على الطريق

الاراجوز بدور القاضي! بقلم أسيل التومي 

اعرف ان الكلمات التي تحكي عن الإيمان في زماننا يغلب عليها طابع الثرثرة ، أكثر مما تحكي عن توهج الروح برغبة في العطاء ، وهناك فرق بين الذين يغرقون في اتهام غيرهم بعدم الايمان فيتوهمون انهم يمسكون بسيف الله في ايديهم ويفاجئون بانهم يقطعون رؤوسهم قبل ان يقطعوا رؤوس الغير. 

دائما اقول لمن يبحث في هدم ايمان احد او يبحث في اسباب ايمان الغير يا سيدي لم يضع الله في يدك اسرار ايمان الغير به ، فابحث عن حقيقة ايمانك ، بدلا من ان ترتدي ملابس «الاراجوز» الذي يلعب دور القاضي فيصدر منك كلام يضحك الناس لا اكثر ، او ترتدي ملابس الجلاد ليبحث الغير عن سيف اقوي من سيفك ليغمدوه في صدرك.

الدين في حياة القرن القادم من «جيل الحداثة» هو اختيار فردي ولن يذهب اثره ابدا ، المهم ان نعرف كيف نأخده من دين السلوك الذي تلين به الحياة لا ان نأخد منه سيف التفرد وفرض العقائد على الغير فلا احد بقادر على ان يغير البرامج التي تمت كتابتها في الخلية الانسانية في السنوات الخمس الأولي الا الانسان نفسه ، اما محاولة تغيير العقائد بالقمع فذلك امر محال والمثل الواضح هو حجم الاضرابات التي شهدتها اوروبا في حربها مع الامبراطورية العثمانية في القديم والتي تدور بعض فصولها الي هذا الوقت بشاهد اخر بالمشهد المحب لدين الله حين شاهدوا القطة والشيخ الهساس ،وكل هذا بعيدا عن عيون السي .ان .ان ! .

هذه هي الكلمات التي اضعها كمقدمة عن ضبظ المزاج النفسي بالايمان ، لكن هل يمكن ان يحقق لي الايمان سعادة كسعادة الحب والعلاقات الاجتماعية ؟.

ليست السماء بيت لذة مفتوح الابواب تخرج منه اللذة والنشوة لمن يطلبها، ولكن الطرق الي السماء كما تعلمين تحكي الكثير من متاعب من يدقون ابوابها!.

نحن كبشر نريد من الله كل شي وايماننا بالقدر الذي يعلمه  ونسأل انفسنا هل نؤدي حق الله في حياتنا ؟. وهذا اكبر الاخطاء فهل لله حقوق عند عباده ! فالصلاة والصيام والزكاة هي ليست حقوق الله هي منح من الله كمحطات يومية وسنوية لنلتحق بتوهج الايمان في قلوبنا وليست بمنة على الله حاشا لله بل نحن من نحتاجها. لذلك نحن لا نملك المرأه التي تعكس لنا ايمان الغير ولا نملك تصويبها الا بالحد الممكن من باب النصيحه فلا يجب تجاوز الرغبة لنصبح جميعا بذات الصنف وقد خلقنا الله اصناف تستقبل التطور الايماني بالقدر التي يأذن به الله لا نحن .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى