رأي

صحافة في قبضة اليد

نجاح مصدق

  كلـمات ..

في كل العالم مازالت السلطة الرابعة محل اهتمام وتركيز وقوة يحسب لها الف حساب خصوصا في الدول التي يعد سقف حريةالصحافة فيها  عاليا وهامش الصحافة الحرة المستقلة كبيرا رغم كل المحاولات استطاعات صحف عالمية في اميريكا والصين وروسيا واليابان تحقيق هذا المنجز والمتمثل في صحافة حرة قادرة للوصول للمعلومة وايصالها بكل شفافية بلا تدخلات حكومية او انحياز لتوجهات حزبية او ما شابهها 

في الشرق الاوسط والعالم الثالث تحديدا كل المحاولات تفضي للعودة لنقطة الصفركل التشريعات والقوانين التي تستهلك اعواما لتشريعها  ووقتا في حقيقتها تشريعات مقيدة لحرية الصحافة وتدجينها ووضعها في خانة التبعية وعدم الفكاك من قبضة الحكومات 

ففي بولندا و المصنفة  (المرتبة 66) وفي دولة اروبية لها هامش حرية  على سبيل المثال، أحكمت السلطات قبضتها على الهيئة العامة للبث الإذاعي والتلفزي، مُعتمدة استراتيجية تتمثل في «إعادة تأميم» وسائل الإعلام الخاصة

 وفي بلدان عربية لم تستطع الصحافة الافلات من قبضة الحكومة ولا الاستقلالية في عوائدها المادية فهي تابع ينتظر الدعم من الحكومة كاي صحافة قومية تضع الحكومات يدها عليها وتتحكم في تعيين رؤساء تحريرها وتوجيههم حسب الخط المطلوب للحكومة

التصديق بان هناك صحافة حرة في مجتمعات لا تؤمن بالعمل النقابي ولا تقبل بالتعددية الفكرية وتضع ضوابط للتحكم والتقيد على حرية التعبير والصحافة اكذوبة كبيرة

في تجربة الصحافة الفرنسية المتجسدة في الميديا بارت نموذج للنجاح بعيدا عن تدخلات الحكومة والوصول الى استقلالية من خلال نشر التقارير الرقمية المستقلة والشاملة التي لا تتضمن دعايات ولاترويج اضافة للشفافية في الايرادات وما يخص النفقات وهذا ماعزز مبدأ الاستقلالية في التحرير والنجاح 

اليوم ونحن نسعى لتحسين مستوانا في قوائم التصنيف لحرية الصحافة نتفاجا بان جهات حكومية وجدت لدعم الصحفيين تضع نفسها هي المخول باصدار بطاقات صحفية مشروطة بالتوقيع على ميثاق للصحفيين لم يثم الاستفتاء عليه من قبل الصحفيين متناسية بان هذا الاجراء نقابي بالدرجة الاولى وليس للحكومة دخل فيه ولا يمكن ان يعد هذا التجاوز دعما للصحفيين وحريتهم بل هو قيد وتوجيه وتدجين ولوي ذراع للصحفين لممارسة عملهم الصحفي بكل حرية 

ارفعوا ايديكم عن الصحافة والاقلام واتركوا الفضاء ساحة لابراز الافضل والاجدر بالبقاء وسموا الاشياء بمسمياتها بدلا من ممارسة رياضة اللف والدوران على الاعلام والصحافة اذا اردتم فعلا صحافة حرة نزيهة غير مأجورة ولا استرزاقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى