محمد الرحومي يكتب.. قضايانا
كما للدول والشعوب والمجتمعات مستويات اقتصادية وثقافية تختلف باختلاف المكاسب .. أيضًا لكل مجتمع قضايا وسلوكيات مختلفة ..
وأيضًا كما للدول والمجتمعات نخبٌ وحتى أعيان ووجهاء شرفاء كما يحلو للبعض تسميتهم .. أيضًا للدول والمجتمعات سلوكيات تنبثق عن هذه التصنيفات..
نحن في المجتمعات العربية على اختلاف مستوياتنا نتشابه إلى حد بعيد في هذه التصنيفات ونواجه على حد السواء نتائج هذه المسميات وسيطرتها وخاصة على مشهدنا الاجتماعي، وحتى السياسي والثقافي ما يهمني هو قضايانا الاجتماعية، وهي بيت القصيد.. لأنها تختلف عن قضايا المجتمعات الأخرى.. وهي في تقدير العديد من المفكرين والمتخصصين في الشأن الاجتماعي ساذجة ولا ترتقى إلى مستويات الدولة ذات المستوى المدني، والمؤسساتي المتميز، والمتحضر .. ولهم في ذلك أدلةٌ وبراهين..
من هنا يمكننا أن نؤسس لأنفسنا قناعة بأن كل عبث نصنعه بأيدينا سيجرنا من دون شك إلى قضايا هي عصارة هذا العبث ..
نحن نستعين بمن اسميناهم مشايخ وأعيان ووجهاء في حلحلة إشكالياتنا الاقتصاية والسياسية.. نعم نحن نستعين بما يمتلك هؤلاء من عمق قبلي أو جهوي أو نفوذ في اختيار شخصياتنا ورموزنا القيادية في شتى المجالات.. زد على ذلك أن اشتراطات هذه الشرائح في منح ثقة الجهة أو القبيلة هو اقحام شخصيات من قاع المناطقية والقبلية كي يكونوا وزراء ووكلاء بل سفراءنا بالخارج.. والنتيجة فضيحة تهز حشمة وعفة وكيان القبيلة والمنطقة أو حتى المدينة ..
وهو بالفعل نتاج طبيعي للتصحر الثقافي الذي يعانيه إفرازات هؤلاء الاعيان..
المشكلة ليست في صدمة سوء اختيارات الأعيان لشخصيات متوافق عليها ولا في نتائج سلوكياتهم.. بل الاشكالية في استمرار هذا العبث بصمعة وإدارة الدولة وصعوبة الخروج منه.
واعتباره خيارًا لا مفر منه لأي حكومة جديدة .. كما لا مناص من الجلوس معهم حتى نكون فعلاً قد احتكمنا إلى مخرجات المحاصصة التي تقيد رؤانا في التطور والكفاءة