بعد المشاركة المتواضعة في الألعاب الاولمبية )باريس 2024( وما تبعها من حديث على مختلف المستويات الرياضية والمحصلة الضعيفة للمشاركة.
إلى أنّ وصل الأمرُ في بعض الأحيان الى مستوى متدنٍ بالتهكم على الرياضيين، والألعاب المشاركة دون وجه حق، ودون علم بما كانت عليه المشاركة، والاستعداد لها، ومدى دعم الدولة للألعاب المشاركة، والعديد من الأمور التى تخص المشاركة في الألعاب الاولمبية رياضة التجديف إحدى الألعاب التى كانت في الموعد الأولمبي الكبير من خلال الرياضي محمد بكرة بطل اللعبة الحديثة العهد في بلادنا ومشاركتها الثالثة تواليًا في الألعاب الأولمبية كان لنا لقاء مع م. نورالدين الكريكشي نائب رئيس الاتحاد الأفريقي للتجديف ورئيس الاتحاد الليبي، وهو رئيس سابق للجنة الأولمبية الليبية الذي تحدث لنا عن اللعبة ومشاركتها في آخر نسخة للألعاب الاولمبية وهموم الرياضة الليبية عمومًا في لقاء جمعنا به في مكتبه بميدان الفروسية بأبي ستة وكانت هذه الاجابات ..
رياضة التجديف تأسست عام 2008 بعد تفكك الاتحاد الليبي للشراع والرياضات البحرية، وعندها كنتُ رئيس الاتحاد وتم فصل هذه الرياضة عام 2016 لم تتمتع به رياضة التجديف من مكانة، ووجه الاتحادان الدولي والأفريقي بضرورة فصل الاتحاد الليبي للتجديف عن باقي الألعاب البحرية.
ومن خلال الاهتمام برياضة التجديف تم جلب بعض المعدات مثل )القوارب التجديف الكلاسيكي(، وأصبحنا من دول الشمال الأفريقي التى تمتلك أسسًا لهذه الرياضة وحاولنا أن نشتغل على امتداد الساحل الليبي في الاماكن التى يمكن ممارستها في )زوارة، وطرابلس، والخمس ومصراته، وبنغازي(.
وهي رياضة لها خواص فنية لا يمكن ممارستها في البحر، بل تحتاج إلى مياه مغلقة مثل :
الأحواض والبحيرات، وقد تم توزيع القوارب على عدة مناطق، ونظمت عديد الدورات التدريبية في الداخل والخارج، وكان الطموح أكبر في الحصول على بعض المعدات الرياضية التى تحتاجها اللعبة من خلال التواصل مع مسؤولي الرياضة ولكن دون جدوى والحديث عن مشاغل واحتياجات الرياضة الليبية موضوع يطول فيه الحديث ل=أن الرياضة عمومًا لا بد من بنائها على أسس ومعايير علمية واستراتيجيات قصيرة، وطويلة المدى أسوة بدول العالم
ومن المؤسف حقًا ما نراه من تعليقات من الجمهور الرياضي على صفحات التواصل، فجميعًا نطمح في الحصول على القلائد، ووجود رياضة التجديف للمرة الثالثة في الألعاب الأولمبية بعد )ريو( بالبرازيل، و)طوكيو( اليابانية، والمشاركة مؤخرًا في باريس هو أمرٌ يسعدنا.
حضور التجديف في الألعاب الأولمبية لم يكن هدية أو منحة من أحدٍ، بل جاء بناءً على النتائج والمشاركات التى كان فيها اللاعب الليبي «محمد بكرة» خلال أكثر من سنة ونصف السنة من المشاركات، والبطولات بل نتيجة ما حققه من نتائج التي أوصلته إلى المحفل العالمي الكبير.
البطاقات البيضاء
«البطاقة البيضاء» لم تعطَ لنا مجاملةً، وعندما يتم ترشيحك من قبل الاتحاد الدولي تعمل ما بين لجنة مشتركه بين الاتحاد الدولي، واللجنة الأولمبية الدولية واللجنة المنظمة ولفترة زمنية طويلة، وتشارك في جميع المناسبات.
«محمد بكرة» شارك مع عدد من الرياضيين، وتمكن من الوصول بناءً على النتائج، وبامكان الجميع الدخول على صفحة الاتحاد الدولي للتجديف لمعرفة كيفية الترشيح إلى الألعاب الاولمبية.
كل شيء موثق وموجود ولا يمكن لأحد إخفاء الحقيقة «بكرة» تم اختياره بناءً على النتائج التى حقَّقها على المستوى الأفريقي، وكان الأفضل بين المشاركين.
وأنا مسؤولٌ عن الكلام الذي أقوله، وهو طالبٌ، ودخل في معسكر خارجي استمر لأكثر من سنة، وثمانية أشهر والكلام عن أنَّ مشاركته، وغيره من الرياضيين جاء بناءً على دعوة، أو منحة من اللجنة المنظمة للالعاب هو كلام غير صحيح اطلاقًا، ومن تم منحهم «البطاقات البيضاء» كان عن طريق لجنة مكلفة من اللجنة الأولمبية الدولية وعلى رأسهم الاتحاد الدولي للعبة، وعضو من اللجنة المنظمة، وانتظرنا سنة كاملة حتى عرفنا وصوله للألعاب من خلال نتائجه في البطولات التى شارك فيها، والعمل لم يكن لفترة بسيطة وكان موجودًا بمعسكر خارجي بمنحة التضامن الأولمبي في تونس في بحيرة تونس الدولية للتجديف، وفندق «الحديقة» تحت اشراف الاتحاد الدولي ولم يكن لوحده وهي ليست مجاملة من أحدٍ والخمسة المشاركون على منوال «بكرة» نفسه.
وتأهل «بكرة» كان بجهده، وبأحقية ولكن للأسف حتى بعد أنّ تم توضيح الكيفية التى تمت بها المشاركة هناك من مازال يتحدث بطريقة غير لائقة، وغير منطقية عن المشاركة الليبية.
ننافس أبطال قارات العالم دون امكانات
لعبة التجديف لعبة حديثة في بلادنا وهي تتطور بصورة جيدة، ونفتخر بالمشاركة في ثلاث دورات أولمبية متتالية ومن خلالكم أود أنّ اطرح سؤالًا لأني كنتُ افكر في مؤتمر صحفي مع مجموعة من أصدقائي في بعض الاتحادات نحن لم نشتغل على الميدالية الأولمبية، الهدف كان الوصول للأولمبياد، وتحسين مستوى الرياضات المشاركة لماذا لأن الميداليات تحتاج إلى شغل دولة، واستراتيجيات طويلة وقصيرة المدى، أمامكَ أبطال خمس قارات ورياضيوها يعدون من اقوى الدول على مستوى العالم في هذه الرياضة ولا يمكن ومن المستحيل الحصول على القلائد بمجرد العمل لمدة سنة، أو سنتين دون امكانات؛ وحتى تونس والجزائر وهما من الدول القوية على المستويين العربي والأفريقي لم يتحصلا على القلائد بالرغم من الباع الطويل في ممارسة هذه الرياضة.
أنتَ تتعامل مع أبطال العالم في دول أخرى لطلك يجب أنَّ يعلم الأخوة في الشارع الرياضى ان الميداليات تحتاج الى برامج علمية وعملية ودعم الدولة.
مشروع لم يحظَ بالاهتمام
فيما يخص مشروع «البطل الأولمبي» فإنه لم يحظ بأي اهتمام من قبل الدولة؛ يكفى أن الرياضي يعجر حتى على توفير قوارير المياه في بعض الأحيان، ووسيلة النقل ودعم الدولة يتم بمبلغ زهيدة خلال المشاركة والسفر فقط وهو كلام غير منطقي الوصول إلى المنصات يحتاج إلى دعم ولسنوات وليس دعمًا مؤقتًا، والوضع العام للدولة غير المستقر لا يدفع إلى تحقيق القلائد لأن ذلك يعود بالسلب على البرامج والخطط والاستراتيجيات، والعمل لشهور أو سنة ثم الإلغاء والعودة لنقطة البدية من جديد أمر غير منطقي ولا يخدم العمل، وأنا أحترم واقدر الجمهور الرياضى وأنا أحدهم ومن حقهم المطالبة بالمدالية الأولمبية وهو أمرٌ يخص الدولة كاملة، وليس اللجنة الأولمبية. والاتحادات الرياضية فقط .
دعم محدود
الدعم الذي تقدمه الدولة للاتحادات الرياضية هو دعم بسيط بالمقارنة مع ما يتم صرفه في الدول المجاورة وذلك من خلال الحديث مع الأشقاء في )مصر، وتونس والجزائر(.
وتستغرب عندما تعلم أن مخصصات اتحاد التجديف في إحدى الدول المجاورة 2 مليون يورو، وتتأسف عندما يكون دعم الاتحاد بمبلغ 100 ألف د.ل، وهناك نقطة أخرى وهي أن الدعم يجب ألا يكون للمشاركة، انما يكون للخطط والاعداد والدعم للاتحادات ويكون تحت المتابعة، وأن يكون مراقبًا حتى من الناحيه الإدارية ومتابعة صرف كل درهم يدفع لكل اتحاد، ويجب معرفة احتياجات الاتحادات وهو أمر لا يفسد للود قضية، ولا يجب أن يزعل أحد منه لكن هذا الأمر لا وجود له.
يجب أن تكون هناك وقفة من الدولة للرياضة، ويجب تصحيح المسار دون الإساءة إلى أي شخص لكل واحد إمكاناته، ولكن يجب تحديد الصح من الخطاء وأن نعرف وضعنا من الرياضة العالمية، وما حققناه وما نطمح إليه وما هي الأسباب والعراقيل التى تواجه الرياضة الليبية؟.
ويجب أن يكون ذلك في شفافية كاملة والجميع يعلم أن البرنامج العام لأي لعبة يُقترح من مجلس الإدارة ويتم اعتماده من الجمعية العمومية لتنفيذه وهو موضوع يخص الاتحادات الرياضية ولا علاقة للجنة الأولمبية به، ويقدم للجهة الداعمة ويرفع بالميزانية التقديرية.
تباين في الدعم المادي
إن ميزانية كل اتحاد مرتبطة بالمعدات والمدربين والبطولات والمشاركات على المستويات الدولي والافريقي والعربي، ولكن نحن نعمل بالنظرة الأقل من القصيرة
والدعم المقدم لبعض الالعاب والأندية يفوق بمراحل اتحادات أخرى وهو أمر غير منطقي عندما نرى اتحادات وأندية حتى في درجات الاقسام الادنى تصرف لها مبالغ تفوق ما يصرف لعدد كبير من الاتحادات الرياضية.
وهنا من الممكن اعادة النظر في بعض الاتحادات الرياضية ومتابعة الانشطة التى تنظمها، والاتجاه الى الاتحادات الفاعلة وليس عيبًا أن تعرف إلى أين يذهب كل مبلغ يدفع لدعم الاتحادات الرياضية من خلال متخصصين
المطالبة بدعم الرياضات الفاعلة
يجب أنّ يكون هناك تقييم للوضع الرياضي بشكل عام، واطالب أيضًا بدعم الرياضات التى تستحق الدعم
واللجنة الأولمبية لها حق المتابعة لجميع الاتحادات ولكن من هي الاتحادات التى عملت على تحقيق ميدالية أولمبية؟، هم ثلاثة اتحادات لكن السؤال الأهم هو ماذا قدمت.
«محمد بكرة» لاعب التجديف الليبي كان في اليوم الأول في مواجهة بطل العالم الذي يعد في معسكر اعداد دائم داخل وخارج المانيا ونحن ماذا قدمنا لبكرة الذي عجز في بعض الاحيان عن توفير حتى قنينة المياه وأنا هنا اتقدم بالشكر للجنة الأولمبية التى صرفت منحة للاعب لحل جزء من مشكلات التدريب، والاعداد خاصة المياه والمواصلات لأن التدريب هو منحة من الاتحاد الدولي للعبة، وهو موقف يحسب للجنة الأولمبية الليبية، وهذا أمر لا يمكن لأحد أن ينكره ولولا ما قدمته اللجنة الأولمبية كان من الممكن أن لا يشارك «بكرة» في الأولمبياد لأن اللاعب لم يحصل على أي دعم من أي جهة أخرى.
رسالتي للإعلام الرياضي
أود أن أوضح للإعلام الرياضي قبل الخوض في نتائج الفرق والمنتخبات ومعرفة أسباب تلك النتائج لأن في ذلك تجنٍ على الرياضيين، والاتحادات كان على الأمل في النقد أتن يكون بناءً أثناء خروج اللاعبين الليبيين من دورة باريس وأنّ يكون الوعي والثقافة أكبر مما كان كلنا نطمح كلنا نرغب كلنا نتمنى أن نحقق ميداليات ولكن الاهم هو ماذا قدمنا لنحقق ذلك الهدف حتى يكون اللوم على اللجنة الأولمبية، والاتحادات الرياضية.
على الإعلام الرياضي الذي اكن له كل التقدير والاحترام وهناك العديد من الإعلاميين لديهم الدراية والوعي الألمام ويعلم دور الرياضة والاتحادات واللجنة الأولمبية ومن هو سبب الاخفاقات والكيفية التى تم بها الاخفاق بدل الحديث عن النتائج في حينها ووضع مسؤولية الاخفاق على اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية لأن الألعاب الأولمبية تشارك بها خمس قارات كان الأمل في أن تكون فترة ومكان الاستعداد لـ«بكرة» في دول متقدمة في اللعبة لكن ذلك لم يتم نظرًا لعدم قدرتنا على توفير الدعم المادي وما حصل عليه هو منحة أولمبية من الاتحاد الدولي للعبة.
لا يمكن لنا المقارنة بين ما تقدمه الاتحادات في الدول الأخرى وما نراه من مساعدة لاتحاداتنا ورياضيينا وجودنا في باريس هو خطوة الى الامام ويجب أن يكون هناك إهتمام بالرياضى مستقبلا حتى يكون بامكانه الصعود إلى منصات التتويج الأولمبية.
وما أقوله هو ما هو موجود وأنا اتحدث بكل شفافية وان اقول في ظل ماهو موجود لا يمكن أن لا نضع اللوم لا على اللجنة الأولمبية ولا على الاتحادات الرياضية في ظل الواقع المعاش وأنا على استعداد لمواجهة اي وسيلة اعلامية في لقاء شفاف وأنا الآن بعيدًا عن اللجنة الأولمبية ومن خلال الواقع المرير الذي تعيشه الرياضة، والمبالغ التى تصرف للرياضة لا يمكن مقارنتها بالدول الأخرى هى لا تساوي شيئًا أمام ما يصرف للرياضه في الدول الأخرى لأنها مبالغ زهيدة.
كان ليَّ لقاءت مع أ. عبدالشفيع الجوفي ونأمل أن يكون لنا لقاء قريب آخر من أجل انقاذ ما يمكن انقاذه بكل أدب واحترام وهو شخصية محترمة.
افنيتُ عمري في المجال الرياضي منذ إن كنتُ مدير المصايف إلىأن وصلت إلى رئيس اللجنة الأولمبية الليبية والأندية والاتحادات، ونحن الآن لسنا في باب هذا الحديث وعندما اسمع وأنا لستُ ضد هذا الكلام مثلًا نادٍ في درجة ثانية أو ثالثة ويتم دعمه بمليون او اثنين مليون وهذا أمر واقع واتحاد لعبة كامل المسؤول عن تجهيز المنتخب، ولديه مشاركات باسم ليبيا يُدعم بمائة أو مائة وخمسين ألف دينار؛ هل هذا عدلٌ؟، وهو أمر واقع وليس طعنًا، واتمنى أن يكون هناك اجتماع ليس بالتجديف فقط بل بالاتحادات الرياضية يستمع لها الوزير.
إعداد مسبق
المشاركات الخارجية تحتاج لاعداد مسبق، ومراحل حتى تصل إلى المشاركة وهذا يحتاج لدعم إلى خطط واستراتيجيات وعناصر مؤهلة فنيًا لتنفيذ هذه البرامج ومتابعة من الوزارة، واللجنة الأولمبية، وأنا سعيد جدًا بهذا الحوار معكم، وكنتُ أتأمل أن يكون هناك مؤتمر صحفي ومن خلالكم اتطلع للمؤتمر صحفي في الوقت المناسب لان الامر يخص الرياضة الليبية وهي مسؤولية جماعية والاتحادات وخاصة التي شاركت في أولمبياد باريس يجب أن تكون في الصورة.
الميداليات الأولمبية
الحصول على الميدالية الأولمبية بالامكان متى ما كان هناك استقرار إداري، بالإمكان عندما تكون هناك خطط وأناس مؤهلة قياديًا وعلميًا، بالإمكان عندما تكون الشفافية موجودة وعندما نجد البنية التحتية للأنشطة الرياضية التي لا تعني ملاعب كرة القدم فقط.
أخيرًا …
اطالبُ بعقد اجتماعات مع اللجنة الأولمبية، مع الاتحادات الرياضية، وزارة الرياضة باسرع وقت لتحديد السلبيات والمشكلات التي نمر بها وأسباب عدم تحقيق نتائج إيجابية في باريس، ومَنْ يقف وراءها؟.
هل هو راجع للاتحاد الرياضي الذي ليس لديه حتى ثمن قوارير المياه، لأن الموضوع لا يكمن في المشاركة؟.
شهادة …
اللقاء كان طيبًا واعجبني على الصعيد الشخصي تحدثنا فيه عن الآلام التي تعيشها الرياضة الليبية .