الرئيسيةفنون

 عرس بنغازي المسرحي.. أعاد للثقافة وضاءة وجهها ووهجها الآسر

رصدت الآراء وفاء بوجواري / رجاء الشيخي 

منذ مولدها الأول قبل 2300 عام، وهي شامخة صعبة على النسيان. لا أحد يستطيع أن يطفئ نور هذه الفاتنة التي تنشر ظفائر إبداعها في كل شيء، وتغني كل مطلع شمس للنَّور فيشتعل الكون بهمساتها سحرًا، وروعة، وإبداعًا بلاحدود.

بنغازي الجميلة جدًا.. الرائعة إلى أقصى ما يمكن للروعة أن تحتمل  بنغازي تحتفي هذه الأيام بالمسرح.. تقيم له عرساً، وهي أم الفرح المعتاد، وربة الأعراس البهيجة.

ضمن تغطيتنا لفعاليات مهرجان بنغازي للفنون المسرحية في دورته الاولى دورة الفنان فرج الطيرة. عدداً من الأسماء المهمة التي أنارت المهرجان بحضورها، وأضفت على أيامه نكهة تحتاجها المهرجانات في العادة، فلا صوت يعلو عندما يتعلق الأمر بالمسرح على صوت الابداع والثقافة والرأي المستنير..

يقول   الشاعر والاديب جمعة الفاخري ان هذا ليس مهرجانًا فحسب؛ وإنما عرسٌ فخيمٌ للمسرح، للإبداع الليبي، يمثل انتعاشةً مثلى للفن المسرحي الليبي، وإعادة الحياة لأبي الفنون بعد طول رقادٍ وخمولٍ يشبه الموت..

عرسٌ أعادَ للحياة الثقافية وضاءةَ وجهها، ووهجَها الآسر.. اجتمعَ فيه كلُّ مريدي المسرح وعشَّاقه ومحبِّيه من كل مدن الوطن الأعز، وبمشاركاتٍ عربيةٍ في العروض والحضور وورش العمل..  الفاخري يشير الى أن المهرجان إضافةٌ حقيقيةٌ للمسرح الليبي، ومنطلقًا _ إن شاء الله تعالى _ لأعراسٍ فنيةٍ أخرى تعيد للمشهد الإبداعي رونقه وألقه وعبقه.

الكاتب والقاص يؤكد أن ليبيا، تملك ما يجعلها فنيًّا في مصاف الدول المتفوقة مسرحيًّا، مقومات العمل المسرحي لا تنقص المسرح الليبي، عدا المبنى المسرحي اللائق.. ومع بعض اهتمام ودعم وحسن تخطيط وإدارة جيدة يمكننا أن نبني مسرحنا الذي نريد، ونظهر إبداعنا الذي نشتهيه.. ونبرز مشهدنا الإبداعي الغني والواعد بكل مدهش.

الفاخري واصفا المسرح بالشمس لذلك لا ينبغي للشمس أن تتوقف عن السطوع، المسرح شمسُ حياةٍ أخرى، شمسُ الحياة الفنية، منَ المعيبِ أن نتوقفَ بعد كل بداية، وأن نشعر بالإحباط بعد كل عثرة، وأن نجعل أدنى العوائق معيقًا لنا عن تكملة طموحاتنا..

النجاح يحتاج جهودنا جميعًا، ومؤسَّسات الدولة الثقافية لا ينبغي لها أن تغفل أعينها عن مناحي الإبداع، ولا بدَّ لها من الوقوف مع مثل هذه الأعمال الفنية التي تذكي روح الإبداع، وتحرِّك سواكنَ المشهد الثقافي ورواكده وجوامده، وتحيي الفعلَ الثقافيَّ الحقيقي والمنتج.. 

عيوبنا المزمنة هي التوقف.. والشعور بالإحباط، والتحجُّج بشحِّ الإمكانات وقلة الدعمووو

هذا عرسٌ كما أسلفت..  موعدٌ أنيقٌ للابتهاج فلا أريد أن نفسده بالتحسُّر واستدعاء عوامل القهر والتنقيص..

حيَّا الله كل الجهود المخلصة التي أثثت مواعيد هذا العرس الأنيقة.. شكرا وافرًا، وارفًا لمخلصي المسرح الشعبي العريق.

في ذات السياق شاركنا الفنان ناصر الحاسي بانطباعه عن المهرجان مشيرا أن كل المسرحيين والفنانين في قمة الفرح بعودة مهرجانات وفعاليات المسرح وخاصة من بنغازي عروس وعاصمة المسرح الليبي دون النظر الي اي نوع من انواع التقصير.. اضافة الي لقاء الفنانين من كل ربوع الوطن الي جانب احتواء البرنامج على ورش عمل مختصة تساهم في رفع كفاءة المسرحي الليبي في التمثيل والاخراج والسينوغرافيا وجوانب اخرى مهمة في تطوير الادوات المسرحية تحت اشراف اختصاصيين عرب وكذلك ضفة معرض الكتاب المسرحي المصاحب لفعاليات المهرجان 

.وبحسب الحاسي ان ما ينقص المسرحي الليبي هو التدريب ورفع الكفاءة من خلال توطين ورش عمل مختصة في ادوات المسرح على يد اختصاصيين في المجال الي جانب المشاركات في المهرجانات العربية والدولية ومواكبة كل ما هو جديد في المسرح

بالإضافة الي دعم الفرق المسرحية المتميزة والتي تمتلك اسماء متميزة من المخرجين المتمكنين والمهمومين بالمجال

ازدانت صحيفتنا بمشاركة اهل الجنوب مهرجاننا المسرحي حيث أثني الممثل والمخرج ومدير الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون بالمنطقة الجنوبية اسماعيل ….. على مجهودان القائمين بمهرجان بنغازي للفنون المسرحية مؤكد أنها فرصة جمعت كل الفنانين والمخرجيين والكتاب المسرحيين من كافة مناطق ومدن ليبيا.. معربا عن شكره للهيئة العربية للمسرح على تبنيها لورش العمل سواء في مجال السينوغرافيا او الدراما كانت اضافة مهمة لكل المدعوين والمشاركين.

وحول عدم مشاركة فرقة سبها لهذا المهرجان أوضح اسماعيل أنهم لم يتم دعوتهم كفرقة مسرحية لافتا ان فرقة المسرح الجامعي سبها شاركت للمرة الثانية في مهرجان درنة الزاهرة وانهم حصدوا جوائز مسرحية في عدة مهرجانات محليا وعربية

وبحسب الممثل والمخرج ان الممثل المسرحي في ليبيا لا تنقصه الخبرة والابداع وانما تنقصنا دعم وزارة الثقافة وتبنيها للمسرح الليبي حتى نكون في مصاف المسارح عربيا ودوليا

درنة الزاهرة كانت حاضرة فاعليات مهرجاننا المسرحي ولم يفوتنا الالتقاء بأحد مؤسسي المسرح في درنة وهو الممثل والمخرج نزار الهنيد والذي اشاد بورش العمل ضمن فاعليات مهرجان بنغازي للفنون المسرحية مؤكدا حجم الاستفادة والمعلوماتية التي تحصل عليها من استاذ مسارح العراق علي السوداني وان الفنان المسرحي بحاجة للمعرفة المستمرة والاطلاع الدائم لكل ما يستجد عن المسرح ويواكبه..

الهنيد يقول إنه اسس مسرحا للطفل في مدينة درنة لأهمية ما يمكن ان يضيفه المسرح لهذه الشريحة هؤلاء الأطفال بحاجة الى احتواء ترفيهي يجمعهم ولم نجد أفضل من المسرح كبيت لهم لذلك اقمنا مسرحا للأطفال يعرض مسرحياته تزامنا مع كل عيد حتى يستطيع اطفالنا ان يبتسموا ويملؤون المسرح ضحكا، ليس هذا فحسب بل زرعنا فيهم ثقافة المسرح عشقا واحتواءا وفنا اقحامهم لهذا الفن للتسلية والتعلم والمعرفة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى