الاولىالرئيسيةتحقيقاتليبيامتابعات

شريحة تواجه التهميش: المعاقون بين جشع السماسرة ووهم المؤسسات

 

متابعة وتصوير: إنتصار المغيربي

شريحة تواجه التهميش:

المعاقون بين جشع السماسـرة ووهم المؤسسات

الإعاقة ليستْ عقبة أمام ذوي الإحتاجات الخاصة فهم أظهروا قدرتهم على  التميز والكفاءة في العمل والإبداع بما لديهم من  مواهب وقدرات بشرية خلابة فمهما تعدَّدت أنواع الإعاقة الجسدية منها والحسية فإن الشخص المعاق إذا ما وجد بيئة مناسبة لحالته الصحية وأناس يركزون جل تفكيرهم  لمساعدة الضعفاء وتأخذ بأيديهم لعالم النجومية في المهارات الإبداعية الفكرية والرياضية،  وقد لمعت أسماء كثيرة في المسايقات المحلية والعالمية وكسبت عديد  الميدليات الذهبية في مجال فن  الرسم والرياضة بالإضافة إلى نجاحهم في العمل بجودة وكفاءة عاليتين.

لذا وجب على المسؤولين في  مؤسسات الدولة التركيز على   توفير متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة  في  الإهتمام بصحتهم وتعليمهم وتوفير معدات وأجهزة  طبية كالكراسي الكهربائية المتحركة  التي   تُعينهم على  قضاء حاجاتهم دون مساعدة إلى جانب المتابعة الصحية المستمرة  لحالتهم  النفسية وتوفير أماكن مخصّصة لهم في الساحات العامة والأسواق ومواقف سيارات خاصة بهذه الشريحة وورش مجانية لصيانة  أجهزتهم التي ترافقهم طيلة حياتهم .

 

خدمة الدولة للمواطنيها المعاقين

د. بلقيس بن كاتب صحة عامة .. قالت :

قد تتعدّد أسباب إصابة الإنسان بإحدى الإعاقات التي تلزم توفير ما يلزم لمعالجتها ومعدات وأجهزة ترافقه في معيشته اليومية .. وأشارات إلى أنواعها منها (لاعاقة الحركية)، وهي تلك التي  تعمل على توقف الجسم عن الحركة بشكل كامل أو بشكل جزئي. وتنتج عنها الإعاقة عن الحركة  كالشلل أو بتر الساق أو وجود خلّل فى الأعصاب والتي تعمل على إصابة العضلات بالضمور وتوقف لحركة الأطراف والمفاصل .. أما (الاعاقة الحسية)  فهي تختص بإصابة حواس الجسم من بصر وسمع؛ حيث نجد بعض الأشخاص التى نقابلها فى حياتنا اليومية والذين فقدوا حاسة السمع والإبصار أو النطق.. هؤلاء الأشخاص يلزم التعامل معهم بطرق خاصة تساعدهم على فهم الآخرين دون أي احساس بالعجز والإعاقة وعلينا جميعاً الاهتمام بهم والإسراع بمساعدتهم .

وأوضحت على أجهزة الدولة أن تسارع في تقديم الخدمة لمن تعرضوا إلى إعاقة بسبب اندلاع الحرب أو الكوارث الطبيعة  فيلزم توفير الأدوات التي تساعده على الحركة وممارسة حياته مثل استخدام الكرسي المتحرك أو العصا أو الأطراف الصناعية .. بعد توقف الحرب لابد من التواصل مع شركات عالمية توفر ما في وسعها جميع الاحتياجات والخدمات التي تلزم المعاقين لممارسة حياتهم مع التأكيد على توفير حدائق ترفيهية للمعاقين وورش لصيانتها مجاناً فمرتب المعاق أو العجزة والمطلقات والارامل لا يتجاوز 450 ديناراً ومن كان يعاني إعاقة حركية فلا يكفيه لشراء أكل وأدوية وكرسي متحرك .

أسباب الإعاقة وإحتاجاتها

من جهته قال محمود الخمسي  تخصص علاج طبيعي قال :

الإعاقة هي  العجز وقلة الحيلة. وهى عبارة عن ضعف وعجز يصيب الشخص ويمنعه من القيام ببعض الأنشطة التى يقوم بها الإنسان السليم. مثل الاعاقة التى تمنعه عن المشي والحركة بشكل طبيعى أو الاعاقة عن التفكير والتعامل مع الأشخاص. أو غيرها من الأمور والاعاقات التى تمنع هؤلاء الأشخاص من ممارسة حياتهم الاجتماعية كما هو المعتاد.

وقد تحدث الاعاقة نتيجة التعرض لحادث ما؛ أو نتيجة لخلل فى عضو من أعضاء الجسم تظهر منذ الولادة. أو نتيجة هشاشة العظام وضعفها عند التقدم في العمر، فأين كانت صورة الاعاقة وسببها يجب أن يحظى  المعاقون بالاهتمام الزائد والخدمات التي تتناسب مع حالتهم الصحية.

ويجب أن تدعم الدولة الشركات المتخصصة بإستيراد الأجهزة والمعدات الطبية مثل توفير كراسي متحركة مجاناً لمساعدتهم على العمل والتنقل بحرية دون أي تقيد أو تكلفة زائدة عليهم تثقل أعباءهم المادية.

خدمات ومساعدات مجانية من صندوق التضامن للمواطنين

أنور مهدي الزناتي رئيس وحدة الشؤون الإدارية مكتب الخدمات التضامنية طرابلس قال :

يوجد 6 مكاتب تتبع صندوق التضامن الاجتماعي في ربوع ليبيا وفي صندوق التضامن مكتب يُسمى  قسم التنمية وهو يختص بإتمام إجراءات تقديم مساعدات طبية للمعاقين والمواطنين المحتاجين أو المتضرّرين من الحرائق إلتماس كهربائي .. كما يقدم للمعاقين أجهزة  ومعدات طبية لهم كفرش طبي أو كرسي كهربائي، وكذلك مساعدة مالية إضافية للمصابين بجلطات أو الأورام أو الفشل الكلوي .

وأشار إلى ملف المتقدم  للقسم التنمية في صندوق التضامن للحصول على مساعدة ويحوي كشفاً طبياً وورقة علم وخبر بالإقامة والوضع العائلي والرقم الوطني وصورة كتيب العائلة وطلب كتابي يحدَّد فيه ما يحتاجه  وعلى حسب التقرير الطبي يكون حديثاً يتم تحديد مبلغ مالي يقدر ما يقربألف دينار لمرة الواحدة فقط .

وقد حدّد سقف معين في كل مكتب تضامني والتسجيل مفتوح طول السنة لمن يحتاج مساعدة بحيث نستلم 10ملفات كل شهر وقد حدّدت ميزانية لباب المساعدات المالية للمواطنين الليبيين المحتاجين .. كما أكد على تقديم مساعدات عينية كثلاجة أو غسالة أو غاز للمتضررين أو المحتاجين وتقوم اللجنة المختصة بتقيم الحالة بالإضافة غلى تقديم مساعدة مالية أخرى لمن يأخذ مرتب 450 د.ل سواء من صندوق الضمان أو التضامن .

من جهته قال جلال سليمان رجب اختصاصي اجتماعي قسم التنمية صندوق التضامن:

بإعتباري عضواً في لجنة الكوارث نحن نعمل بكل جد حالياً لتسهيل واتمام إجراءات المواطنين المتضرّرين من الحرائق الناتجة فقط عن إلتماس كهربائي وليس بفعل فاعل فهذا إختصاص مركز الشرطة للقبض على الجاني .

كما أشار إلى تقديم تعويض لمن تضرّر من سيول الأمطار أو الفيضانات وحدث لبيته إنهيارٌ السقف أو الجدران وأكد على تعويض من تضرَّرت منازلهم سابقاً بسبب فيضان وادي الربيع في عين زارة الجنوبي ضواحي طرابلس .. كما يقدم قسم الأسرة مساعدات للمواطنين متمثلة في إعانة منزلية لمن مرتبه 450 ديناراً من صندوق التضامن لإتمام بناء منزل  وغيرها .

تواصل الاتحاد الليبي لذوي الإعاقة مع وزارة الشؤون الإجتماعية

أحمد السنوسي نائب رئيس اتحاد ذوي الإعاقة في ليبيا قال :

نعمل على تقديم مساعدات للمعاقين وكُلفتُ مؤخراً بحصر المعاقين من ذوي الإعاقة بأنواعها الحسية أو الجسدية في كل المدن الليبية، وكذلك المصابين ببتر الساق أو اليد أو غيرهما .

وإضاف إلى اتمام إجراءات التنسيق مع  معالي وزير الشؤون الإجتماعية التي أكدت على تقديم المساعدات لذوي الإعاقة المعوزين في أي مدينة في ليبيا وتم حصر الأسماء ونحن بصدد تقديمها لوزراة الشؤون الاجتماعية لنقدم لهم كراسي متحركة وفرشا طبية وحفظات للعجزة.

وأكد على تعاون المكاتب التضامنية في المدن الليبية التي سارعت في تحويل أسماء المعاقين وقد وصلتنا تقاير تجميع أسماء وأرقام هواتفهم وتم إنجار حصر المعاقين حالياً في المنطقة الغربية ومازال العمل جارياً على قدم وساق لاجل تخفيف المعاناة على المعاقين المعوزين.

وشدد على المسؤولين ضرورة تسليم المعدات والأجهزة الطبية في زمن قصير .. وقدم شكره لوزارة الشؤون الإجتماعية وللسيد بشير زايد رئيس الاتحاد الليبي للمنطقة الغربية الذي رحب بتقديم المساعدات لشريحة ذوي الاحتاجات الخاصة .

المعاقون يعانون سلبية المسؤولين

فتحي المجبري موظف .. قال :

المعاق يحتاج لمساعدة عاجلة  لا تقبل التأخير والتي تختلف بإختلاف الإعاقة سواء أكانت  إعاقة حركية والتي  تعمل على توقف الجسم عن الحركة بشكل كامل أو بشكل جزئي، أم إعاقة حسية   كالشلل أو بتر الساق أو وجود خلّل فى الأعصاب  وأكد على إهتمام أسر المعاقين  بالبحث عن علاج أو أجهزة تفرح وتريح المعاق لديهم لكنهم يعانون أيضاً من سلبية المسؤولين ووعودهم الوهمية في العلاج بالخارج أو توفير الدواء أو الأجهزة والمعدات الطبية .

المعاق لو أكتشفت موهبته فهو ثروة  لليبيا

سهام بن حميد  موظفة .. أشارت إلى أن شريحة ذوي الإحتاجات الخاصة في المجتمع  أثبتت قدرتها على  العمل والإبداع والإبتكار في  الرياضة والرسم والغناء والعمل المكتبي؛ وقد تحصل عديد منهم على جوائز وميدليات ذهبية داخل وخارج الوطن، فهم بحق ثروة بشرية  لو استثمرت لنهضت ليبيا في جميع المجالات الاقتصادية فمنهم من ابدع في علم الهندسة، والرياضيات، ولا يخفى على أحد أن من بين المشائح وخطباء المساجد من لا يبصر حفظة القرآن الكريم وتحصلوا على الدكتوراه في علم الفقه.

التوتر السياسي له نتائج سلبية على المعاقين

سامية إبراهيم موظفة .. أوضحت أن عدم استقرار ليبيا وإطالة المرحلة الإنتقالية وإندلاع الحروب فيها قد أثر سلباً على نفسية المعاقين وساءت صحتهم وطمست مواهبهم بل أن بعضهم أهملوا من قبل أسرهم الذين هم أنفسهم يعانون ضيق العيش من تأخر المرتبات في صندوق التضامن الاجتماعي وغلاء الأسعار الذي سبب عجراً لذويهم على توفير متطلبات ولوازم المعاق الضرورية فلا أكل صحي لهم، ولا كراسي كهربائية توفرت لهم.

وأشارت إلى أن تردي حالتهم الصحية دفع ببعض الأبناء إلى نقل والده أو أمه أو ابنه أو ابنته إلى مراكز إيواء المعاقين ولو زار المسؤول هذه المراكز لتعجب وإندهش مما سمع أو راء مأساة  عقوق الأبناء للوالدين والعجزة فلم يقف العقوق عند وضعهم في مراكز الإيواء بل وهجرهم  بسبب إنشغالهم بتوابع الحرب من نزوح وإيجار ونحوها.

غياب الدولة وحضور السماسرة التجار

عبد الله يوسف  تاجر قال بسبب تأخر رواتب و مساعدات  صندوق التضامن الإجتماعي  لشريحة المعاقين اللذين لجاءوا إلى السوق الليبي بحثاً عن الحفاظات والأجهزة الطبية والكراسي المتحركة التي كثر الطلب عليها جعل من التجار  تقديم الخدمة اللوجستية للمعاقين والعجزة فوفرت المحال التجارية المعدات والأجهزة الطبية  بسعر باهظ يزيد عن  المعاش الأساسي لذوي الإحتاجات الخاصة  حتى أن بعضهم وفر البيع بأقساط وحجز المعاش الأساسي دون رحمة بحالهم والواقع الصعب الذي تمر به البلاد ومع ذلك يوجد ذوو القلوب الرحيمة أيضاً في السوق الليبي من التجار الذين قدموا كراسي متحركة جديدة أو مستعمل مجاناً لهم وتوفير حفظات مجانية للمعاقين والمحتاجين.

سعادة المعاق في تحسن السوق الليبي

من جهته قال عبد الكريم  فتحى .. تاجر:

بسبب كثرة طلب الزبائن للكرسي الكهربائي  الجيد بادرتُ بإستيراده من الخارج والذي كلفني دون تكاليف الشحن 225دولاراً وقد كان سعر  كرسي متحرك مستعمل سعره 350 ديناراً بداية العام وحالياً زاد سعره بسبب  تغير سعر الدولار في السوق الموازي ولو تحسن الاقتصاد ستتحسن أسعار السوق وسنبيع مستلزمات المعاقين بسعر مناسب، فسعادة شريحة المعاقين تكمن في تشجيع أسرهم على الاهتمام بهم وشراء ما يلزمهم لراحتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى