الاولىثقافةمتابعات

ملودة يحاضر عن النقد الروائي بمجمع اللغة

 

تناول الدكتور محمود ملودة استاذ النقد بجامعة مصراته، في  محاضرة له  بمجمع اللغة العربية،  محطات مهمة في مسارات النقد الروائي الليبي من حيث تمظهرات المنهج واليات الممارسة.

المنهج الاجتماعي

يرصد المحاضر المتون النقدية الروائية الليبية، التي كتبها نقاد  ليبيون، ويتناولون نصوصا روائية ليبية، استلزم تتبع مسار المنهج الاجتماعي في المتون النقدية للرواية الليبية أن يتم تقسيمه إلى قسمين: كان أولهما النقد الواقعي في تجليه الصحفي؛ حيث التوقف عند كتابات سليمان كشلاف وأمين مازن، وغيرهما، وتحليل هذا النقد وبيان القضايا التي أثارها، وقد تم تتبع هذا المنهج الواقعي ضمن حقب زمنية وفق المتاح من الممارسات النقدية المرصودة، وأمكن التوفر عليها، وفي المحطة الأخرى النقد الاجتماعي المنهجي في تجليه الأكاديمي، ويقصد به استئناس الناقد بمنهج نقدي مكتمل، وإخضاع النصوص الروائية لهذا المنهج، وهنا نجد أنفسنا أمام منهج البنيوية التكوينية، والذي كان  من الثراء بحيث أثرَتْ وأثّرَتْ بشكل كبير في المدونة الروائية إنتاجا وتلقيا، هذا المنهج يجمع بين المنهجين السياقي والنصي،  وهنا ندرس عملين نقديين، استعان الناقدان فيهما بهذا المنهج، أولهما للناقد علي برهانة، والآخر للناقد  أحمد شيلابي، وكلاهما استهدف تقريبا الروايات نفسها، والمنهج ذاته، مع اختلاف في التناول والمعالجة، وهو ما سينهض هذا البحث بالوقـوف عليه وتوضيحه

خطوط متوازية

يرى ملودة أن النقد يسير في خط متواز مع النص الأدبي، ومع أن النقد يأتي بالأساس تاليا للأدب، ويتأسس عليه، فإن النص الأدبي يتأثر غالبا بالنقد، وكثيرا ما كانت سلطة النقد أقوى في مراحل كثيرة في آداب الشعوب، فيكون من نتاجها إما إماتة الإبداع والسقوط في النمطية، أو دفع النتاج الأدبي إلى ارتياد مساحات إبداعية جديدة، وإنارة الطريق أمام المبدعين، وتشجيعهم، وتقريب نصوصهم من القراء، وخلق مناخ مناسب كتب / عبد السلام الفقهي

لتجارب جديدة، ونصوص تتجاوز السائد والمعروف والمألوف، ويصح أن نربط حركة التطور في الأدب بالتفاعل بين النص وطرائق تلقيه.

وأضاف إن الرواية الليبية وفق ما سبق ولدت من عباءة القصة القصيرة، ولكن الملاحظ أن النقد تأخر كثيرًا في متابعة ولادة هذا الجنس الأدبي، داخل المشهد الأدبي الليبي، وإذا علمنا بأن أول نص روائي ليبي قد نشر منجّمًا في مجلة طرابلس الغرب خلال عامي 1959-1960م للروائي محمد فريد سيالة ، فإن الباحث يصعب عليه التوفر على متون نقدية تتابع هذا الحدث طوال عقدين كاملين، بل إن أول اعتراف نقدي منهجي بالرواية الليبية تم على يد ناقد سوري كان موفدًا لجامعة طرابلس .

وأشار أن فضل في التوجه للنقذ الاجتماعي الاكاديمي يرجع عربيًا إلى سلسلة من الجهود الرائدة التي قام بها  نقاد كبار من المشرق والمغرب ؛ ابتداء من طه وادي وعبد المحسن بدر ومحمود أمين العالم ويمنى العيد في الجانب المشرقي ، وبالمغرب نجد محمد بنيس ومحمد برادة وحميد لحميداني  ، لقد أحسوا جميعا « أنه لم يعد بالإمكان تأسيس منهج نقدي أو مقاربة نظرية وفقا لمنطلقات انطباعية أو ذوقية أو عشوائية صرف ، وأنه بات من الضروري التأمل العميق في ظاهرة النص الأدبي بوصفها ظاهرة لغوية واجتماعية «  ، وكانت أبحاثهم وفية للمنهج الاجتماعي ضمن تنظيرات باختين و لوكاتش ولوسيان قولدمان وكلها تتعاطى مع النص باعتباره صورة عن الواقع.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى