رأي

جرس إنذار

عبدالسلام الفقهي

لا يمكن أخذ الكوارث لأي بلد بمعزل عن مسبباتها الرئيسة، المقصود العناصر صانعة الخلل والمكون الجوهري في تشكيل القنبلة الموقوتة القابلة للانفجار في لحظة ما .. أحد أهم تلك العناصر الفساد , يمكنك الحديث تحت هذه اللافته «العنصر» عن غياب الكفاءة والإهمال والمتابعة والرقابة .. الخ .. وما يسبق هذه السلسلة الضمير أو روح العمل التي دحرجت العديد من المرافق والمؤسسات من القمة إلى القاع.

حجم الدمار الذي خلفه إنهيار سد درنة نموذجًا لسدود الفساد المنسية وهي أهم معارك الليبيين ضد الهشاشة والتسيب .. كما بقيت الاستجابة للخلل في دائرة الفعل أي الاستفاقة بعد الكارثة .. على الرغم من أن تاريخ الوديان والمدن مع الفيضانات يكفي كجرس إنذار لتلافي الخطأ .. إلا أن ذلك لم يحدث بالصورة المطلوبة، ولعل إلقاء نظرة على السدود الحالية يخبرنا أن عامل العناية الإلهية والحظ هما الراعي الرسمي لبقاء البشر والعمران على قيد الحياة، فسدود وادي المجينين والقطارة وكعام ..الخ لا نرى أثرًا لصيانة أو إطلالة حتى على مسالكها عدا أن أعمارها تجاوزت الأربعة عقود إضافة إلى أن الصمامات أو المتنفس في بعضها خارج الخدمة.

معاركنا المنسية تخبرنا أن مهمة السدود توقفتْ عن حجز المياه أو تصريفها في البحر دون إدراك أن ملايين الأمتار المكعبة هي مشروعات مهدورة لإستصلاح الأرضي وتشغيل محطات الكهرباء أو لزراعة الأسماك، أو حتى توظيفها لمياه الشرب .. نسمع عن أرقام رصدتْ، وميزانيات خصصت لكن يبدو أن سدود الفساد احتجزت كل شيء .. ترتفع الأصوات لمحاسبة المسؤولين عن كارثة درنة المعلقة على مشجب «دانيال» لكن ماذا عن فائض الاهمال الذي اكتسح الأخضر واليابس في جميع المرافق ولعقود طويلة ..وكم فزعة ودانيال يحتاجها المسؤولون لإدراك أن معارك التنمية قبل معارك الكراسي 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى