبكر‭ ‬من‭ ‬التصفيات‭ ‬كافة؛‭ ‬فأصبحت‭ ‬منتخباتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬فئاتها‭ ‬المختلفة‭ ‬الحلقة‭ ‬الأضعف‭ ‬بين‭ ‬نظيراتها‭ ‬فى‭ ‬القارة‭ ‬السمراء؛‭ ‬فلم‭ ‬تعد‭ ‬تخسر‭ ‬بالهدف‭ ‬أو‭ ‬الهدفين‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الثلاثة‭ ‬إنما‭ ‬تخطت‭ ‬هذا‭ ‬الحاجز‭ ‬الى‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أكبر‭ ‬ما‭ ‬يشكل‭ ‬كارثة‭ ‬وضربة‭ ‬موجعة‭ ‬وذكرى‭ ‬مؤلمة‭ ‬لن‭ ‬تمح‭ ‬من‭ ‬ذاكرة‭ ‬فريقنا‭ ‬الشاب‭ ‬الذى‭ ‬يخوض‭  ‬التصفيات‭ ‬الإفريقية‭ ‬المؤهلة‭ ‬إلى‭ ‬ساحل‭ ‬العاج‭ ‬2025‭ ‬بخسارته‭ ‬الثقيلة‭ ‬والتاريخية‭ ‬أمام‭ ‬المنتخب‭ ‬المصرى‭ ‬بسباعية،‭ ‬ومن‭ ‬المنتخب‭ ‬المغربى‭ ‬برباعية‭ ‬ربما‭ ‬فى‭ ‬سابقة‭ ‬لم‭ ‬تتعرض‭ ‬لها‭ ‬الكرة‭ ‬الليبية‭ ‬فى‭ ‬تاريخها‭ ‬التليد‭!‬

خيبة‭ ‬أمل‭ ‬أخرى‭ ‬وإنكسار‭ ‬يتبعه‭ ‬إنكسار‭ ‬لم‭ ‬يستثنِ‭ ‬أحدًا‭ ‬من‭ ‬فرقنا‭ ‬ومنتخباتنا‭ ‬الوطنية؛‭ ‬فالخروج‭ ‬المتتالى‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬التصفيات‭ ‬صار‭ ‬العلامة‭ ‬والسمة‭ ‬الغالبة‭ ‬وطال‭ ‬الجميع؛‭ ‬فأنديتنا‭ ‬غادرت‭ ‬السباق‭ ‬الإفريقى‭ ‬مبكرًا‭ ‬وأتبعها‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬الذى‭ ‬ودع‭ ‬التصفيات‭ ‬الافريقية‭ ‬المؤهلة‭ ‬إلى‭ ‬المغرب‭ ‬العام‭ ‬المقبل‭ ‬وكل‭ ‬هذه‭ ‬المصائب‭ ‬لم‭ ‬تأتِ‭ ‬فرادى‭ ‬بل‭ ‬جاءت‭ ‬مجتمعة‭ ‬فى‭ ‬سلسلة‭ ‬متتالية‭ ‬عنوانها‭ ‬الخروج‭ ‬المبكر‭ ‬الحزين‭.!‬

هذه‭ ‬هى‭ ‬عصارة‭ ‬المحاصصة،‭ ‬والقبلية‭ ‬والجهوية‭ ‬التى‭ ‬نصبت‭ ‬اتحادًا‭ ‬كارثيًا‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تعنيه‭ ‬الكلمة‭ ‬جثم‭ ‬على‭ ‬صدر‭ ‬الكرة‭ ‬الليبية‭ ‬لثمانى‭ ‬سنوات‭ ‬وتركها‭ ‬فى‭ ‬ظلمات‭ ‬الفوضى‭ ‬والعبثية‭ ‬والتمسك‭ ‬بالمنصب‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أوصلها‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬هى‭ ‬عليه‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬بؤس‭ ‬وفقر‭ ‬مدقع‭ ‬فى‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬النتائج‭ ‬الإيجابية‭ ‬التى‭ ‬صارت‭ ‬فى‭ ‬عهد‭ ‬الاتحاد‭ ‬المستقيل‭ ‬مؤخرًا‭ ‬من‭ ‬المستحيلات‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬حدوثها‭!‬

إن‭ ‬ما‭ ‬تمر‭ ‬به‭ ‬الكرة‭ ‬الليبية‭ ‬يستدعى‭ ‬تدخل‭ ‬الحكومة‭  ‬وكل‭ ‬الخيرين‭ ‬الغيورين‭ ‬لإنقاذها‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬اليم‭ ‬وإنتشاهلها‭ ‬من‭ ‬الغرق‭ ‬بأقصى‭ ‬سرعة‭ ‬وتكليف‭ ‬من‭ ‬تراه‭ ‬مناسبًا‭ ‬لقيادة‭ ‬بيتها‭ ‬الداخلى‭  ‬وإختيار‭ ‬الأكفاء‭ ‬وعدم‭ ‬ترك‭ ‬الحبل‭ ‬على‭ ‬الغارب‭ ‬والإكتفاء‭  ‬بالمتابعة‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬وإقتصار‭ ‬دورها‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬المادى‭ ‬كلما‭ ‬ولولت‭ ‬الأندية‭ ‬وعلا‭ ‬صراخها‭ ‬وهددت‭ ‬بعدم‭ ‬لعب‭ ‬الدوري‭ ‬إلا‭ ‬بتوفر‭ ‬هذا‭ ‬الدعم‭!‬

ننتظر‭ ‬وقفة‭ ‬جادة،‭ ‬وقرارات‭ ‬حاسمة‭ ‬تزيل‭ ‬الأدران‭ ‬العالقة‭ ‬والعقول‭ ‬السقيمة‭ ‬التى‭ ‬أفسدتْ‭ ‬المشهد‭ ‬وأضاعتْ‭ ‬كل‭ ‬شئ‭!.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى