رأي

سحب بساط

هاشم شليق

هناك‭ ‬تنافسٌ‭ ‬على‭ ‬أشده‭ ‬بين‭ ‬الصحافة‭ ‬الورقية،‭ ‬والرقمية،‭ ‬وصحافة‭ ‬الذكاء‭ ‬الإصطناعي‭ ‬كما‭ ‬تفيد‭ ‬التقارير‭..‬فالثلاثي‭ ‬يسعى‭ ‬لجذب‭ ‬انتباه‭ ‬النَّاس‭ ‬وكسب‭ ‬ثقة‭ ‬الجمهور‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬بحث‭ ‬الأغلبية‭ ‬عن‭ ‬إمكانية‭ ‬التواصل‭ ‬وسهولة‭ ‬التفاعل،‭ ‬وسرعة‭ ‬التعليق‭ ‬والنقاش‭ ‬الفوري‭..‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬توفره‭ ‬الصورة‭ ‬والصوت،‭ ‬والفيديو‭ ‬أي‭ (‬قراء‭ ‬ومستمعون‭ ‬ومشاهدون‭) ‬في‭ ‬آنٍ‭ ‬واحد‭ ‬ومكان‭ ‬واحد‭..‬

يرى‭ ‬الكثيرون‭ ‬أن‭ ‬أخبار‭ ‬الصحافة‭ ‬الورقية‭ ‬منتهية‭ ‬الصلاحية‭ ‬فقد‭ ‬سبق‭ ‬لها‭ ‬وانتشرت‭ ‬في‭ ‬المواقع‭ ‬الإلكترونية‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬خسارة‭ ‬الورق‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬السبق‭..‬وكذلك‭ ‬بقاء‭ ‬الجريدة‭ ‬تتحرك‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬واحد‭ ‬إلى‭ ‬المتابع‭..‬أما‭ ‬الإلكتروني‭ ‬فالمعلومة‭ ‬تنتقل‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬اتجاهات‭ ‬من‭ ‬المصدر‭ ‬إلى‭ ‬الغير‭ ‬والعكس‭ ‬وبين‭ ‬الأشخاص‭ ‬أنفسهم‭..‬ناهيك‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الصحف‭ ‬الورقية‭ ‬مازالت‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬نوعية‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬القراء‭ ‬وتواجه‭ ‬مشاكل‭ ‬التوزيع‭ ‬وكيفية‭ ‬استقطاب‭ ‬الإعلانات‭..‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬بدأ‭ ‬عدد‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬التحول‭ ‬إلى‭ ‬الرقمي‭ ‬مع‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬الورقي‭ ‬أو‭ ‬تجاوزه‭..‬ولكي‭ ‬تستمر‭ ‬يقترح‭ ‬البعض‭ ‬قيام‭ ‬الجرائد‭ ‬بإقحام‭ ‬أراء‭ ‬الجمهور‭ ‬في‭ ‬مشاكل‭ ‬المجتمع‭ ‬واشراكه‭ ‬في‭ ‬الحلول‭ ‬والبدء‭ ‬في‭ ‬طرح‭ ‬الأسئلة‭ ‬والحوارات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمستقبل‭..‬

ما‭ ‬لا‭ ‬يخدم‭ ‬الصحافة‭ ‬المطبوعة‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬شباب‭ ‬اليوم‭ ‬يفضلون‭ ‬الإنترنت‭ ‬لغرض‭ ‬التسلية‭ ‬واللهو‭ ‬ربما‭ ‬لضعف‭ ‬حس‭ ‬المواطنة‭ ‬الفعالة‭ ‬لديهم‭.‬‭.‬أو‭ ‬لوجود‭ ‬فجوة‭ ‬مع‭ ‬الدوائر‭ ‬الرسمية‭..‬يستميلهم‭ ‬التخاطب‭ ‬والتحادث‭ ‬عبر‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭..‬لهذا‭ ‬نمت‭ ‬شعبية‭ ‬البودكاست‭ ‬لإحتوائه‭ ‬على‭ ‬ملفات‭ ‬صوتية‭ ‬ومرئية‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬ألعاب‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬الى‭ ‬قصص‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭..‬

كذلك‭ ‬بروز‭ ‬عامل‭ ‬آخر‭ ‬مثلما‭ ‬فعلت‭ ‬وكالة‭ ‬أنباء‭ ‬شينخوا‭ ‬الصينية‭ ‬من‭ ‬عرض‭ ‬مذيع‭ ‬افتراضي‭ ‬يجهز‭ ‬تقارير‭ ‬سريعة‭ ‬وفعالة‭ ‬ودقيقة‭ ‬للأخبار‭ ‬العاجلة‭ ‬خلال‭ ‬ثوان‭..‬وعندما‭ ‬استعملت‭ ‬صحيفة‭ ‬الجارديان‭ ‬ذلك‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬لكتابة‭ ‬مقالة‭ ‬كاملة‭ ‬علق‭ ‬القراء‭ ‬عليها‭ ‬بالإيجاب‭..‬وتمكنت‭ ‬برمجية‭ ‬وورد‭ ‬سميث‭ ‬من‭ ‬إعداد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليار‭ ‬ونصف‭ ‬قصة‭ ‬خبرية‭..‬لذا‭ ‬أصبحت‭ ‬كبريات‭ ‬الصحف‭ ‬تستعين‭ ‬بالتقنية‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬المحتوى‭..‬لكن‭ ‬توجد‭ ‬دائمًا‭ ‬سيطرة‭ ‬الشركات‭ ‬الكبرى‭ ‬مثل‭ ‬جوجل‭ ‬ومايكروسوفت‭ ‬وامازون‭ ‬على‭ ‬أدوات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬إشعار‭ ‬آخر‭..‬

هناك‭ ‬سحب‭ ‬للبساط‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬الصحافة‭ ‬الورقية‭ ‬لكن‭ ‬تظل‭ ‬مساحة‭ ‬الرؤية‭ ‬الثاقبة‭ ‬والحكمة‭ ‬والحدس‭ ‬بين‭ ‬سطورها‭ ‬وسر‭ ‬الخلطة‭ ‬عند‭ ‬الصحفي‭ ‬وليس‭ ‬الروبوت‭..‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى