الرئيسية

الدستــور .. تحت رحمة القـوة القاهرة

نجاح مصدق

يعد‭ ‬الدستور‭ ‬من‭ ‬الركائز‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تحدَّد‭ ‬ملامح‭ ‬الدولة،‭ ‬ومبادئها‭ ‬فمنذ‭ ‬عام‭ ‬2011،‭ ‬دخلتْ‭ ‬ليبيا‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬انتقالية‭ ‬كانت‭ ‬مليئة‭ ‬بالتحديات‭ ‬السياسية،‭ ‬والأمنية،‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬دستور‭ ‬جديد‭ ‬تبرز‭ ‬كضرورة‭ ‬ملحّة؛‭ ‬فبعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الانتظار‭ ‬والترقب،‭ ‬طُرِحَ‭ ‬مشروع‭ ‬الدستور‭ ‬الليبي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬ليكون‭ ‬بمثابة‭ ‬الأمل‭ ‬الذي‭ ‬يعيد‭ ‬للبلاد‭ ‬استقرارها،‭ ‬ويحقق‭ ‬تطلعات‭ ‬الشعب‭ ‬الليبي‭ ‬لكن،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة،‭ ‬فقد‭ ‬واجه‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬عديد‭ ‬العراقيل،‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬الانقسامات‭ ‬السياسية‭ ‬وصولًا‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬توافق‭ ‬الأطراف‭ ‬المختلفة‭ ‬حول‭ ‬بنوده‭ ‬وبسبب‭ ‬هذه‭ ‬الأوضاع‭ ‬تعيش‭ ‬ليبيا‭ ‬حالةً‭ ‬من‭ ‬الجمود‭ ‬السياسي‭.‬‮ ‬

حول‭ ‬غيابه،‭ ‬والعراقيل‭ ‬وإلى‭ ‬أين‭ ‬وصلتْ‭ ‬الخطوات‭ ‬جاءت‭ ‬الآراء‭ ..‬

الشارع‭ ‬يسأل‭ .. ‬أين‭ ‬الدستور‭ ‬؟‭!‬

يقول‭ ‬المواطن‭ ‬حسن‭ ‬الدردار‭ : ‬وينه‭ ‬الدستور‭ ‬من‭ ‬كثر‭ ‬ما‭ ‬طالت‭ ‬المدة‭ ‬من‭ ‬2017‭ ‬نسيناه‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬تجاوزات‭ ‬وسرقات‭ ‬وانفلات‭ ‬أمني‭ ‬وتخبط‭ ‬سببه‭ ‬الحقيقي‭ ‬أننا‭ ‬دولة‭ ‬بلا‭ ‬دستور‭.‬

في‭ ‬حين‭ ‬أضاف‭ ‬السيد‭ ‬سالم‭ ‬الأمين‭: ‬أن‭ ‬الدستور‭ ‬تأخر‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬وجود‭ ‬لنية‭ ‬حقيقية‭ ‬لخروجه‭ ‬للنَّور‭ ‬ومن‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬غيابه‭ ‬يخدم‭ ‬مصلحة‭ ‬أطراف‭ ‬سياسية‭ ‬لها‭ ‬مصالح‭ ‬لضمان‭ ‬استمرارها‭ ‬وأيضاً‭ ‬للإفلات‭ ‬من‭ ‬المحاسبة،‭ ‬والمحاكمات‭ ‬العادلة‭ ‬وزيادة‭ ‬الانقسام،‭ ‬وضعف‭ ‬حال‭ ‬المواطن‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬الخاسر‭ ‬الأكبر‭ ‬والمتضرَّر‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬الدستور

أما‭ ‬حنان‭ ‬الجيلاني‭ :‬‮ ‬‭ ‬أكدتْ‭ ‬طالما‭ ‬هناك‭ ‬تدخلات‭ ‬خارجية،‭ ‬وأطراف‭ ‬خارجية‭ ‬تُحرك‭ ‬أطرافًا‭ ‬داخلية‭ ‬لمصالحها‭ .. )‬الدستور‭ ‬بعيد‭ ‬علينا‭ ‬بعد‭ ‬السمى‭ ‬عالأرض‭(.‬

‭ ‬الهيئة‭ ‬التأسيسية‭ ‬لصياغة‭ ‬الدستور‭ ‬الليبي‮ ‬

في‭ ‬3‭ ‬أبريل‭ ‬2014‭ ‬تشكيلت‮ ‬‭ ‬الهيئة‭ ‬بعد‭ ‬انتخابات‭ ‬مباشرة،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬اختيار‭ ‬أعضائها‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬مجموعة‭ ‬المرشحين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬المناطق‭ ‬الليبية؛‭ ‬حيث‭ ‬تضمنت‭ ‬مهامها‭ ‬صياغة‭ ‬الدستور‭ ‬والاستماع‭ ‬إلى‭ ‬آراء‭ ‬المجتمع؛‭ ‬وقامت‭ ‬الهيئة‭ ‬بتنظيم‭ ‬جلسات‭ ‬استماع،‭ ‬ومناقشات‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬القبائل،‭ ‬والنقابات،‭ ‬والمنظمات‭ ‬المدنية،‭ ‬لضمان‭ ‬تمثيل‭ ‬واسع‭ ‬لأفكار‭ ‬وآراء‭ ‬الليبيين‭ ‬حتى‭ ‬تم‭ ‬الوصول‭ ‬لمسودة‭ ‬الدستور‭ ‬التي‮ ‬‭ ‬أعلنت‭ ‬الهيئة‭ ‬عن‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬صياغتها‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2017‭ ‬التي‭ ‬تضمنت‭ ‬عديد‭ ‬القضايا‭ ‬المهمة‭ ‬مثل‭ :‬

حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬نظام‭ ‬الحكم،‭ ‬والانتخابات‭ ‬في‭ ‬حين‮ ‬‭ ‬واجهت‭ ‬الهيئة‭ ‬تحديات‭ ‬كبيرة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الانقسامات‭ ‬السياسية‭ ‬والاضطرابات‭ ‬الأمنية،‭ ‬مما‭ ‬حال‭ ‬دون‭ ‬إجراء‭ ‬الاستفتاء‭ ‬على‭ ‬الدستور‭.‬

سالم‭ ‬كشلاف‭ ‬عضو‭ ‬الهيئة‭ ‬التأسيسية‭ ‬لصياغة‭ ‬مشروع‭ ‬الدستور‭ ‬قال‭ : ‬يرى‭ ‬مع‮ ‬‭ ‬أن‭ ‬المسودة‭ ‬الجديدة‭ ‬تمثل‭ ‬بارقة‭ ‬أمل‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬ليبيا‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الوصول‭ ‬مازال‭ ‬بعيدًا،‭ ‬ويؤكد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬دعم‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬والمحلي‭ ‬لهذه‭ ‬المسودة‭ ‬لضمان‭ ‬نجاحها‭.‬‮ ‬

منظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني

مها‭ ‬الشحومي‭ ‬رئيسة‭ ‬منظمة‭ )‬أمل‭ ‬ليبيا‭( ‬غياب‭ ‬مشاركة‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬بفعالية‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬الدستور‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬انعدام‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬الدستورية؛‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬شفافية‭ ‬أكبر‭ ‬وحوارٌ‭ ‬مجتمعي‭ ‬واسع‭ ‬النطاق‭ ‬لضمان‭ ‬قبول‭ ‬الدستور‭.‬

في‭ ‬حين‭ ‬أضاف‭ ‬الناشط‭ ‬الحقوقي‭ ‬كمال‭ ‬الذيب‭: ‬أن‭ ‬أهمية‭ ‬إشراك‭ ‬الشباب‭ ‬والنساء‭ ‬ضرورة‭ ‬ملحة‮ ‬‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬الدستور‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬تعبيرًا‭ ‬عن‭ ‬جميع‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع،‭ ‬وليس‭ ‬عن‭ ‬القوى‭ ‬السياسية‭ ‬فقط‭.‬

في‭ ‬حين‭ ‬أكدت‭ ‬المنظمة‭ ‬الليبية‭ ‬لمناهضة‭ ‬التعذيب‭ ‬أن‭ ‬تأخير‭ ‬اقرار‮ ‬‭ ‬الدستور‭ ‬سوف‭ ‬يضاعف‭ ‬من‮ ‬‭ ‬الانتهاكات‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان؛‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬وجود‭ ‬نصوص‭ ‬تحمي‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وتحقق‭ ‬العدالة‭.‬

آراء‭ ‬السياسيين

يؤكد‭ ‬محمد‭ ‬عبد‭ ‬الكريم‭ ‬سياسي‭ ‬مستقل‭: ‬التأخير‭ ‬في‭ ‬إقرار‭ ‬الدستور‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬غياب‭ ‬الإرادة‭ ‬السياسية‭ ‬لدى‭ ‬الأطراف‭ ‬المتصارعة،‭ ‬الأطراف‭ ‬تضع‭ ‬مصالحها‭ ‬الضيقة‭ ‬فوق‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن،‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬ممارسة‭ ‬مزيدًا‭ ‬من‭ ‬الضغط‭ ‬لإنهاء‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭.‬

أما‭ ‬السيد‮ ‬‭ ‬أمين‭ ‬تحالف‭ ‬القوى‭ ‬الوطنية‭ ‬خالد‭ ‬المريمي‭ ‬فأكد‮ ‬‭ ‬أن‭ : ‬النقاط‭ ‬الخمس‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬التوافق‭ ‬عليها‭ ‬بين‭ ‬لجنتي‭ ‬البرلمان‭ ‬والدولة‭ ‬في‭ ‬اجتماعات‭ ‬العاصمة‭ ‬المصرية‭ ‬القاهرة،‭ ‬هي‭ ‬لبُ‭ ‬أي‭ ‬دستور،‭ ‬أو‭ ‬قاعدة‭ ‬دستورية‭.‬‮ ‬

رؤية‮ ‬‭ ‬برلمانية

يؤكّد‭ ‬برلمانيون‭ ‬أنَّ‭ ‬هناك‭ ‬تحدياتٍ‭ ‬قانونية‭ ‬وسياسية‭ ‬تعيق‭ ‬وجود‭ ‬الدستور‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الخلافات‭ ‬حول‭ ‬بعض‭ ‬المواد‭ ‬الدستورية‭.‬‮ ‬

فاطمة‭ ‬الشريف‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬النَّواب‭ ‬تقول‭: ‬مجلس‭ ‬النَّواب‭ ‬لم‭ ‬يتلقَ‭ ‬مسودة‭ ‬دستورية‭ ‬تحظى‭ ‬بتوافق‭ ‬شعبي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬رفض‭ ‬عدة‭ ‬محاولات‭ ‬للتصويت‭ ‬عليها‭. ‬يجب‭ ‬تعزيز‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬الأطراف‭ ‬المختلفة‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬دستور‭ ‬يلبي‭ ‬طموحات‭ ‬الجميع‭.‬

وحول‭ ‬ارتباط‭ ‬حالة‭ ‬الفوضى‭ ‬بغياب‭ ‬الدستور‭ ‬أكد‭ ‬البرلماني‭ ‬سالم‭ ‬قنان‭ ‬أن‭ ‬غياب‭ ‬الدستور‭ ‬يعيق‭ ‬جهود‭ ‬بناء‭ ‬الدولة،‭ ‬ويزيد‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬الفوضى‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬وجود‭ ‬توافق‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬السياسية‭ ‬لإقرار‭ ‬الدستور‭ ‬في‭ ‬أقرب‭ ‬وقت‭ ‬ممكن‭.‬

أما‭ ‬البرلمانية‭  ‬أسماء‭ ‬الخوجة‭ ‬فأكدتْ‭: ‬رغم‭ ‬وجودها‭ ‬في‭ ‬لجنة‭ ‬مناقشة‭ ‬الخلافات‭ ‬حول‭ ‬مواد‭ ‬دستورية‭ ‬كاللغة،‭ ‬والترشح‭ ‬العسكري،‭ ‬وغيرهما،‭ ‬والمقاربة‭ ‬لوجود‭ ‬حل‭ ‬إلا‭ ‬إن‭ ‬الاختلاف‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬أمور‭ ‬هامشية‭ ‬عرقلة‭ ‬المسار‭ ‬وإعاقة‭ ‬المفوضية‭ ‬العليا‭ ‬للاستفتاء‭ ‬على‭ ‬الدستور‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الليبيين‭.‬

قلق‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للدولة‮ ‬

‮ ‬السيد‭ ‬عضو‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬السويحلي‭: ‬عبّر‮ ‬‭ ‬عن‭ ‬قلقه‭ ‬بشأن‭ ‬تأخر‭ ‬إقرار‭ ‬الدستور،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التأخير‭ ‬يُسهم‭ ‬في‭ ‬تفاقم‭ ‬الأزمات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭.‬

وأكد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬الإسراع‭ ‬في‭ ‬إقرار‭ ‬الدستور‭ ‬كخطوة‭ ‬أساسية‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬السياسي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭.. ‬كما‭ ‬دعا‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬وجود‭ ‬توافق‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬السياسية‭ ‬لضمان‭ ‬إقرار‭ ‬دستور‭ ‬يعكس‭ ‬تطلعات‭ ‬الشعب‭ ‬الليبي‭ ‬ويعزَّز‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬المواطنين‭.‬‮ ‬

المفوضية‭ ‬العليا‭ ‬للانتخابات

تعد‭ ‬المفوضية‭ ‬العليا‭ ‬جهة‭ ‬تنفيذية‭ ‬رقابية‭ ‬على‭ ‬سير‭ ‬الانتخابات‭ ‬وأداة‭ ‬للوصول‭ ‬للهدف‭ ‬السياسي‭ ‬التوافقي،‭ ‬وهو‭ ‬إقرار‭ ‬الدستور‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬وعبر‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬مختلفة‭ ‬أشار‭ ‬رئيس‭ ‬المفوضية‭ ‬السيد‭ ‬عماد‭ ‬السايح‮ ‬‭ ‬أن‭ ‬غياب‭ ‬الدستور‭ ‬يمثل‭ ‬أحد‭ ‬الأسباب‭ ‬الرئيسة‭ ‬وراء‭ ‬تأخر‭ ‬الانتخابات‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬الدستور‭ ‬هو‭ ‬الإطار‭ ‬القانوني‭ ‬الذي‭ ‬يضمن‭ ‬إجراء‭ ‬الانتخابات‭ ‬بشكل‭ ‬صحيح‭ ‬وشفاف‭ ‬و‭ ‬أوضح‭ ‬السائح‭ ‬أن‭ ‬الانتخابات‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تُعد‭ ‬أداة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬والتنمية،‭ ‬وليست‭ ‬هدفًا‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاتها‭.‬

موضحًا‭ ‬أن‭ ‬نجاح‭ ‬الانتخابات‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬إطار‭ ‬دستوري‭ ‬واضح‭ ‬يحظى‭ ‬بقبول‭ ‬واسع‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف،‭ ‬وضرورة‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬الأطراف‭ ‬السياسية‭ ‬لتجاوز‭ ‬العراقيل‭ ‬الحالية

وأكدتْ‭ ‬المفوضية‭ ‬من‭ ‬جهتها‭ ‬ردًا‭ ‬على‭ ‬كونها‭ ‬سببًا‭ ‬في‭ ‬تأخر‭ ‬الدستور‭ ‬واقرار‭ ‬الاستفتاء‭ ‬حوله‭ ‬أن‭ ‬المفوضية‭ ‬ليست‭ ‬إلا‭ ‬جهة‭ ‬تنفيذي‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬قدَّم‭ ‬لها‭ ‬الدستور‭ ‬وقوانينه‭ ‬وبأمر‭ ‬المحكمة‭ ‬العليا‭ ‬ستشرع‭ ‬في‭ ‬الاستفتاء‭ ‬عليه‭ ‬وأن‭ ‬أي‭ ‬ملاحظات‭ ‬من‭ ‬المفوضية‭ ‬لا‭ ‬تتعدى‭ ‬كونها‭ ‬ملاحظات‭ ‬فنية‭ ‬وفي‭ ‬حال‭ ‬قبل‭ ‬الطعن‭ ‬فالقانون‭ ‬رقم‭ )‬6‭( ‬وأُحيل‭ ‬للمفوضية‭ ‬الي‭ ‬ستشرع‭ ‬بعد‭ ‬تحديد‭ ‬ميزانية‭ ‬للاستفتاء‭ ‬على‭ ‬الدستور‭ ‬ولن‭ ‬تتأخر‭.‬‮ ‬

المحكمة‭ ‬العليا

تعد‭ ‬المحكمة‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬جهة‭ ‬حاسمة‭ ‬في‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الطعون‭ ‬الدستورية،‭ ‬حيث‭ ‬تُسهم‭ ‬في‭ ‬ضمان‭ ‬التزام‭ ‬القوانين‭ ‬بالدستور،‭ ‬وتعزيز‭ ‬سيادة‭ ‬القانون،‭ ‬موقف‭ ‬المحكمة‭ ‬العليا‭ ‬من‭ ‬الطعن‭ ‬في‭ ‬قانون‭ ‬الدستور‭ ‬الليبي‭ ‬يتضمن‭ ‬عدة‭ ‬جوانب‭ ‬مهمة‭ ‬تتعلق‭ ‬بالإجراءات‭ ‬القانونية،‭ ‬والقرارات‭ ‬الصادرة‭ ‬عنها‭ ‬وأهم‭ ‬ملاحظاتها‭ ‬جاءت‭ ‬حول‭ : ‬الطعن‭ ‬الدستوري‭.‬

المحكمة‭ ‬العليا‭ ‬تلقتْ‭ ‬طعونًا‭ ‬دستورية‭ ‬تتعلق‭ ‬بعدم‭ ‬دستورية‭ ‬بعض‭ ‬القوانين؛‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬تقديم‭ ‬هذه‭ ‬الطعون‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأفراد‭ ‬أو‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية،‭ ‬مثل‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬النَّواب،‭ ‬أو‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬تم‭ ‬تقديم‭ ‬طعن‭ ‬دستوري‭ ‬يتعلق‭ ‬بالفقرة‭ )‬11‭( ‬من‭ ‬المادة‭ )‬30‭( ‬من‭ ‬الإعلان‭ ‬الدستوري‭ ‬المعدَّل‭ ‬بموجب‭ ‬التعديل‭ ‬الدستوري‭ ‬السابع،‭ ‬حيث‭ ‬اعتبرت‭ ‬المحكمة‭ ‬أن‭ ‬التصويت‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التعديل‭ ‬لم‭ ‬يحقَّق‭ ‬النصاب‭ ‬المطلوب‭.‬

المحامية‭ ‬هند‭ ‬محمد‭ ‬أكدتْ‭ ‬بأن‭ ‬الحكم‭ ‬الدستوري‭ ‬يحظى‭ ‬بأهمية‭ ‬بالغة‭ ‬لأن‭ ‬جميع‭ ‬الأحكام‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬المحكمة‭ ‬العليا‭ ‬تعد‭ ‬ملزمة‭ ‬لجميع‭ ‬الجهات،‭ ‬مما‭ ‬يعزَّز‭ ‬من‭ ‬مبدأ‭ ‬سيادة‭ ‬القانون،‭ ‬ويضمن‭ ‬حماية‭ ‬الحقوق‭ ‬والحريات‭ ‬الأساسية‭ ‬للمواطنين‭ .. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأحكام‭ ‬تقوم‭ ‬بدور‭ ‬حيوي‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الاستقرار‭ ‬السياسي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفير‭ ‬إطار‭ ‬قانوني‭ ‬واضح‭.‬‮ ‬

نقاط‭ ‬الخلاف‭ .. ‬ومراقبون‭ ‬دوليون‮ ‬

أكدتْ‭ ‬أصواتٌ‭ ‬محلية‭ ‬ونشطاء‭ ‬سياسيون،‭ ‬ومراقبون‭ ‬دوليون‭ ‬من‭ ‬بعثة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬ومنظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية،‭ ‬ومنظمة‭ ‬‮«‬هيومن‭ ‬رايتس‭ ‬ووتش‮»‬‭ ‬أن‭ ‬أهم‭ ‬النقاط‭ ‬التي‭ ‬أخرتْ‭ ‬الدستور‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ :‬

1‭. ‬مكان‭ ‬العاصمة‭.‬

2‭.‬الهيئات‭ ‬السياسية‭.‬

3‭. ‬مصدر‭ ‬التشريع‭.‬

4‭. ‬حقوق‭ ‬الأقليات‭.‬

5‭. ‬اللامركزية‭.‬

6‭. ‬الهيئات‭ ‬المستقلة‭.‬

‮ ‬هذه‭ ‬النقاط‭ ‬تتطلب‭ ‬حوارًا‭ ‬شاملًا‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬المعنية‭ ‬لضمان‭ ‬إقرار‭ ‬دستور‭ ‬يعكس‭ ‬تطلعات‭ ‬الشعب‭ ‬الليبي،‭ ‬ويحقّق‭ ‬آماله؛‭ ‬فهل‭ ‬سينجح‭ ‬الليبييون،‭ ‬ويتحقَّق‭ ‬الاستفتاء‭ ‬حول‭ ‬الدستور‭.‬

‮ ‬بتشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬وطنية‭ ‬شاملة‭ ‬تضم‭ ‬سياسيين‭ ‬ومستقلين‭ ‬وممثلين‭ ‬عن‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬لصياغة‭ ‬دستور‭ ‬توافقي‭.‬

إلى‭ ‬جانب‭ ‬تعزيز‭ ‬الحوار‭ ‬الوطني‭ ‬وضع‭ ‬جدول‭ ‬زمني‭ ‬واضح،‭ ‬وملزم‭ ‬لإتمام‭ ‬العملية‭ ‬الدستورية‭.‬

يظل‭ ‬إقرار‭ ‬دستور‭ ‬جامع‭ ‬وشامل‭ ‬أمرًا‭ ‬ضروريًا‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭. ‬وبينما‭ ‬تتعالى‭ ‬الأصوات‭ ‬المطالبة‭ ‬بالتغيير،‭ ‬فإن‭ ‬الإرادة‭ ‬الوطنية‭ ‬الحقيقية‭ ‬هي‭ ‬المفتاح‭ ‬لكسر‭ ‬الجمود‭ ‬وتحقيق‭ ‬حلم‭ ‬الليبيين‭ ‬بدولة‭ ‬موحدة‭ ‬وديمقراطية

فهل‭ ‬يتحقق‭ ‬الحلم‭ ‬أم‭ ‬يظل‭ ‬بعيد‭ ‬المنال‭..‬؟‭!.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى