رأي

محطة هاشم شليق.. منظمات

 

ظهر دور منظمات المجتمع المدني خلال آخر عقدين بشكل ملحوظ..وتعريفها البسيط أنها جمعيات ينشؤها أشخاص لنصرة قضية مشتركة حسب وجهة نظرهم.. وأهم الأهداف التي يجب أن تكون في كل الأحوال ترسيخ الثقافة المدنية بالعمل بشكل جماعي وغالبا طوعاً في مختلف المجالات..

وفي الأمم المتحدة توجد ( وحدة المجتمع المدني ) تابعة لإدارة الأمم المتحدة للتواصل العالمي..حيث هناك 1500 منظمة غير حكومية مرتبطة بالمنظمة الأممية..تستهدف وفق ما تجاهر به التنمية المستدامة وتمكين المرأة والشباب وغير ذلك..ومن أشهر منظمات المجتمع المدني..منظمة العفو الدولية والصندوق العالمي للطبيعة ومنظمة السلام الأخضر والاتحاد الدولي لنقابات العمال..

وبقراءة سريعة لمنظمات المجتمع المدني في العالم..نجد أنه لا توجد غالبا فروقات ملحوظة بين الدولة والمجتمع المدني فالمنظمات في النهاية تقع تحت التسييس الخارجي وتظل الخشية من تلقيها تمويلاً أو تبرعات من حكومات أجنبية مما يحدث ثقوبا في مظلة الدولة..

أما داخليا وهذا ما يهمنا مطلوب من المنظمات المحلية الإسهام في التنمية الوطنية المستدامةوبالدرجة الأولى مساعدة الدولة باتجاه تطوير الإدارة بشكل عاجل وأولي..فالمعروف أن أغلب الليبيين موظفين..حيث أن تقدم وتطور ليبيا يتطلب مؤسسات تملك ديناميكية إدارية مواكبة لما يفرضه العصر..نحو التخلص نهائيا من البيروقراطية..والحمد لله البلاد تسير ولو على مهل فوق سكة البناء والتشييد المعنوي والمادي..و من ناحية أخرى ولحسن الحظ ونحن نتحدث عن منظمات المجتمع المدني فإنه لا توجد لدينا ملامح ظاهرة للعيان مجتمعية عرقية أو دينية كما هو موجود في كثير غيرها..ولا توجد فرصة لأحد لفرض ثقافة محددة على الآخرين..فنحن لسنا ملزمين لتقبل رأيا مغايرا لطبيعة وهوية مجتمعنا الذي تتعمق جذوره في التاريخ القديم والحديث.. وبالتالي مناط بالاعلام والصحافة دور هام في مقدمة الصفوف لتبني سبل تعزيز التعاون بين الدولة ومنظمات المجتمع المدني..ويمكن للقطاع الخاص من جهة أخرى أن تطلب الأمر دعم تلك المنظمات المستقلة بشكل غير ربحي وتحت الشمس اي برعاية لا تجعلها تحيد عن دورها وأهدافها..

ختاما على كل عضو منظمة مجتمع مدني أن ينظر إلى مصلحة الوطن..وليس إعطاء دولته بالظهر من أجل إرضاء من يقف وراء الستار..الذي بدوره يصرخ أين الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.. لنرد عليه بمثل يقول « لاتحكم عليّ إن لم تكن كاملاً «..فحرية التعبير لا تعني المساس بالأمن القومي..والديمقراطية لا تعني التدخل في سيادة الدول..وحقوق الإنسان لا تعني استلاب الهوية الوطنية والدينية.. كل ما سبق يعني بوضوح ألا تكون المفاهيم المفروضة على منظمات المجتمع المدني مغلوطة تتعارض مع الثقافة المدنية أصلا..ومرحبا بالمنظمات الوطنية الليبية..تحت شعار «ماحك جلدك مثل ظفرك «..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى