رأي

“من لحيته افتله شارب”

محمد الرحومي

من ثقب الباب

المأثور الشعبي ليس قصائد شعرية حداثوية لكبار الشعراء.. وليس معلقة لفطالحة زمن الشعر التقليدي.. وليست قصاصات أو موثيفات لكبار المفكرين أو اللغوين..

بل هي عصارة تجربة حياة عاشها أناس ذووا حكمة وصاغوا من خلالها أقوال أصابت واقعنا في مقتل ووضعت احرفها وكلماتها على كافة جوانب حياتنا بأفراحنا واحزاننا ونجاحاتنا وفشلنا ..

لكنني لست الآن بصدد الحديث او التعريف بهذا المأثور.. لكنني لا أعلم لماذا كلما وجدت خللا في بعض قرارات أو تصرفات الادارة الوسطى لدينا  يداهمني هذا المثل المعنون الذي اختار ذلالة الوجه في تفسير خيباتنا الادارية..

هكذا يقول المثل من لحيته افتله شارب كناية عن عدم التسامح مع كل من لم تكن تقديراته صحيحة وبالتالي ستكون سيئة عليه.. لامجال للمصالحة او ايجاد حلول تضع لنا الأشياء في اماكنها الحقيقية والصحيحة..

الإدارة هي البنية التحتية لأي مشروع مؤسساتي أو حتى فني ورياضي..

الادارة هي القاعدة والكتينة حديد التي تضمن لك النجاح والاستمرار في الصعود..

الإدارة هي المنفذ الوحيد لضمان عدم فشلك أو خسارتك..

 لايمكنها ابدا أن تكون تلفيقية سواء علي المستوى الأعلى أو في بداياتها..

لقد اوجز هذا المثل الشعبي حقيقة معالجاتنا الخاطئة في تصحيح اي مسار وظيفي او غير ذلك..

فلماذا نبقى دائما نعتمد سياسة التلفيق ولا نلجأ الى الى فواغات عجزنا بالحلول الصحيحة..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى