رأي

عشاء البارحة امسخن ..!!

ناجي الحربي

سُئل‭ ‬أحد‭ ‬حكماء‭ ‬مدينتي‭ ‬المشهود‭ ‬لهم‭ ‬بسرعة‭ ‬البديهة،‭ ‬ورواية‭ ‬الشعر‭ ‬عن‭ ‬رأيه‭ ‬فيما‭ ‬يُعرف‭ ‬بثورة‭ ‬فبراير‭ ‬فقال‭ : ‬عشاء‭ ‬البارحة‭ ‬لكنه‭  ‬امسخن‭ ..‬‭ ‬سخر‭ ‬البعض،‭ ‬وأنا‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬العبارة‭ .. ‬ولم‭ ‬يفهم‭ ‬البعض،‭ ‬وأنا‭ ‬منهم‭ ‬أيضًا‭ ‬ماذا‭ ‬يقصد‭ ‬هذا‭ ‬الحكيم‭ ‬بهذه‭ ‬العبارة‭ ‬المتكونة‭ ‬من‭ ‬ثلاث‭ ‬كلمات‭ .. ‬لكننا‭ ‬أدركنا‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المقولة‭ ‬لخصت‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬ويحدث‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬تجاوزات‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تحاكي‭  ‬الواقع‭ ‬الذي‭ ‬كنّا‭ ‬نعيشه‭  ‬وهي‭ ‬تكرار‭ ‬له‭ ‬بشخصيات‭ ‬أخرى‭ ‬وبصياغة‭ ‬لا‭ ‬تختلف‭ ..‬

ففي‭ ‬اليومين‭ ‬الماضيين‭ ‬رأيتُ‭ ‬بأم‭ ‬عيني‭ ‬عشاء‭ ‬البارحة‭ ‬‮«‬المسخن‮»‬‭ ‬في‭ ‬مدينتنا‭ .. ‬نفس‭ ‬البوابات‭ ‬ونفس‭ ‬التمركزات‭ ‬ونفس‭ ‬الأحذية‭ ‬العسكرية‭  ‬ونفس‭ ‬‮«‬التفنيص‮»‬‭ ‬ونفس‭ ‬السلاح‭ ‬ونفس‭ ‬العربات‭ ‬ونفس‭ ‬الإنتشار‭ ‬في‭ ‬أوصال‭ ‬مدينتنا‭ ‬الصغيرة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تحتمل‭ ‬الازدحام‭ ‬ما‭ ‬سبب‭ ‬اختناقات‭ ‬وصعوبة‭ ‬في‭ ‬المواصلات‭ ‬داخل‭ ‬شوارع‭ ‬المدينة‭ ‬الضيقة‭  ‬وعند‭ ‬مداخلها‭.‬

هذا‭ ‬يحدث‭ ‬عندما‭ ‬يحل‭ ‬القائد‭ ‬الراحل‭ ‬ضيفًا‭ ‬علينا‭ .. ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬يختلف‭ ‬سوى‭ ‬أن‭ ‬أولئك‭ ‬كانوا‭ ‬يعتمرون‭ ‬فوق‭ ‬رؤوسهم‭ ‬اللثام‭ ‬الأخضر،‭ ‬وهؤلاء‭ ‬يطلقون‭ ‬العنان‭ ‬للحيهم‭ ‬وشعورهم‭ ‬الملتوي‭ .. ‬شيء‭ ‬واحد‭ ‬اتفقوا‭ ‬فيه‭ ‬وعليه‭ ‬وهو‭ ‬بث‭ ‬الذعر‭ ‬والرعب‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬الناس‭ ..!!‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى