رأي

الكاتب هاشم شليق.. يتناول الذكاء الاصطناعي واولوية الأمن

 

حاليا الإصدار الرابع من روبوت الدردشة ( شات بي تي 4 )..وهو آلة تجيب تلقائيا على أسئلتك وتتفاعل وتبني حوارا معك بناء على ماقمت به مسبقا من تغذية هذا الذكاء الاصطناعي بالمعلومات  مهما كانت هائلة..وقبل ذلك انتشر منذ زمن الذكاء الاصطناعي المتوسط والذي بمقدوره مثلا تلخيص الوثائق الطويلة وتاليف الأغاني وبرمجة أنظمة القيادة الذاتية للسيارات..وكذلك يستخدم بسوء نية في الإقناع بالمعلومات المضللة و سرطنة الجرائم الإلكترونية و تسهيل تواصل  الخارجين عن القانون..

الذكاء الاصطناعي مآله مستقبلا لو تم إطلاق العنان له أن يتحول إلى ذكاء خارق يتفوق على العقل البشري في التشخيص والتقييم والاستنتاج والتحليل وتقديم البديل وطرح الحلول..بل هو الذي يبدأ في طرح الاسئلة علينا ووحده عنده الإجابات..أي ذكاء رقمي آلي خارج نطاق السيطرة تماما بمعنى آخر انقلاب الآلة على الإنسان..

العالم متخوف على المنظور القريب من أن يحل هذا العلم الحديث محل ربع الوظائف الإدارية والقانونية في الولايات المتحدة وأوروبا مثلا..وهذا أن كان من جهة إيجابي لأنه يوفر فرص عمل عن بعد عبر الانترنت لكن هذه الثورة التقنية سوف تنعكس سلبا على تركيبة المجتمعات بسبب المفاجأة وعدم الاستعداد الذي يفرضه التسارع في الحياة الحديثة..و سوف يؤول حتما لتوسيع الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة..

لهذا يحاول خبراء الذكاء الاصطناعي التوصل إلى بروتوكولات مشتركة للحد في الوقت الحالي على الأقل من مزيد تطوير برنامج من ( شات جي بي تي 4 )..

لكن نعتقد ان الذكاء الاصطناعي العسكري قد تم تمهيد الطريق له نحو صنع قنابل تقنية نووية في إطار سباق التسلح المتواصل واحتمال عودة الحرب الباردة ومن ثم تشكيل المحاور والتحالفات شرقا وغربا..

كمواطن بسيط من عامة الشعب الليبي وانطلاقا من الحرية التي منحتها لي ثورة فبراير وتحت مظلة الهيئة العامة للصحافة وعبر صحيفة فبراير الموقرة والتي تتفضل على شخصي المتواضع بهذه المحطة الأسبوعية أرى أن ليبيا محتاجة للبرنامج الحالي للذكاء الاصطناعي دون تشويش وعدم عجلة في ملاحقة التطور في ظل نقص البنية التحتية للتقنية الحديثة التي تضطرنا إلى تأجيل تنفيذها إلى حين إشعار آخر في مجالات مهمة كالتعليم والصحة وغيرها..بلادنا تحتاجها كبداية في مجال الأمن القومي والداخلية والعام والخارجي والداخلي ومكتب النائب العام والأجهزة القضائية والشرطية والضبطية والرقابية والمعلومات والتوثيق..فهذه القطاعات هي التي تدعم في يوم قريب ان شاء الله المؤسسات ولجنة 5 + 5 والكتائب  والميليشيات العسكرية على الأرض والعكس صحيح..سواء اتفق السادة المعنيين ومن يهمهم الأمر على تقريب الفصل في الجانب السياسي أو استبعاده إلى حين..حسب المصلحة العامة وليست الشخصية طبعا..غير متناسين أن دول العالم اليوم مبنية على مصالح نفسي نفسي ولاوجود بتاتا لتقديم مصلحتك على مصلحتهم..

وبالعودة على بدء لا بد من التعامل على الأقل مبدئيا بالذكاء الاصطناعي المتوسط وذلك للمساهمة في تطبيق نظرية الأمن أولا دون المساس بالحرية الأساس..نحو بناء دولة زاهرة في مختلف المجالات طال الزمن أم قصر..

فاليوم تتراءى في الأفق مقولة «عاش الشعب الليبي حرا آمنا مطمئنا»..وبعدها يتم فتح بقية ادراج مكتب بناء الدولة الليبية تواليا حسب الأهمية والاولوية دون ارتباك وحيرة وتزاحم..هذه هي السيادة الوطنية..ومرحبا بالتعاون الدولي  تحت مبدأ لكم أوطان ولنا وطن..والأمر قد يتطلب الجلوس مع الصديق فوق الطاولة والعدو تحت الطاولة..المهم ادراك من أين تؤكل الكتف..

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى