بالأمس كان المبدع بيننا.. هنا .. كان يتضور تكريمًا .. كان بإمكاننا أن نهتم به، وبأسرته .. أن نطلق اسمه على أهم شارع، أو ميدان في مدينته وهو مازال على قيد العطاء .. ليزداد إبداعه .. لكن ليس من المألوف في بلادنا تكريم الأحياء .. فالموتى لا تهمهم حفلات التأبين، والبكاء على ما تركوه من إرث سياسي وثقافي، وفني رأينا أنه عظيم بعد موته ونسينا أنه رائع قبل رحيله..
ظاهرة لا تدل على الإحتفاء بالمبدع تنتشر في أوساطنا الثقافية والفنية، وعلى صعيد المهنة العامة .. ما أن يرحل المبدع في مجاله حتى نسرع في طبع وكتابة لافتة، وبوستر عن حياته كان يشتهيه وهو حي..
ما فائدة التكريم المتأخر؟ ما المردود من التأبين؟ سوى الشعور بالذنب لإهمالنا للراحل .. لا شيء غير تأنيب الضمير .. لابد أنه فرح يشبه الحزن.. أو حب الماضي على حساب الحاضر، والمستقبل..فالتكريم والتأبين والبكاء على موت مبدع ما .. لا قيمة له مقارنة بالاهتمام به وهو على قيد الحياة..
ملحوظة مهمة جدًا:
لن أسمح لكم بتأبيني بعد موتي..!!