الاولى

لماذا أصبح الزيتُ أزمةً عالمية؟؟؟

 

 

مع الطلب المستمر والعالمي من الصين والهند على زيت النخيل بالمقارنة مع زيت الصويا الذي قل الطلب عليه بشكل كبير وزاد الطلب على زيت النخيل وزيت دوار الشمس للتعويض عن انخفاض الطلب على زيت الصويا.

إلى جانب وجود عامل آخر على هذا الارتفاع وهو إفلاس اكبر مصنع لعصر زيت الصويا في الأرجنتين والذي كان ينتج بحدود 25 % من زيت الصويا الأرجنتيني، وإن المستفيد الأكبر من ذلك هو زيت دوار الشمس الذي زاد الطلب عليه بشكل كبير مما أدى إلى ارتفاع كبير في الأسعار.

حيث يرى الخبراء بان زيادة الاستهلاك في الهند بسبب الاحتفالات الهندية وكذلك زيادة الطلب في الصين بسبب رأس السنة الصيني وزيادة الطلب المتوقع في الدول الإسلامية مع  اقتراب كل شهر رمضان المبارك جعل كل هذه العوامل تساعد على ارتفاع أسعار الزيوت العالمية وهذا أدى إلى توجه كثير من شركات الاستثمار العالمية  إلى شراء عقود على الورق بدون تسليم حقيقي لتحقيق أرباح لاحقا. و ان هذا الارتفاع العالمي على اسعار الزيوت النباتية سيساهم بارتفاعه في الاسواق العربية والاسلامية ومنها اليبيا ولفترة زمنية غير مقيدة، حيث ارتفع زيت النخيل بمعدل 45 % من 650 دولاراً واصل العقبة إلى 920 دولاراً واصل العقبة،  ويرى رئيس شعبة الزيوت باتحاد الصناعات العربية، إن أسعار زيوت الطعام في السوق المحلي شهدت زيادة كبيرة منذ بداية العام بسبب ارتفاع أسعار الخام عالمياً.  حيث إن سعر الزيت وصل ضعف سعره في الوقت نفسه من العام الماضي.

وأشار إلى أن طن الزيت ارتفع عالميا خلال الشهرين الماضيين إلى 900 دولار مقابل 700 دولار.

وأرجع ارتفاع الأسعار إلى سوء الأحوال المناخية في بعض الدول والتي من بينها قلة الأمطار التي أدت إلى حالة جفاف قللت من حجم المحصول.

وقال إن قلة المعروض من المحاصيل الزيتية رفع أسعارها مما جعل حكومات الدول المصدرة وضع شروط للمصدرين، بتوفير الكميات المحلية بأسعار مناسبة للسماح بالتصدير مما رفع الأسعار لتعويض فارق السعر.

وتوقع أنه لن تحدث زيادات كبيرة في الأسعار الفترة المقبلة وأي زيادة ستكون طفيفة.

حيث تستورد مصر أكثر من 87 % من استهلاكها من الزيوت من الخارج، بمراحل إنتاجية مختلفة، تتنوع بين استيراد بذور وعصرها وتكريرها، أو استيراد زيوت وتكريرها، أو الاكتفاء بمرحلة التعبئة فقط.

ويعمل في إنتاج زيوت الطعام بمصر 4 شركات تابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية المملوكة للحكومة، وهي الإسكندرية للزيوت والصابون، وطنطا للزيوت والصابون والمياه الطبيعية، وأبو الهول للزيوت والمنظفات (الملح والصودا سابقاً)، والنيل للزيوت والمنظفات.

وتنتج هذه الشركات زيت الطعام، بما يشمل عمليات التكرير بشكل أساسي، إضافة إلى بعض عمليات عصر البذور الزيتية. قال ويري رئيس شعبة الزيوت باتحاد الصناعات، إن هناك عدة أسباب وراء ارتفاع أسعار زيت الطعام في الأسواق المصرية، مشيراً إلى أن أسعار الزيوت في ارتفاع منذ 7 أشهر تقريبا، بسبب توافر مجموعة من العوامل العالمية وهي جفاف بعض المناطق التي تزرع المحاصيل الزيتية، وترشيد تصدير بعض البلاد وهذا بسبب تأثير فيروس كورونا .

وتابع  أن هذا الأمر يرجع لجفاف كثير من المناطق التي تجمع المحاصيل الزيتية ، مشيرا إلى أن بعض الدول تُرَّشد تصدير الزيوت ، لافتا الى أن ارتفاع أسعار الزيوت له علاقة مباشرة بفيروس كورونا ونقص العمالة التي تعمل في هذا المجال، مستدركا أن الزيادة في الزيوت عالمية ومصر ليست منتجة للمحاصيل الزيتية.

وأشار «رئيس شعبة الزيوت باتحاد الصناعات»، إلى أن أسعار الزيت ارتفعت بنسبة 90 % لذا كان يجب النظر في إعادة التسعير، لافتا إلى استيراد مصر نحو 97 % من احتياجاتها الزيتية سواء في صورة زيت أو فول صويا يتم عصره، وتستهلك مصر منه نحو 2.4 مليون طن في السنة الواحدة، لافتا إلى أن الاستهلاك الطبيعي للفرد 25 كيلو ولكن مصر أقل من المعدل العادي حيث يصل إلى 20 كيلو للفرد.

وعلى الرغم من التراجعات التي تشهدها أسعار زيت الطعام في البورصة العالمية، إلا أن أسعاره في السوق المحلية لم تشهد أية انخفاضات، بل ارتفعت في بعض الأصناف، وأرجعت «فاو» ذلك إلى إنخفاض أسعار زيت النخيل، مما يدلّ على استمرار الضغط، بسبب قوائم الحصر الكبيرة لدى البلدان المصدرة الرئيسية في ظل ركود الطلب العالمي على الواردات، ووفقًا لإحصائيات شهر أكتوبر الصادرة عن المنظمة، بلغ متوسط مؤشر المنظمة لأسعار الزيوت النباتية 132.9 نقاط في أكتوبر الماضي، بانخفاض قدره نقطتين أو 1.5 % عن مستواه المسجل من شهر إلى آخر.

حيثإن أسعار زيوت الطعام في البورصة العالمية، انخفضت بشكل كبير بل وتشهد  إنهيارًا، حيث بلغت نسبة التراجع نحو ٥٠٪ من سعره خلال الـ 6 أشهر الماضية، ومن ولكن عندما ترتفع الأسعار عالميًا ترتفع محليًا، وعندما تنخفض لا نجد أي تراجعات في السعر.

حيث أن المستوردين والمصانع لا زالوا يحافظون على الأسعار العالمية، لتحقيق أرباح مضاعفة،وهو ماجعل العديد يطالب بضرورة مسايرة آليات السوق وفقًا للعرض والطلب، فلا ينبغي للمستوردين والمستثمرين السير مع الاتجاه المرتفع والتغاضي عن الاتجاه الذي تنخفض فيه الأسعار العالمية.

وفي مقابل ذلك، شهدت الأسعار الدولية لزيت الصويا ارتفاعًا طفيفًا مجددًا مصحوبة بتعزز الطلب من قطاع وقود الديزل الأحيائي، في حين ترافقت أسعار زيت اللفت مع انحسار الكميات المتوافرة من الاتحاد الأوروبي، وبقيت الأسعار الدولية لزيت دوّار الشمس على حالها تقريبًا منذ شهر سبتمبر، وفقًا لـ»فاو».

وأضاف خبراء أن غالبية شركات الزيوت قد تشتري الزيت بسعر مرتفع لمدة 3-6 أشهر، حيث تم التعاقد والتنفيذ بسعر شراء زيوت تكفي للفترة المذكورة، ومن ثم لو حدث انخفاض عن سعر الشراء في هذه الفترة لا يشعر به المواطن، لأنه لدى الشركات مخزون تم شراؤه بسعر مرتفع، وعندما تأتي مدة الشراء التالية تكون الأسعار ارتفعت، لأن تحركات البورصة العالمية هي التي تتحكم في الأسعار. وأكد العديد من المختصين أن ارتفاع التكاليف على المصانع ، أحد الأسباب التي تؤدي إلى عدم انخفاض زيت الطعام أو أي سلعة رغم انخفاضها بالبورصات العالمية، ومن ضمن زيادة التكاليف، إرتفاع جميع أسعار الطاقة الشاملة مثل الكهرباء والغاز البنزين، بالإضافة إلى زيادة أسعار المياه، فضلاً عن زيادة أسعار رسوم الطرق.

أشار إلى أن هناك زيادات رسوم أخرى، مثل رسوم يتم تحصيلها على السيارات داخل المدن الصناعية، سواء على المواد الخام أو المنتجات تامة الصنع، هذا بجانب رفع وزيادة الأجور والمرتبات ومن ثم زيادة رسوم التأمينات، فضلاً عن زيادة أسعار الرسوم في الموانئ، وكذا الجمارك، وهذه تكاليف تؤدي في النهاية إلى ارتفاعات كبرى في المنتج النهائي، حتى لو انخفض سعره في البورصة العالمية.

وفيما يلي آراء كاتبي الرأي في بلومبرغ حول أسباب ارتفاع تكلفة الطعام وبخاصة الزيت : زيت الطهي: عادة ما ترتبط ثقافة الطهي في البلاد ذات التعداد السكاني الكبير بالمنتجات المحلية، كما أنَّ حدوث تناقص في تلك القاعدة يكفي بأن يؤثِّر على التجارة العالمية في عنصر غذائي واحد. فعلى سبيل المثال اذا نظرنا لزيت الطهي الذي يستخدمه الهنود نجد أنَّهم ومنذ آلاف السنين، يعتمدون على طهي السمبوسة، والبراثا، والدوسا، مما جعلهم أكبر مستورد في العالم للدهون النباتية السائلة.

لكن زيادة الاعتماد على نظم التغذية غير الصحية لم تعد بالأمر الهين كما شهدنا العام الماضي. فقد شهدت معظم زيوت الطهي المستوردة البديلة للزيوت المستخدمة في أجزاء مختلفة من البلاد من بينها: زيت الخردل في الشرق والشمال، زيت الفول السوداني في غرب ووسط الهند، وزيت السمسم وجوز الهند في الجنوب ارتفاعاً في أسعارها بنسبة 44 %، وتلك الزيوت البديلة تشمل: زيت النخيل من إندونيسيا وماليزيا، زيت فول الصويا من الأرجنتين، والبرازيل، والولايات المتحدة ، وزيت عباد الشمس من أوكرانيا وروسيا.

وتراوحت أسباب الارتفاع الصاروخي في الأسعار بين المنافسة على استخدام المحاصيل الغذائية كوقود حيوي، والفيضانات في ماليزيا، والطقس الجاف في البرازيل، وإضرابات عمال الموانئ في الأرجنتين؛ الأمر الذي يهدد الهند باستمرار أزمة التغذية للعام الثاني على التوالي، خاصة مع تقليص الفقراء اعتمادهم على البروتين خلال العام الماضي بسبب خسارتهم لوظائفهم نتيجة عمليات الإغلاق للحدِّ من انتشار كوفيد-19.

يقول الرئيس السابق لأكبر جمعية تعاونية للمزارعين في الهند، إنَّ حملة التشويه المتعمَّد للزيوت المحلية المفلترة المعصورة باعتبارها مغشوشة وخطيرة أدت إلى تدمير الاكتفاء الذاتي في أوائل التسعينيات. فقد أصبح المستهلكون مدمنين على الزيت المستورد والمكرر ويضيف  إنَّ المزارعين الهنود يترددون حالياً برغم ارتفاع أسعار زيوت النخيل في زراعة المزيد من الخردل أو الفول السوداني. حتى بذور فول الصويا التي أصبحت محصولاً تجارياً في الهند منذ السبعينيات، وارتفعت أسعارها هذا العام بشكل كبير، إذ لا يستطيع المزارعون زيادة المساحات الزراعية. تلبي الواردات 70% من الطلب، ولذلك يصبح ردُّ فعل الحكومة المعتاد على ذلك الارتفاع في الأسعار بخفض تكلفة الواردات.

فالغذاء يعكس القوة، فالسيطرة على عادات الطعام لنحو 1.4 مليار شخص واعتمادهم على البذور الزيتية المزروعة في الخارج أضر بفقراء الهند من المزارعين والمستهلكين في المناطق الحضرية في خضم الجائحة.

الذرة: لا يتمُّ تحديد سعر الطعام فقط من خلال ما تضعه في طبقك. وإذا أخذنا الذرة مثالاً سنجد نحو ربع الولايات المتحدة يقومون بتحويل المحاصيل إلى سندوتشات التاكو، وحبوب الإفطار، والذرة الحلوة و»الفشار». كما يتمُّ تحويل نحو 40 % إلى إيثانول لخلطه مع البنزين، ويستخدم ثلث آخر في تغذية الحيوانات. وهذا ساعد ذلك في دفع أسعار العقود الآجلة للذرة في مايو لتسجل أعلى مستوى في ثماني سنوات.

فارتفاع أسعار الزيوت النباتية بدأ تدريجيا من شهر 9/2020  وحتى اليوم للأسف .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى