الرئيسيةلقاءاتمتابعات

المستشفى الجامعي طرابلس: نقص التجهيزات ولاعدالة في المرتبات

رصد: إنتصار المغيربي

  رغم الآثار الإيجابية لجدول المرتبات الموحد إلا إنه لم يجد قبول لدى أغلب العناصر الطبية والطبية المساعدة  في المستشفى الجامعي  ، الذي  يشتكي  المرضى  فيه من تدني الخدمات الصحية فيه  رغم  توفر  أطباء ذوو كفاءة عالية في علاج العديد من الأمراض ونجاح أغلب العمليات الدقيقة في القلب وزرع الكلى  وغيرها .

وقد تنادى المسؤولون بأهمية بذل المزيد من الجهد وتوفر الإمكانات لأجل توطين العلاج في الداخل ، لكن العراقيل والصعاب تزداد في المستشفى الجامعي طرابلس « الطبي »، مما أطال مدة تحقيق الأهداف السامية والتي منها علاج المواطن برعاية أطباء وطنيين داخل ليبيا. ولكن العراقيل الكثيرة ومنها عدم إعطاء الحقوق المادية للعاملين في قطاع الصحة ونقص الإمكانات الضرورية لإنقاذ حياة المرضى ، وقد نتج عن ذلك آثار سلبيةساهمت في نفور المرضى لطلب العلاج والتفكير في إتمام إجراءات العلاج خارج ليبيا .

أسباب تدهور الخدمات الصحية في مستشفى طرابلس الجامعي؟وما سبب رفض العناصر الطبية والطبية المساعدة للجدول المرتبات الموحد؟ وما دور وزارة الصحة في تحسين وتطويرقطاع الصحة ؟

الدكتورة ندى بلقاسم تخصص جراحة أوعية دموية أكدت أن مستشفى الطبي يستقبل العديد من المرضى من جميع المدن الليبية وأكدت أن المرضى يثقون في كفاءة الأطباء الليبيين اللذين يعملون لعدة ساعات بل وقد يطلب من الطبيب الحضور لانقاذ مريض في أي مستشفى عام وينتقل بسيارته الخاصة ويشترى المعقمات والأحذية الطبية واللباس الرسمي على حسابه بل ويتكبد معاناة انتظار مرافق المريض لمستلزمات الضروريةلإجراء العملية تصل لساعات في مستشفى أبو سليم، وأشارت إلى مشكلة نقص الإمكانات في المستشفيات العامة يسبب خسائر للأسرة والدولة وأوضحت أن هناك حالات مرضية كان من الممكن انتقاذها لكنهم ماتوا بسبب طول انتظار موعد العملية وعدم توفر أدواتها وأدويتها ،أو من عمليات البتر فاصبحوا من ذوي الاحتياجات الخاصة فتعولهم أسرهم بدل ما كانوا هم من يعولون أسرهم وتوفر لهم الدولة المعاش التضامني والمنح العلاجية ومبالغ العلاج بالخارج وأماكن للمعوقين وغيرها، وشددت علىضرورة الاهتمام بحقوق الطبيب فهو يعاني من عدم توفر بيئة صحية مناسبة لعمله فحجرة الطبيب لا توجد فيها نافذة ولا تكييف وهي غير صحية ، كما أن المريض يلوم على الطبيب المعالج ويتعرض لعدة مشاكل ، ولكنه يتحملها لأجل الاستمرار في معالجة وإنقاذ المرضى وأكدت على أهمية تسوية المرتبات وتكريم الأطباء والممرضين المتميزين وأن تخصص إجازات للترفيه والحج والعمرة لأجل تجدد نشاطهم وتزيل ضغط العمل عليهم.

الحاج صالح فرحات قال: خرجت ظهراً من غسيل الكلى في مستشفى الطبي وعند سحب الأنبوب حدث نزيف لم يتوقف لساعتين وأنا استغيث من قسم لآخر لينقذني طبيب ولكن يقولون لي عليك انتظار الطبيب الذي عنده عملية مستعجلة، فزاد الانتظار من الألم وقد رجعت لي صحتي بحضور الطبيب المختص الذي جاء يتصبب عرقاً لمداواتي في حجرة خالية من المكيف. وأشار «فرحات» إلى كفاءة الطبيب الليبي الذي يحتاج إلى بيئةصحية صالحة للاستمرار في عمله الإنساني وتسخير ما تعلمه لإنقاذ المرضى ، مؤكدا على أهمية المتابعة المستمرة صباحا ًو مساءاً لجميع الأقسام ويجب على أي طبيب سرعة استجابة نداء الاستغاثة لمرضى غسيل الكلى.

وفي ذات السياق قال الدكتور على الهرام في قسم الجراحةإننا نعمل أيا كانت الظروف وحالياً لا يوجد مكيف في العيادات رغم إننا استقبلنا  مريضا دون وجود مكيف . وأشار «الهرام» إلى ضرورة الإسراع في تركيب مكيف لحجرة العمليات وإننا مضطرون لإنقاذ حياة المريض ولو بدون مكيف وكذلك لا توجد معدات وأجهزة لتسهل علينا العمل، وها نحن نتصبب عرقاً بسبب الرطوبة في هذا الجو الشديد الحرارة ومع ذلك سارعنا لحجرة العمليات لإنقاذ مريض في قسم المسالك، وعندما استقرت حالته رجعنا لقسم الكلى ورغم إن الوقت تجاوز نهاية الدوام إلا أنني سارعت لعلاج الحاج صالح وحالته متكررة لدى مرضى غسيل الكلى والسبب ناتج عن تأثير دواء السيولة ، فيتسبب الجرح في نزيف وبمجرد الضغط على الجرح تصبح حالته الصحية جيدة.

وفي ذات السياق أكدت الدكتورة رانية من قسم المفاصل والروماتزم أن جدول المرتبات الموحد لم ينصف الأطباء في الجوانب المادية فيوجد فرق في مدة الدراسة ولا يتساوى من درس سنين مع من درس عامين فنحن الأطباء عندنا تصنيفات كطبيب أول ونحوه ،وأشارت إلى تفعيل القرار  الذي يعطيني حقوقي كمتخرجة من كلية الطب البشري ، وكذلك توفر احتياجات الأطباء أثناء تأدية عملهم في الفترة الصباحية أو المسائية، وشددت على ضرورة الإسراع في توفير ما يلزم لعلاج المرضى وتوفر مستلزمات الاستشفاء والتداوي والكشف وجهاز تخطيط القلب المتوفر في قسم الإسعاف ولا يوجد عندنا وهذا ضروري لحالات المرضى داخل غرف قسم المفاصل والروماتزم، وقد نضطر لطلب أغلب ما يلزم للعلاج من المريض والتي إن توفرت فلأيام محددة في العام وختمت عند توفر الإمكانات نستطيع علاج المرضى في جميع المواسم والتي يعتبر أكثرها ضغطا فصل الشتاء .

الأستاذة أمل العنابي مدير إدارة شؤون التمريض في مستشفى الطبي قالت العناصر الطبية والطبية المساعدة يشهد لهم بالكفاءة في علاج العديد من الأمراض وإنقاذ حياة الكثيرين في غرفة العمليات في أغلب الأقسام، وأشارت إلى أهم المطالب التي إن تحققت فإنها تساهم في توطين العلاج في الداخل وتحسن الخدمات الصحية والتي أهمها ( سرعة تسوية الملاك الوظيفي للعناصر الطبية المساعدة حسب السعة السريرية للمستشفى و صرف علاوة الخطر للعناصر الطبية المسا عدة في بعض الأقسام مثل : قسم الساريةقسم الأشعة التشخيصية والعلاجيةجميع أقسام العمليات وجميع وحدات العنايات الطبي.وأضافت «العنابي» ضرورة التركيز علىصرف علاوة الإشراف للعناصر الطبية المساعدة اللذين يقومون بمهمة متابعة الأقسام والوحدات الطبية إضافة إلى ضرورة منح مكافأة مالية و شهادة تكريم للعناصر الطبية المساعدة الفعالة في المستشفىالطبي كونهم يعملون بجهد كبير لخدمة المرضى في ظل نقص العناصر الطبية المساعدة في المستشفى مع أهمية متابعة المشاكل حتى لا تتراكم فتصبح معرقلة لتقديم الخدمة الطبية للمرضى ومنها عدم حصول بعض العناصر الطبية والطبية المساعدة على مرتباتهم ولعدة سنوات ، مؤكدة على ضرورة تسوية الوضع الوظيفي للعناصر الطبية المساعدة ، وفي سياق آخر قال الدكتور صالح أبو حمرة استشاري جراحة عامة وجراحة السمنة والأورام وجراحة المناظير:ينبغي لتطوير وتنمية قطاع الصحة في ليبيا أن يكون من خلال بطاقة التأمين الصحي،وأن يتم طباعة كتيب صحي يتابع صحة أفراد العائلة الليبية ، وأن تجهز منظومة صحية عامة في كل مستشفى بمدن ليبيا و تخزن فيها كل المعلومات الصحية للعائلة ، وأشار إلى أسباب انتشار الأورام هو عدم المتابعة الصحية كل شهور، وأوضح أن اكتشاف الأورام منذ بدايتها تسهل وتسرع من شفاء المريض وأن أغلب عمليات استئصال الأورام في مستشفى الطبي بطرابلس كانت ناجحة ويكون المريض بصحة جيدة بعد العملية. وأوضح أن الأطباء يعملون حتى في الأعياد والفريق الطبي موجود وبقوة ليكونوا في الموعد، لأجل تقديم الرعاية الطبية للحالات المستعجلة والطارئة ، فالشكر الجزيل لكل الأطباء والعناصر الطبية المساعدة في مستشفى الطبي بالعاصمة طرابلس.

وفي نفس السياق قال الدكتور محمود خليل تخصص جراحة أوردة. ساهم مستشفى الطبي في علاج المرضي في جميع الحالات، حيث يتميز الطبيب الليبي بإتقانه في عمله وولائه لوطنه. وأشار د. «خليل» إننا نعمل في أشد الأزمات كالحرب أو جائحة كورونا، فالوطن والمواطن في عيوننا ونخدمهم دون كلل أو ملل ، وأكد أن الأطباء يعانون من ضغط العمل بسبب مشكلة الازدحام فالجميع يطلبون العلاج من مستشفى الطبي بسبب ارتفاع تكلفة العلاج في المستشفيات الخاصة وكذلك خارج البلاد .وشدد على ضرورة الإسراع في تحقيق مطالب العناصر الطبية والطبية المساعدة فراحة الطبيب تساهم في استمراره في العمل بحيوية ونشاط مشيرا إلى تطوير آداء الأطباء من خلال الدورات التدريبية وحضور المؤتمرات وورش العمل داخل وخارج ليبيا ومتابعة كل تقنية وتطور الوسائل العلاجية وتوفيرها لأجل أن ينعم المواطنين بمستوى رفيع من الخدمات الصحيةالمتطورة. 

الأستاذة وداد بالنيران مدير مكتب الإعلام بوزارة الصحة أجابت بأن المسؤولين في وزارة الصحة يجتمعون دائماً ويعدون التقارير والمذكرات في كل ما يهم العاملين في قطاع الصحةويراسلون الحكومة التي بدورها تجتمع بوزارة المالية، وأكدت « بالنيران» أن وزارة الصحة في صدد تسوية مرتبات العاملين في قطاع الصحة فهي تحت الإجراء، وان التأخير ليس منها فكل ما يردها من مديري المستشفيات تسارع في إتمام إجراءات تسوية المرتبات وبانتظار باقي المستشفيات، وقالت فيما يخص خدمات الإعاشة أنها تخص المستشفى الجامعي طرابلس ومن خلال الإعلان عن الشركات المتخصصة والمعتمدة والمسجلة بوزارة الصحة والمستشفى، والتي ترغب في التسجيل والمرخص لها بمزاولة النشاط و لديها القدرة والخبرة والكفاءة والرغبة في المشاركة في العطاء، التقدم لاستلام كراسة الشروط، وأشارت إلى أن وكيل وزارة الصحة استجاب لمطالب الأطباء فيما يخص استبدال الوجبات بقيمة مالية وسارع في إعداد تقرير بذات الموضوع إلىوزير الصحة ،الذي بدوره يراسل الحكومة وبانتظار الرد، أما المنح المالية كعلاوة الخطر والتمييز وغيرها فهي ترجع إلى موافقة وزارة المالية.أما شكوى عدم توفر المكيفات داخل غرف العمليات فأكدت أن مشاريع عودة الحياة التي أطلقتها حكومة الوحدة الوطنية لتطوير البنية التحتية لقطاع الصحة مستمرة ، وخلال اليومين الماضيين تم استكمال صيانة القاطع الشمالي والأوسط بقسم النساء والولادة لتصل سعته إلى 90 سريرا، وتم تطوير وتطوير قسم حديثي الولادة بسعة  حضانة حديثي الولادة، الأمر الذي سيساهم بشكل مباشر في تقديم خدمات طبية ذات جودة عالية ، ويشهد المستشفى حالياً خطوات جادة لاستكمال المشاريع المتوقفة ،والبدء في وصول التكييف المركزي لعدد من أقسام المستشفى ، و أشارت إلى قيام وكيل وزارة الصحة الدكتور سعد الدين بعدة زيارات لمتابعة صيانة المستشفى برفقة عدد من المهندسين المختصين للوقوف على سير العمل فيها، وأكدت علىارتي احالعاملين بالمستشفى بمختلف تخصصاتهم والمرضى وذويهم للبدء التدريجي لصيانة باقي الأقسام الطبية. وفيما يخص مطالب الأطباء وشكوى من تأخر إتمام الصيانة.

وفيما يخص مطالب الأطباء والشكوى  من تأخر إتمام الصيانة ، أجاب الدكتور سعد الدين المسماري وكيل الصحة قائلاً الذي ينظم الصحة العامة في ليبيا هي 3 قوانين  رئيسة (قانون 106 لعام 1973م ولائحته التنفيذية وقانون رقم 17 في عام 1986م ولائحته التنفيذية فيما يخص المسؤولية الطبية وقانون 20 لعام 2010م  وهذا فيما يخص التامين الصحي ولائحته التنفيذية )وأكد د. «المسماري» أن هذه القوانين هي التي تنظم الصحة العامة ، ويعتبر القانون المحوري هو قانون  106 لعام 1973م  ، وأشار إلى مشكلة مخالفة الأجانب العاملين في الصحة للقوانين الليبية ، فعند إنهاء قرار عملهم يعترضون لعدم معرفتهم بوجود قوانين للصحة .، وشدد على ضرورة توفير المخصصات المالية لقطاع الصحة وتنفيذ مطالب الأطباء والتمريض فهم يعملون بجدية ومعرضون لانتقال العدوى من المرضى وشكر إدارة المستشفى وجميع العاملين في المستشفيات العامة وأن وزارة الصحة تهتم بكل ما يرد من ملاحظات لتحسين قطاع الصحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى